الفصل الخامس:"شروق الأفق: بداية جديدة"؟

39 6 0
                                    

عند دخوله المنزل بعد هذا اليوم المرهق، شعر ساتورو بشعور غريب يختلط بين الدهشة والانزعاج، حيث وجد والده الذي كان غائبًا عن حياته لفترة طويلة. لم يكن حاضرًا بشكل كبير في حياته، بل كان دائمًا مشغولًا بأعماله وشركته، وكانت كل اهتماماته تتمحور حول أعماله الخاصة دون النظر إلى احتياجات عائلته.

"أبي؟" صاح ساتورو بصوت مليء بالدهشة، بينما ينظر إلى والده الذي وقف في مدخل الغرفة.

"ساتورو، أعتذر على الظهور بهذا الشكل المفاجئ، لكن لدي طلب مهم أريد مناقشته معك." كان والده يتحدث بصوت هادئ، ولكن بنظرة مليئة بالجدية.

"في تاريخ زواجي؟" سأل ساتورو بصوت مليء بالاستغراب، وهو يحاول فهم الوضع.

"نعم، أعلم أن هذا يبدو غريبًا، لكن لدي فرصة عمل مهمة جدًا وأريدك أن تكون جزءًا منها." كان والده يبدو متحمسًا وهو يتحدث، لكن ساتورو شعر بالاستياء يتزايد داخله.

"لكن هل يجب أن يكون الآن؟ في هذا التوقيت الحساس؟" كان صوت ساتورو يحمل نبرة من الغضب المكبوت، وهو يحاول إخفاء مشاعره.

"أعلم أن هذا غريب وأعتذر على الظهور بهذا الشكل في هذا التوقيت، لكن هذه الفرصة لا تأتي كثيرًا، وأريد أن تكون جزءًا من هذه الخطوة المهمة بالنسبة لي." كانت كلمات والده تبدو صادقة، لكن ساتورو لم يكن مقتنعًا بعد.

في لحظة هدوء دامية، انطلقت كلمات والد ساتورو بكل وقاحة، متحدثةً من خلف الستارة الداكنة التي تحجبت بينهما: "ساتورو، ابنة صديقي تبحث عن زوج، وأنا أعتقد أنك بحاجة إلى مساعدة في تربية ابنتك الرضيعة..."

كانت كلمات الوالد كالسهم الذي اخترق قلب ساتورو، فتجمدت على مكانه محاولًا تفهم الواقع المرير الذي بات يعترض طريقه. بعد لحظات من الصمت الثقيل، تمنحه الصبر للتعبير عن استياءه بحرارة: "لا أفهم ماذا تريد مني بالضبط؟"

رد والده بصوت متوجع، يعبر عن قسوة الحقيقة ومرارتها: "أريدك أن تتزوج ابنة صديقي، فأنت لن تكون قادراً على تربية يونا بمفردك! إنها بحاجة إلى أم."

بعدما وجهت عبارات والده صوبه كالسهام الجارحة، لم يتأخر ساتورو في الرد، يتصدى لهذه الكلمات القاسية بثبات وقوة: "لست أنت من يقرر ماذا تحتاجه ابنتي."

كان صوته محملاً بالثبات والإصرار، كما لو أنه يرفض بشكل قاطع أي محاولة للتدخل في حياة ابنته وتربيتها. تأججت شرارة الحماس في عينيه، وهو يقف بكبرياء أمام والده، مؤكداً على استقلاليته وقدرته على تحمل مسؤولياته تجاه ابنته يونا.

كلمات والده ترتد في عقله كالصاعقة، متركةً خلفها جرحاً عميقاً من الألم والاهانة. بينما كان يحاول الحفاظ على هدوئه، اندلعت نيران الغضب والحزن في داخله، مُعبّرةً عن غضبه واستياءه الشديدين.

مواجهة المصيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن