اولاً بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تشعرون من جديد؟
وعدني فقيدي بعناق لكن هيهات إن كنت أعرف اذا كان ما زال على قيد الحياة ام توفته المنية
بت ابكي مع كل ركعة، مع كل شهادة انطقها مئات الدموع تنهمر
ان تفقد التواصل مع عزيز صعبة كيف لو كان تحت تلك الظروف؟
محاصرٌ في مدرسة تأوي آلاف النازحين وحولها عشرات الدبابات أفواهها مدببةٌ نحوك؟
مئات البندقيات تنتظر حركةً منك لتغتالك؟
كيف لو كنت محاصراً داخل سيارة؟
لتمر من فوقك الدبابة فتهرسك!كيف لو مسكوك على قيد الحياة؟ ليدفنوك حياً بعدما يعذبوك؟
امام امك، زوجتك، اخواتك، " اطفالك "
يأمروك بنزع ملابسك وينهالون كالحيوانات الجائعة بالضرب عليك،
ركلة.. ثم صفعة.. ثم بالسياط والاحذية
حتى تبدأ بالنزيف من كل مكان
طلقة.. ثم طلقة.. ثم تنهال عليك كالمطرهذا إن رحمك ربي!
ماذا عن رجلٍ خرج بحثاً عن الطعام فيجدوه، يأمره بالانبطاح على الارض ثم بالدبابة يدهسوه
فيصبح كوردةٍ مدهوسة
كاللحم المهروسوماذا عن شابٍ خرج لنفس الغاية، ودعته امه تنتظره ليأتي لها بكيس طحين فيعود لها اشلاءً من صاروخ!
وماذا عن فتاةٍ خرجت تحمل رايةً بيضاء طالبةً النزوح، ليغتصبوها.. يضربوها.. يأسروها، فلا يعلم عنها احد
وماذا عن اخرةٍ استهزأوا بسترها ودينها لتبدأ السنتهم القذرة بقذفها وسب دينها ورسولها
أترضونها يا مسلمين؟!
أخبركم عن المجاعة ام تعرفونها؟
لم اتوقع يوماً في حياتي كُلّها أن ارى عربياً يموت من الجوع، بغض النظر عن ديانته، مسلم، مسيحي، يهودي
لم اتوقع في حياتي أن ارى مشهداً كهذا!لكنني رأيته بعائلتي، رأيته بأهلي، فقدت أُناساً من الجوع وقلة الطعام!
انتهى طعام البشر، ثم طعام الدواب، ثم ورق الشجر، مع انعدام الماء كُلياً منذ ثلاث شهوربتُ أنام وانا غارقة بالهلوسات والهواجيس
أخاف الفقد منذ الصغر حتى أصبحت اعيشه يومياً، اكتب الرسائل لكن لا مستجيب
اخاف ان ابحث في قوائم الشهداء فاقرأ اسمائهم!
تركت هذه العادة منذ شهرين حتى اليوم
ولن ابحث لخوفي وقلة حيلتياين انتم يا أحبتي؟ صديقتي؟ عائلتي؟
لا مستجيب لا اعرف إن كانوا حتى على قيد الحياة
لا اعرف إن عانقهم صروخٌ ما
لا اعرف إن وجدوا طعاماً يسكت صريخ بطونهم
لا اعرف إن توفر الدواء
لا اعرف شيءً وعدم معرفتي يقتلني بخناجر بخواصريعلى الجنبين...
اين انتم؟
استودعتكم الله.