الفصل العشرون

1.9K 48 0
                                    


هل يمكن أن يكون المرء ميتا بينما هو يتنفس ........ هل يمكن أن تتوقف دقاتِ القلب فجأة دون انذار لينتظر صاحبه الموت دون أن يناله ..... بينما يبقى جالسا في تبلد منتظرا ....... ماذا ؟........
كانت عيناها جافتان .... متحجرتان , تنظران أمامهما دون أن تبصرا...........ألما حادا يمزق صدرها غصة كالصخر تكتم أنفاسها ....
ماذا كانت تتوقع ؟...... لقد انتهى زمن النهايات السعيدة و القصص الخيالية ....

بعد كل ما عاشته في حياتها , كانت قد اقتنعت أن السعادة لم تكتب لها , و تمكنت من أن تتعايش مع هذا الواقع ..... اعتادت منذ حداثة سنها أن تتعايش مع الألم .....أن تصادق الظلم لتجعله حليفها ......
حاولت تقبل حياتها , الا أن حياتها تمردت عليها ..... لتلقي بها الى أحضانه , معطية اليها الأمل , تخبرها قصة جميلة عن أميرةٍ نجت من الأشرار ....و طارت الى فارسها .... درعها في الحياة ......
نُسجت القصة جيدا ..... حتى القصر و أمير الأحلام ...... كل تفاصيل القصة حاكت لها حلما لم تكن لتصدق بوجوده ......
كل ما حولها كان يهتف لها باسما ..... ابتسمي يا حلا ..... ابتسمي .....لقد جاء يوما لتصبحي فيه بطلة الرواية .......أميرة حبيبها ...

حبيبها ......آآآه ..... حبيبها ..... كم عاما مر لتدرك أن حب عمرها كان بجوارها منذ أن فتحت صفحات ذاكرتها ......
و الآن .....الآن بعد أن اعترف لها بحبه بعد طولِ سنين ,...........تأتي الحياة لتنبهها بالا تنسى ما فات ...... وأنه لا هروب مما كان ,
لقد خدعت نفسها و محت فترة من حياتها اعتقدت أنها دفنت للأبد , لكن ها هى تبادر للخروج من وكرها كوحشٍ دميم سيفترس كل ما حاولت ترميمه .....
لكن هو .....هو .... لماذا فعل ما فعل ..... هل ليعاقبها , هل هذا انتقاما طويل الأمد .....أم أنه ببساطة لم يستطع التعامل مع كل تعقيداتها ...... كانت في داخلها تعلم أن لسعادتها معه نهاية لا محالة , فرجلا مثله مهما أحبها يوما الا إنه بمرور الوقت سيعلم أنه يستحق الأفضل , كما يرى كل من حولهما .......

و لقد اختار الأفضل .... سمر ..... لا يمكن أن تقارن نفسها بها أبدا ..... إنها هى المرأ التى تليق به , ولابد أنها سعت الى التعرف اليها لترى عن قرب من تلك التي أوقعت بوحش ال مهران .......
يا الهى ..... ولقد حكت لها الكثير ...... يا الهي لقد حكت لها بمنتهى الغباء عن أشياءٍ كان يجب أن تبقيها مدفونة الى الأبد , ترى هلى ستستغلها لتفضحها عند ادهم ........
إنها الى الآن لم تستخدم أي شيء ضدها ........يا الهي إن الدائرة تضيق من حولها , ....... كل ما حولها يطوف و يحارب ليبعد ادهم عنها ...... ولقد بدأ هو في الاستسلام أخيرا . اذن فلماذا تخاف ...... فلا شيء آخر يهم في هذه الحياة ما دام سيتركها .....لما الخوف مادامت ستموت في كل الأحوال .........
لكن ماذنبه هو في أن يتحمل مثل هذه الفضيحة , فحتى وإن كان سيتركها من أجل امرأة تليق به فهذا هو الأمر الصائب , لكن لن تتحمل أبدا ان تكون السبب في أي أذى له ...... أبدا ...... ولو تطلب هذا آخر نفسا في صدرها .......

(حلا .......... انظري الي وتكلمي , منذ أن نزلتِ وأنتِ شاحبة بشكلٍ مخيف )
جاءها صوت هلال الجالس بجوارها في شاحنته المتهالكة ...... يحاول التسلل من الضباب الذى يغشى عقلها .......
الا إنها لم تستطع النطق ولم تستطع حتى البكاء , عيناها نديتان لكن تأبيان البكاء لتريحاها .........
( حلا أنا الآن أشعر بالخوف فعلا عليكِ ....... مالذى حدث بالأعلى ؟...... كان يجب أن أصعد معكِ مهما اعترضتِ )

لعنتي جنون عشقك. 🌺بقلم تميمة نبيل 🌺حيث تعيش القصص. اكتشف الآن