الصباح
فز من نومته يفتح عيونه يشوف مازال في حضنها هي جته اخر الليل ونام تقريبًا ثلاث ساعات وابتسم يشوفها غافيه و تحرك يبتعد وصحيت علطول من حركته وابتسم بهدوء : صحيتك
ابتسمت تناظر له لانها نامت قبل نص ساعه تقريبًا ماطولت ووقف يحرك رقبته يمين وشمال : عندك دوام؟
هزت رأسها بالإيجاب وتقدم يسحب الابكوت يلبسه : كنت واعدك نطلع نزهة مثل ماودك بس اعذريني هاليومين
هزت رأسها برفض : ولو تيّار اكيد مو وقتها الايام جايه
ابتسم يهز رأسه وتقدم يرفع يدينه يسحبها لجناحه ويمشي معها طالع وابتسمت تنطق : بروح السيارة وانت روح عند اخوك
هز رأسه وابتسمت تنطق : طمني تمام ؟
هز رأسه بتكرار ومشت تطلع تحت نظراته وتقدم بتعب لجناح بُرهان ودخل يشوف أُويس نايم في سرير المرافق وشاف بُرهان فاتح عيونه يناظر للمكان وتقدم له مبتسم يفحصه ويعدل له المغذيه وسمع انينه وقرب رأسه لفمه يسمع همسه : دكتور ..!
ابتسم بضيق انه ماعرفه وعلى باله دكتور وهز رأسه بتكرار له : سمّ وش بغيت؟
تنهد بُرهان يتكلم بس بطريقة مقطعه وبين كل كلمة وكلمة وقت من الثواني : فين .. ابوي .. أخوي الصغير
ابتسم بحزن وفرح ، حزن من سؤاله وفرح انه مازال يتذكر ولا قدر يرد والتفتت خلفه لأويس اللي تقدم من غير شعور يمسك يدينه بعد ماصحي وسمع صوته ولا قدر يقاوم وردد : انا انا أويس حي انا عندك موجود
اغمض عيونه تيّار مايبيه يعرف الحين وناظر له بُرهان مو مستوعب من ذا هو حضن أُويس عمره اقل من ١٥ سنه واللي قدامه الان رجال في عمر العشرين كيف !
سحب تيّار أُويس وتقدم لبُرهان اللي يردد : كيف!
تنهد يجلس بجانبه يمسك يدينه يحدثه : انت تذكر الحادث اللي صار ؟
رمش بعيونه بتأكيد ونطق تيّار : تدري متى صار ؟
مارد بُرهان وتنهد تيّار ماتمنى يقول له بهذي السرعة ولكن عجلة أُويس اجبرته يعلمه وبلع ريقه يحس بثقل الكلام بلسانه : من عشر سنين !
شاف اتساع عيون بُرهان بصدمه وعدم إستيعاب يناظر وشد على المفرش بكفوفه يحاول يرفع جسده بس عجز يتحرك كان عجزه هذا يثبت صحة كلام الدكتور و اول مانطق فيه يناظر لاخوه اللي يجهل انه اخوه لكن شعور راوده انه يهمس ب : ابوي .. مات؟
اغمض تيّار عيونه وتأكد بُرهان من ظنونه وامتلأت محاجره بالدموع الحركة اللي عجز جسده عنها كانت سهله على دموعه تسقط من حوله يبكي بوجع وأنين وكان موته امس ورفع تيّار يحاول يقاوم دموعه وتقدم يحضنه وهو سادحه يحطه رأسه على صدره بعتاب : ليه تأخرت علي بُرهان ليه !
غلبت دموعه محاجره تسقط على صدر اخوه اللي يبكي بانين مو قادر يحضنه وهمس : اي .. واحد .. منهم .. انت!
اغمض عيونه يرفع وجهه له يهمس بعبارة كان يقولونها لبعض لاجل يفرق بُرهان بينه وبين غارب : موج عاتيّ
اغمض عيونه بُرهان يبكي بشدة ونطق : تيّار !
اغمض تيّار عيونه مو مصدق انه يناديه بعد كل هالعُمر والتعب وزادت دموع بُرهان : عشر .. سنين !
كانه مو مصدق ان عمره راح هباء منثور وانه مسروق من عمره سنين مايدل لها حقيقة ، وصار في الثلاثين يوم نام وهو في بداية العشرين ، وضيع كل احلامه في وساده وسرير !
التفت لدخول أويس لانه طلع بعد ماسحبه تيّار وخلفه غارب وامه و جده وتقدم أويس منه ونطق برهان بعدم إستيعاب انه امامه نفس الطفل اللي حضنه : أُويس!
بكى أويس يرتمي في حضنه وابتعد تيّار يمسح عيونه وتقدمت لطيفة : يمه وليدي انتظرتك عمري كله انتظرتك ادعي وواثقه بقومتك ولا خيبت ظني
رفع نظره لها يستوعب : امي!
بكت تحضنه من بعد أويس واغمض عيونه يبكي من صوتها وتقدم سطام وناظر له بعصاه وقدر يحدد من هو وهمس : ابوي .. مات ! ولدك !
رفع سطام يدينه لمدامعه اللي انهمرت وتقدم يسلم عليهم وناظر لهم بُرهان بغربة تختلف ملامحهم هذا زادت تجاعيده وهذي كبرت وهذا طال شعر وجهه وهذا تزين شاربه مو قادر يستوعب اي شيء ماغير يردد اسماء بجنون من حقيقة انه نام كل هالوقت ، تنهد تيّار يشوفه مشتت ونطق : اطلعوا خلوه مو مستوعب
طلعوا وبقي غارب اللي ماكان قادر يحضنه ولا يتقدم له كانت دموعه تخونه والتفت برهان لتيّار على يمينه وغارب يساره ونطق ببكى : التؤام!
شتت نظره تيّار يرفع يدينه لعيونه وتقدم غارب يحضنه يبكي وبكى بُرهان : ابونا .. مات!
بكوا معه كانه الان مات ماكانهم دفنوه من عشر سنين وبكى بُرهان بصوت وقهر في جوفه ووقف غارب يمسح دموعه : شدّ حيلك كلنا ننتظرك
ومشى طالع وتأمله تيّار : اذا حسيت بشيء كلمني
مسك بُرهان يدينه يناظر له وجلس تيّار ماسك يدينه يسمعه ينطق : مابي.. اسكت
ابتسم تيّار يجلس ويميل يدينه : عشر سنين انا اهريّ عليك دورك انت اهرج
تنهد يناظر لحوله بشرود ويبدأ الكلام عنده يتحسن : صرت دكتور!
هز رأسه بالإيجاب مبتسم وسكت بُرهان : وغارب؟
تنهد يبتسم : درس بكندا
استمر سكوته مدة واكمل : و أُويس ؟
ابتسم بهدوء : يدرس امن سبراني
سكت يناظر له وهمس : ابي اشوفني
كان مراوده فضول بشكله وابتسم تيّار يوقف يجيب مرايا صغيره وتقدم يناوله : حلو ماغيرك شي
رفع نظره بُرهان لشكله وشد على المفرش : كبرت!
تنهد تيّار : زنت اكثر
اغمض عيونه تسقط دموعه : راح العُمر
قاطعه تيّار بغضب : ماراح بُرهان ماراح توك شباب والعمر قدامك بكرا تتحسن وتوقف على رجولك وتطيب وتزين لياليك
مارد بسكون ونطق بعد وقت : ليت مت مع ابوي
وقف تيّار بصدمه من كلمته وتقدم له بغضب وقهر : ما ضيعت عمري كله علشان اسمع منك هالكلمة ! مايحق لك تتمنى موتك عند ناس دفعوا الغالي علشان تعيش !
ووقف بغضب يطلع يتركه وصادف أُويس اللي فز يدخل وتقدم يجلس عنده : وش قلت له؟
التفت له بُرهان بشرود : عورّك الحادث؟
ابتسم يرفع يدينه يوريه عضلاته : ماقوى علي
ابتسم واخيرًا ابتسم بتعب يناظر له بشرود يبي يتكلم ماوده يسكت اذا سكت يتعب الكلام يسهل له وكل ماتكلم زود سهل نطقه : تيّار ليه .. صار دكتور!
تنهد أُويس يناظر له : علشاننا
سكت بُرهان يناظر لأُويس : لو في احد يستحق انك تقوم علشانه فهو تيّار دفع عمره واحلامه ومناه علشانك مشاك كل الدنيا والمستشفيات عالجك ودرس علشانك وعالجني ونسى نفسه
أبتسم بشرود يشوف نظرات بُرهان واكمل: تيّار مو بس اخوي تيّار ابوي و كل اهلي بدونه انتهي
وبدأ يحكي له كل شيء وايش صار وماصار وعداوة الاخوان علمه بكل شيء يراقب نظراته وصدمت وعدم استيعابه للان يحس انه يحلم ينتظر احد يصحيه ويفتك من كابوسه ..
أنت تقرأ
أعظم من مُوجز الأخبار بعين المغترب
Fantasyمن يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله والوعود وباتّ ليله طوله سّهر يتحرى شمس العُمر غاب العُمر وانطفأ قنديل الآمل وانجلت انوار العُمر مابه...
