قَد تُرى

35 6 25
                                    


اختِير الوَسَط فِي وَصفِكِ كَي لا تَكُن البِداية ظالِمة وِلا تَؤدي النِهاية لِفُراقِ كَفِك.

◇◇◇

تَتَلونُ السَماء بِألوانِ الصَباح اتَّصَفَ على جَوِ العاصِمة المُنظم الهادِئ ولطالما كانَ شَيئ جَعل مِن أَسينا مائِزة عَن باقي المُدن المُحيطة

يُراقِب بِعينين مُرهقة ما اِزرَقَّ مِن أَورِدة مِعصم يدٍ أَحاطَت بَيده ليرفَع رأسه ناطِقًا لها

"أَنا خائِف.." يُراقِب المَبنى الذي هَو وَسط حُضنِه بَينما مَجموعة مِن الأطفال يَنظرون لَه ، مُتعب المَلمح بِلباسٍ مُهترِئ وَكفوف جَريحة مُزرَقة لِطول مدة اِهمال العِلاج

نَطق لِمن تُمسك كَفه يَمشي بِبُطء ورائها ويُطأطئ رَأسه أَنزلت عَيناها بِهدوء لَه لِتبسم وتُشرِع فِي قَول ما يُخفف عَلى قَلب الصَغير

"إِنَّه مَكانٌ سَيرعاك لا تَخف كُلّ مَن هُنا أَهل " لم يَفهم الطِفل عَليها لكِنه اومئ بِرأسه ويُكمل المَشي بِينما عَينيه تتبَع الممَرات بيض اللونِ كَما أَغلب بِنايات المَدينة

أَفلتت يَداه بَعد رؤيتها المُشرِف مُحاوِلة الذَهاب لِلتكَلمِ مَعه وَلكن الطِفل اِرتعد لِيُمسك بِكفها مَرة أُخرى يَنظر لها بِرجاء أَلا تتركه لِوحده بَعد اِنتشالِه مِن شَوارِع الشَمال الخاوية

نَزلت لِمستوى طُوله القَصير لِتُرَبِت عَلى شَعره وَتنطق بِبسمة "أَجلس هُنا فَقط دَقائِق لن اتأخَر" هز رَأسه بَعد مرور ثوانِ مِن تَردده أَمام عَينيها

تَحركت لِتقترب مِن المُشرف عَلى المَكان وَبِحُكم المَعرفة القَديمة بَينهم تَصافح مَعها مُرحبًا بِوّدٍ
"كَيف حالُك أُستاذة" ضحكت بهدوء لِما نَطق مُفَكِرة بِكم قَد تَشَبَعت بِألقابٍ لَيست لها

"بِخير أَسوار ، أُريد طَلب خَاص مِنك ، أَسدي إلي خِدمة بِهذا الطِفل" لكانَ يَدري مُسبقًا سَبب مَجيئها فَلم تَكُن المَرة الأولى لِأثيل ولا يَظن أَنها الأخيرة كَذلِك ، أَخذ نَظرة سَريعة لِمن يَجلس عَلى كَراسي المَلجئ يُخفِض رأسه للأرض لِيُعيد نَظره لها "هوَ فِي أَيدي أَمينة"

"أَنا مُدركة لِذلك جدًا ، أُقصِر في شُكرِك دومًا!" تَضع كَفها عَلى صَدرِها بأمتنان وَإِحترام لِكم التعاون الذي رُسم في شَخص أَسوار عَلى مدار سَنتين منذ مَعرفته

~

صَوت طَرَقات أَصابِعها النَحيلة عَلى خَشب المَكتَب أَسود اللون بَينما ثابِتة بِكامل الجَسد والنَظر حَتى كَسرت الصَمت لِتُمسك مزهَرية صَغيرة فَوق المَكتب وتَستقِيم بِهدوء حَتى تَبسمت بِتوتر مَن تَقِف أَمامها "ما الذي قُلتِه؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مِلّكُ الصَحافَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن