البارت الرابع

24 4 0
                                    

ولو هجّرتونا من الوطن ، ما بتهجّروا الوطن منّا.🇵🇸🤍

__________________________________________

كان يرحل الي البيت بخطوات واسعه ووجه متهكم وما إن رأي أخيه ظل يتشاجر معه بحنق بينما كان الاخر يجيبه بلامبالاه زادت من عصبيته فتحدث بوجه متهكم قائلا : انت بتقولها كدة ليه؟ انت مالك بيها اصلا؟

ليجيب الاخر بهدوء غير مكترث لعصبيه شقيقه : ما تهدى ياعم في ايه هي جريت سخنتك عليا يعني

تحدث "يوسف" بنفاذ صبر : آدم! ملكش دعوه بيهم تاني لو كلمتهم تاني مش هعديهالك وهتزعل

قال الاخر بضجر : خلاص ياعم براحتك انا قولتلها كده عشان تيجي منها هي وتبعد عنك وده لمصلحتك لان شكلهم مش كويس وهيطلع من وراهم مصايب فالاخر

تنهد "يوسف" بعمق وهو يحاول منع رغبته في صفعه الان ثم ذهب من غرفته صافعاً الباب خلفه.

_________________________________

وعلي الجهه الاخري كانت تجلس "روان" وهي تأنب نفسها علي طريقتها فالحديث معه فقاطعتها شقيقتها قائلا : بقولك ايه انتي هتحكيلي مالك بالذوق ولا اخليكي تحكي بالعافيه؟

ابتسمت لها ثم هتفت : تعالي اقعدي جمبي يختي

اجابتها شقيقتها بمرح : انا رجلي بايظه مش قادره اقوم تعالي افردي انتي جمبي علي السرير عشان نتكلم علي رواقه

اومأت برأسها ثم قفزت بجانبها وسردت لها ما حدث من بدايه اليوم الي اخر موقف جمعها معه فقالت شقيقتها بحنق : طب ادم ده تعبان في دماغه وكلنا عارفين يوسف ماله بقي طلعتي فيه الطلعه دي ليه؟

اجابتها بقله حيله : منا فكرته هو اللي اشتكي لأخوه بس وانا بقوله كان شكله ميعرفش حاجه عن الموضوع اصلا

هتفت شقيقتها بهدوء : انتي غلطانه كان المفروض تهزقي الزفت آدم ده وخلاص لكن يوسف ساعدنا وبدل ما تشكريه هزقتيه يا مفتريه

نظرت له بتردد ثم قالت : ده زمانه مش هيبص في وشي تاني بعد كده

ابتسمت شقيقتها بخبث ثم قالت : متخافيش اسمعي كلام اختك وكله هيبقي تمام

بادلتها الابتسامه وهي تعلم انه حتمآ خطر ببال شقيقتها شئ ما فستمعت لها بأهتمام بينما الاخري سردت لها بحماس.

_____________________________________

وفي اليوم التالي مر روتينهم المعتاد حتي جاء وقت المساء يعم بألوانه الدافئة واجواءه الهادئه ، حيث تتلاطم اشعه الشمس الذهبيه المتلاشية بالغيوم وتنعكس في البحر ، وكلما ينخفض النهار ببطء تصبح الأجواء هادئة ومليئة بالسكينة وتبدأ الارض بالتحول لدرجات مختلفة من الألوان البرتقالية والوردية والبنفسجية مما يخلق جوآ ساحراً يغمر القلوب بالسكينه والجمال ، وهذا الوقت يعتبر فرصة مثالية للاستمتاع بالهدوء والاسترخاء علي البحر وبالطبع لم تفوت "روان" هذه الفرصه حيث جلست أمام البحر مع ادواتها الخاصه بالرسم وهي تنتظر قدومه بشده ولكنها لم تنتظر كثيرآ حيث جاء هو سيرآ علي الاقدام نظرت لطلته بأعجاب حيث كان يرتدي ملابس تجمع بين الاناقه الكلاسيكيه والأناقة العصرية كانت طلته متوازنه وفريده بالاضافه الي تصفيف شعره الذي اضاف لمسه جذابه الي مظهره العام، وأثناء سيره خطف نظره لها حتي لمح طيفها ولكنه تراجع ونظر أمامه مره اخري وفي داخله يلعن أخيه الذي تسبب في احراجه منها بهذا الشكل ، وقف شامخآ أمام البحر يتابع تحرك الموجات بهدوء وهو مولي ظهره لها بينما هي نظرت له وهو يقف بظهره يتابع نسمات البحر بالاضافه الي غروب الشمس الذي زين السماء بشكل خلاب بدت لها وكأنها لوحه فنيه تمنت لو جلبت هاتفها معها لتلتقط صوره له، ولكن لازمها شعورها بالاحباط من تجاهله لها وكأنها لم تكن جالسه من الاساس فجمعت ادواتها الخاصه بالرسم وبدأت ألوانها تلامس لوحتها البيضاء وهي ترسم بأبتسامه وتدعي بداخلها ان تكون الرسمه مطابقه لنفس جمال المنظر التي تراه أمامها الان.

القضيه الفلسطينية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن