الحلقه الاولي

63 1 0
                                    

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد...
الحلقه الاولي
رواية القدر والنصيب بقلم «منيرة سمير»
كان يجوب صالة المستشفى بخطوات مضطربة، ينتظر بفارغ الصبر عن أي خبر يطمئنة علي زوجته التي دخلت غرفة العمليات منذ ساعتين. ازداد شعوره بالقلق والخوف مع مرور الوقت، حتى لم يعد قادرًا على تحمل الانتظار
فتوجه ادهم مسرعاً إلى إحدى الممرضات، وسألها بلهفة/ مراتي دخلت تولد من ساعتين ومحدش خرج، ارجوكي طمنيني هي كويسه
أجابت الممرضة بتنهيدة /حضرتك لازم تعرف أن ولادة الثامن صعبة، حاول تستريح ولما الدكتور يخرج هيطمنك
لم يهدأ ادهم، بل ازداد غضبه، وقال بحدة/أنا بطلب منك تدخلي وتعرفيني إيه الوضع، أنا عايز اطمن علي مراتي
ردت الممرضة بهدوء /يا أستاذ، اهدأ، مينفعش كده، احنا مقدرين خوفك وقلقك بس استني لما الدكتور يطلع لكن بلاش العصبيه ديه
حاولت شقيقته ندي تهدئته، وقالت: اهدي يا ادهم مينفعش الى انت بتعمله ده
ادهم بحده\ محدش مقدر الى انا فيه ، فيها ايه لم يطمنوني
ندي بحزن \ ادهم علشان خاطري تعالي اقعد ، وبأذن الله ريم تولد وتبقي صحتها زي الفل ، بس بلاش الى انت بتعمله ده
والدته اقتربت من الممرضه \ انا بعتزر على الي ابني عمله بس كل ده من خوفه على مراته ، اصل الدكاتره خوفوه فهو مش قاعد على بعضه ، ربنا يجيب العوائب سليمه
الممرضه \ متقلقيش الدكتور الى معاها دكتور شاطر جداا
جلس ادهم على أحد المقاعد وخوفه على زوجته يزداد كل ثانية ، ظلت نظراته ثابته على باب غرفة العمليات ينتظر ان يري زوجته وابنه ويراقب ساعته كل دقيقه ولكن فجاءه راي الطبيبه تخرج من غرفة العمليات مسرعه ويبدو عليها القلق فاقترب سريعا إلىها، وسألها بصوت مرتجف: هو في ايه ، ليه مراتي اتأخرت كل ده ، ارجوكي صارحيني ، انا بقالي ساعتين قاعد ومحدش عايز يطمني .
نظرت الطبيبه إلى ادهم بحزن، وقالت: "للاسف حالة زوجتك صعبه جدا لان قلبها ضعيف ، وبسبب ده واجهنا بعض المضاعفات زي ضعف ضغط الدم، لكن متقلقش الدكتور معاها وبيعمل كل الي يقدر عليه
احتضنته والدته ، وهي تحاول تهدئته، وقالت /متخافش يا ادهم، إن شاء الله هتقوم بالسلامة هي وابنك وتاخدهم فى حضنك
كان ادهم يرتجف بين يدي والدته، ولم يتمكن من التحدث، فقط الدموع كانت تنهمر من عينيه
ازدادت حدة خوف ادهم عندما تذكر أنه حذّر زوجته مراراً وتكراراً من خطورة الحمل على صحتها، مُؤكداً على ضعفها وعدم قدرتها على تحمّل مشقة إنجاب طفل. لكنّها كانت تُصر على تحقيق حلمها في أن يكون لها طفلٌ منه.

...... فلاش باك...
عندما علمت ريم بحملها، ركضت إلى ادهم بِسعادةٍ غامرة واحتضنته، قائلة / انا مبسوطة أوي النهارده
نظر ادهم إليها بعدم فهم، مُتسائلًا /في إيه؟ أنا مش فاهم حاجة
كانت ريم في قمة سعادتها، فأمسكت بيده ووضعتها على بطنها، قائلة بين دموع الفرح/ كمان 9 شهور هتكون بابا وأنا ماما..
ظلّ آدهم يُحدّق فيها بعينين مُتسعتين من شدّة الدهشة، ثمّ أبعد يده بِحدة، مُطلقًا صرخةً مُفزعة/ مستحيل، ازاي ده حصل

القدر والنصيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن