٨

37.8K 875 200
                                    

مرت الليالي تعدي عليهم كلهم ، ليلة ورى ليلة ، مابين تيّار اللي قضى ايامه في فندق مع انمار بعيد عن اشغاله و اموره بين كتبه و سهره ، الليالي مابين طيفها و وطهر الوجنتين ، والعُمر سّراق وسّرق منه لحظة يسهى فيها معها او ليلة يسهر يزرع بدروبها ورد وياسمين ، ومضت الايام فيه وموجه ساكن و تيّاره هادىء ودربه خضر من اخر لقاء وسلامه ..
ثلاث شهور لين ماطابت رجوله وتجاوز سّود ايامه ، وسهر لياليّ ولياليّ لوحده وغفى هالليلة بجواره مجموعه من الكتب كان يقرأ ..

فتح الباب انمار : هلا عمي ارحب
آبتسم سِطام يدخل : بعمر جدك ماني بعمر عمك
ضحك انمار وتقدموا لداخل وابتسم سطام يشوفه نايم وبيده كتاب وهمس : متى موعده مع الدكتور ؟
انمار : الصباح ان شاءالله
سِطام : المستشفى محيوس والشركة والبيت والدنيا كلها هذا وهو ماخذ اجازة ثلاث شهور بس لو طالت عز الله فلست
ضحك انمار والتفتوا لصوت من خلفهم يركض : تيييار
صحي تيّار بفزع ومد سطام يده على أويس بخفه ومزاح : خرعته ياشقيّ
اعتدل تيَار يرفع جسده العلوي وخصلات شعره اللي طالت على جبينه من نعومتها وهمس : وش في ؟
ابتسم سطام يجلس بجانبه : مافي شيء نبي رجعتك للبيت بس
اشار رأسه بالإيجاب ورفع سطام يدينه لشعره : طال وانا جدك ماودك تقصه ؟
أشار رآسه بالإيجاب وبهدوء : ابشر
وابتسم يشوف أويس يتقدم : ياعمدة تسمح شوي اجلس عند اخوي لان الواضح ماودك تتركه
ابتسم سطام يوقف : طالع انا وبكرا القاكم قبلي في الاكل
ومشى معه انمار والتفت تيّار لأويس : كيفها امي ؟
أويس : بخير مشغوله مع غارب
همس تيّار : مشغولة لدرجة هان عليها ماتزورني واكتفت باتصال؟
سكت أويس وتنهد تيّار : ارجع البيت وانا جايك بكرا
اشار رأسه بالإيجاب وطلع اثناء دخول انمار اللي جلس قدامه : اي وش الخطة ؟
عقد حجاجه بأستغراب : اي خطة ؟
انمار : تحس غارب ناوي على شيء ؟ شايل هم والله شفته وشفت الفروقات بينكم مع شكله الجديد لكن مازلت شايل هم
تنهد تيّار : اهخ منه مارضي نروح سوا عند دكتور مايرضيه شيء طول عمره كذا !
انمار : ماكان كذا اذكر طفولتكم وايام المتوسط والثانوي ينضرب فيكم المثل
سكت بتفكير يهوجس في تلك الليالي : كان ابوي حي يرضيه ويلبي له وانا معي جدي يرضيني لاجل ذا كنا متعادلين كل حد منا له من يرضيه ولا تغيرت علاقتنا بس مات ابوي وراح دفاعه حتى امي ماقدرت ترضيه وزرع عداوه وطمع وغيره مانساها من طفولته
ضحك بأستهزاء : رغم انا من يحق لي اغار و اطمع غريب!! وشوفه الحين نفس الطفل اللي بكى بعمر خمس سنين ماتغير صارت حاله نفسيه عنده مو مقتنع انه يحتاج دكتور و دواء مو راضي !
سكت انمار يراقبه ونطق : ما اظن انك تكرهه رغم كل شيء
تنهد تيّار : اكرهه ! هذا اخوي انمار كيف اكرهه ! حتى هو صدقني كل شيء يسويه محال انه يكرهني اعرفه واعرف وجعه واعرف ان لو اذاني حد هدّ الدنيا عليه بس هو ياذني ؟ راضي الغبي
ضحك انمار لان واضح من صوت تيّار كيف انه اشتاق له رغم كل شيء واشتاق لايام كانوا فيها اخوان بنضرب عليهم المثل ..
وقف تيّار : امشى نروح المستشفى نفك الجبيره
استجاب له وهو يطلع معه
بيت الصياد

أعظم من مُوجز الأخبار بعين المغترب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن