_تعارُفٍ بَارِد _

111 16 9
                                    



..

مَجهول: تعَازِينَا.

مُنفصِم: لا أحتاجُ لِعزاءِ أحدَهُمَ، والِدتِي مازاَلتْ عليَ قيدِ الحيَاة روحِها، رائِحتها، حنَانِها داخِلِي

مَجهول: أُقدِرُ ذَلِكَ الحُزنَ الذي يَمكثُ داخِلكَ وأنتِفاضَة قلبُكَ لِمُفارقتِها ولكِنَ الواقِع مؤلِم فِي بَعضِ الأوقاتْ.

مُنفصِم: أنتَ لا تعلمُ شيء، هيَ فَعلت ما لم يكُن لأحدٍ أن يفعلهُ، كُنتُ أذهبُ لها مُحطماً فتُلملِمني وتصلِحُ ما قد فُسِد كنتُ ألجاءُ لها حينئذ كنتُ كَ قِطعةُ أساسٍ قد تفتت إِلي أشلاء وكانت تُصلِحها حتيَ لو كَلفَ ذلِكَ جَرحُ يَداها الرقيقتانْ.

شهقةً قد خُرجِت تتسربُ مِن فَمي معَ بعضُ الدموعِ المُمتاجةِ بالقَهرِ.

مَجهول: حياتُكِ لن تتوقفُ لِذا أعلمْ أنكِ ستفقِدُ كثيراً مِن أحِبْتُكَ ولَيسَت والِدتُكَ فقط.

مُنفصِم: ليسَ لديَ أحِبة غيرُها.

مَجهول: رُبما ستحصُل علي ذلِك الأهتِمام مِن مَصدر آخر.

مُنفصِم: لم يكُن كأهتِمامِها.

ذهبَ ذلِكَ الشخص المَجهول بِدونَ حتيَ أنَّ أعرِف هويتهُ، ولكِني لمْ أفهمْ حديثهُ الغامِض، كيفَ سأحصِلُ عليَ ذلِكَ المصدِر في حياةً ما بِها حاقِدون يتصَنعونَ الحُبْ.

_________

في ظلامُ الليلِ، النظرُ لكِ أيتُها السماءِ يروُقُني صفائكِ، نجومُكِ، غيومكِ كُلَ شيئاً ناعِماً بكِ، وبعدُ كُل
العناءِ في عِشقُكِ لِلبحر لَم تندَلعي وتهبِطي لتتعانقوا لأنَ ذلِكَ سيكلِفُ موتٌ الأرواحِ، كَم أنتي وفيةً لِعملُكِ.

_

_عزفاً مُخمِر_
أترنحُ بينَ الشوارعِ حتي رسيتُ علي مِقعداً خشبي أمامِ البَحر أتأملُ تِلكَ الأمواجِ الهائِجةِ، أُقدِرُ حُزنكَ أيُها البحر، أعلمُ كمْ تتوقُ إِلي عناقِ السماءِ، ولكِنَ هذا أخفِ مِن أن تتعذبْ لِتشوقِكَ لهُ بعدَ شعوركَ بِهُ، ولكِنكَ الأنِ في السلمِ، أتألمُ أضعافِ ألمُكَ لأني شعرتُ بعناقِ أُمي والأن أنا أتشوقُ لَه.

دائِماً ما يكونُ البحرِ، والسماءْ ملجأي، فمتي سأُصبِحُ ملجاءً لِأحدهُمَ.

وسطِ تفكيرٍ عميقْ سمعتُ أحداً ينبسُ بشيء.

مَجهول: أيُمكِنني الجلوس..؟

مُنفصِم: حسناً.

نفسِ ذاتِ الشخص الذي قابلني البارِحة، هيئتهُ هادِئة يحمِلُ حقيبةً لِلكمان ليخرجهُ في يداه، بدأ يعزِفُ بوتيرةً هادِئة تُثمِلُني تُغرِقني شعرتُ وقتها أنَ الحنانُ والأِهتِمام يُمكِنُ أن يمتزِج بِمعزوفةً، شعرتُ وكأنني أريدُ البُكاءِ مِن المشاعِر التي حملتُها في تِلكَ اللحظة.

يلي الأمرُ دِموعاً مع شهقاتٍ، أستقمتُ ناوياً الرحيلُ لأنيَ لا أحتمِل، ليلحقني ذلِكَ الشخصِ بعدَ أن أوقِفَ العزفِ، لينظرُ برهةً في عيناي بِعُمقٍ لِحتضِنني، وأنا ضممتهُ أكثرَ في العناقِ لأنَ الدِفيءِ يلزمُني.

.





- 2 -








End

________________

..

| 𝘿𝙚𝙡𝙨𝙞𝙤𝙣 |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن