الفصل الأول

59 6 6
                                    

داخل غرفة مربعة الشكل مملوءة بالاثاث، خزانة خشبية  حاسوب ، سريران متقابلان، ضوء الغرفة ساطع ،اتربع فوق احد الأسرة اتخذ وضعية جلوس تسمح لي بالكتابة لكن لا اضن ان الجو الخارجي ملائم الضجيج يملأ الغرفة برغم من تأخر الوقت الا ان صوت امي وهي تتحدث مع خالتي عبر الهاتف يصل إلى مسامعي و شقيقتي قابعة أمامها و هي تشاهد الفيديوهات على هاتفها ،لكن هذه الضوضاء لا تشتت تفكيري فأنا اسبح في بحر أفكاري و اختفي عن العالم الواقعي عندما امسك كتابا أقرأه أو قلما و أشرع بالكتابة...
فتاة ذات ستة عشر عاما الأخت الصغرى في عائلة تنعم بأب و ام و اربع زهرات اثنتان منهن متزوجات و مستقرات  إذا فأنا اعيش مع امي وابي و شقيقتي التي تكبرني بخمس سنوات ... ادرس في اسوء ثانويات البلاد  لا تبعد كثيرا عن المنزل لكنها أشبه بسجن ...انا في أول عام لي في هاذه الثانوية ،لم أتوقع أن تسير حياتي على هذا النحو فقد كنت تلك الفتاة المتفوقة التي تنعم بحياة وردية رغم ضغوطاتها، كنت أكثر البشر حماسة للانتقال لطور الثانوي  كنت اضن أن الثانوية مكان للاستقرار النفسي و الذاتي و الشعور بالنضج و البلوغ وحس المسؤولية تخيلت أن تكون هنالك خزانات بكل طالب و مطعم راق ،تخيلت أن أجد الطف البشر هناك و ان اعيش دور الفتاة الطيبة التي يحبها الجميع تلك التي تدافع عن الضعيفات و تصد المتنمرات ، تخيلت أن أكون الطالبة المفضلة للأساتذة تخيلت أن أجد البطل الوسيم المنقذ الشهم ليقع في حبي ، قد تكون أفكار طفولية أو غبية ان صح التعبير لكني حقا حلمت بها .                              
احلام غبية ....!

لا أعلم لما اكتب ما كنت افكر به منذ مدة ....لا أعلم حقا،لكني اشعر بشعور غريب قد يصفه البعض بالارتياح لكن هذه مجرد فرضية أقمنا عليها لمجرد أن أحد الكتَّاب أو الشعراء وصف شعوره عند الكتابة لكنها لا تزال فرضية تحتمل الصحة أو الخطأ فأنا اضن ان الكتابة وسيلة لتنظيم الأفكار و مساعدة العقل على لمِّ أشتاته  ليس بالضّبط الشعور بالارتياح، فالمشاعر تختلط على الإنسان باختلاط افكاره فينظمها بالكتابة ليفهم ما يشعر به.

عالمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن