بداية النهاية

236 25 22
                                    

«الفصل الأول»

لأن الموت لم يكن خياراً تقبلت الحياة و أكتفيت بما فيها ففي عتمة الأيام ضوء خافت و في قسوة الدنيا رحمة من الرب خفية...

قراءة ممتعة...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أميركا_مدينة كامبريدج
28 ديسمبر 2023
5:15 عصراً

في متاهات الأوهام ضائعة لا تملك من عقلها سوى القليل، يضيع إدراكها منسلاً منها على دروب الهرب من أرواح الماضي الميتة التي تلف يديها الملتحفة بالسواد حول جسدها، و دون فائدة كانت تحاول العودة لأرض الواقع هرباً من ذكريات الماضي و أرواحه.

غطت أذنيها بكلتا كفيها، و شدت بأغماض جفنيها، صارخة بملئ صوتها الشجي و كأنها في ساعة الهلاك بين نيران جحيم الله.

ثم وقفت على قدميها العارية تنفض و تضرب أنحاء جسدها بهستيرية محاولة إبعاد الأيادي السوداء التي تلتف حولها.

"إبتعدوا إبتعدوا عني، آمان أين أنت؟، أرجوك ساعدني آمان"
شهقت من بين دموعها مناجية أخيها متناسية أنها وحيدة في المنزل، و مع كل أندفاع للألم نتاج قيامها بضرب نفسها كانت تردد أسم أخيها دون جدوى، عل أخيها ينقذها من أرواح الماضي التي تسحبها نحو نوبة هستيرية للإنهيار.

أخذت الفتاة المدعوة بنسيم بخطاها نحو زاوية الغرفة حاشرة جسدها هناك بينما ترتجف أطرافها كسعفة في مهب الريح.

تخلو زمرديتها من الحياة سارحة في الفراغ، و ما كانت سوى ثوان حتى بدأت برطم رأسها بالجدار مراراً و تكراراً دون توقف حتى سالت الدماء من جانب جبينها غير مدركة على واقعها

و لا على أندفاع باب الغرفة و دخول امرأة محجبة تشابه نسيم بالعينين الزمردية و البشرة الشاحبة بشكل يؤكد على وجود صلة قرابة بينهما. 

"يا الله نسيم"
تعجبت الامرأة الأربيعينية، مسارعة نحو المعنية تحاول تثبيت جسدها المنتفض دون جدوى، و بغتة قامت نسيم بدفع الامرأة المدعوة بلوجين عنها حتى أوقعتها، ثم عاودت رطم رأسها بالجدار و النواح بكسرة متغلغلة بصوتها، تائهة بعوالم موازية .

أقامت لوجين جسدها و أخذت بخطوات مهرولة نحو المنضدة مخرجة منها علبة زجاجية تحتوي على بعض الأبر الطبية و عبوات صغيرة مليئة بمواد مهدئة ثم عادت نحو نسيم حاقنة إياها بالمهدئ عقب تثبيتها .

"يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً }. [الفجر]"
ردت بـ آيات قرآنية بصوتها العذب بينما كانت تمسح و تربت على كتفي نسيم لتنشر الطمأنينة و الأمان في نفسها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ترتيلات آمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن