سِكَة قِطار

153 16 31
                                    

الحُكم الأَول والأَخير في نَظر شَعب أَسينا مِن شَمالِه حَتى جَنوبه هَو أَنهم كانوا ولا زالوا عَلى حقٍ وَ أَن هُناك ما قَد سُلِب قصرًا مِنهم عَلى أَرض أَسينا والّتي قَدموا لها قَبل الحَرب أَقرب من سَكنهم وأَبعده وَبعد الحَرب كُل ثرواتهم لإِعادة سيادة البَلد الذي فَقدها مِن قَرن مَضى بَحربٍ لئيمة وظالِمة عَلى أَرضِهم

•جآفيل مِن أَكبر البُلدان حَظًا بالمَساحة لِعقود مَضت أَقامت حُروب عِدة لِسد حاجاتها وتَوسيع الحُكم المَلكي العَريق والذي تأسست الدَولة فيه عَلى أَسم العائِلة الحاكِمة حَيث يعود لها ، حَتى كآنت أَسينا الخيار الأقرب والأَمثل فما فَصل بَينهم سِوى حِزام مِن الخَضار وأَشجارًا عآلية تعود لِأَراضي أَسينا ، حَتى قَرروا بدأ حركة الأحتلال لِدولة لا تقارَن بِقوتهم العَسكرية وَ الأقتصادية بشيء غَير أَن مواردها فاقَتهم بِمرحلة لتبدأ بينهم قبل عِشرون عام صِراعات لا أَخمدت لها روح تُزهق ولا حَقٌ يُغصب
ولا حَرمٌ يُباح

وَبعد خَساراتٍ أَودت بِحال أَسينا لِقعرٍ أَظلم أَعيُن أَبنائها وَأَودى بِشبابِها مَهب الريِح حَتى بَلغوا نِصف عدد السُكان الأصلي لتنتهي حركة الأحتلال بأنسحاب جافيل من أَراضي أَسينا بَعد إِصدار حُكم عُصبة مِن حُكام الدول بجَعل جافِيل تَنسحب تمامًا حاقنة دماء مِن سكنوها قَبل إِقصاءهم مِن 'زمرة الحُكام العُليا" والّتي ضَمت سَبعَ بُلدان أَختلف حكمهم بين المَلكي والديمقراطي وكان قرار الأغلبية العظمى بِها بعودة أَسينا دولة مستقلة

عادت بِجراح خَلفتها الحُروب علَى كُل قَلبٍ فَقد ..

|•

صَوت القِطارات والمَزامير في كُل مَكان يَوم إِحتفال بِذكرى أنتهاء الحَرب الحاديةَ عَشرة مَاضٍ عَليها عَشرة سَنواتٍ كامِلة وَعامٌ جَديد

"غَباءٌ تَجلى بِكل تِلك البَساطة" الهواء يُحرك شَعرها البُني بِحركة بَسيطة وَ عَيناها ثابِتة عَلى التزيين والشوارِع لِبلدة من بُلدان شَمال أَسينا تجلس على مَصطبة خشبية وتسند ظهرها في محطات انتظار القطارات ، تنتظر الرِحلة القادِمة

يبدأ رَجل الأمن بالنداء بأسم رحلتهم لترتجل حامِلة حَقيبة شبه صَغيرة على كَتفها تتحرك بِبطئ تجاه القطار وأَحد ابوابه "ساعديني" تكلم طفل صغير يريد منها ان تجعله يصعد معهم لتنظر لحاله وما يبدو عليه من التعب
تُرابٌ يغطي مَلابِسه و وجه مُصفر مُنهك "أَين أَهلك" انحنت له تكلمه بهدوء لينفي لها بملامح كساها البؤس والفاقة "لا أَهل عِندي" تحدث بصوت اقام اللطف فيه وبراءة الاطفال
ولم تقم الحياة ازاء ذلك غير ردعه بالمنايا ، رقت عيونها لتبسم له وتمسك كفه تحاول جعله يصعد معها وتنجح في ذلك

مِلّكُ الصَحافَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن