قررت جيني ان تكتب رسالة إلى مالك الأرض التي ينتصب عليها الكوخ تطلب فيها مساعدته في التعرف على اسم العائلة التي كانت تسكنه طبقا للأوصاف و المعلومات التي كانت تراها في أحلامها , و يبدو أن الحظ قد ابتسم لها إذ لم تمض مدة طويلة حتى جاءتها برقية جوابية , لقد كتب إليها مالك الأرض ليخبرها بأن الأوصاف التي ذكرتها في رسالتها لا تنطبق إلا على عائلة جون و ماري سوتون و أطفالهم الثمانية الذين كانوا يقطنون الكوخ في الثلاثينيات , و في الحال أيقنت جيني من أن عائلة سوتون هي العائلة التي طالما رأتها في أحلامها و أن روح ماري سوتون هي التي حلت في جسدها , ثم قررت البدء بالبحث عن أطفال ماري سوتون فكتبت عدة رسائل إلى دور الأيتام و الكنائس و المستشفيات في دبلن و ضواحيها تستعلم فيها عن مصيرهم , و سرعان ما جاءها رد من احد القساوسة الذي وجد في سجلات كنيسته معلومات حول تعميد عدد من أطفال العائلة : جون (1923) فيلومنا (1925) كريستوفر (1926) فرانسيس (1928) بريجيت (1929) إليزابيث (1932) , كانت جيني على يقين من أن هناك طفلين آخرين لم ترد أسمائهم في سجلات الكنيسة , لكن رغم ذلك كانت المعلومات التي حصلت عليها بمثابة الخيط الذي أوصلها في النهاية الى معرفة ماذا حل بأطفال ماري سوتون.
قامت جيني بنشر إعلان صغير في إحدى جرائد دبلن وضعت فيه أسماء الأطفال لغرض الحصول على معلومات عنهم , و كم كانت المفاجأة كبيرة عندما اتصل بها جون الابن الثاني لماري سوتون , لم تكن المكالمة مشجعة إذ إن جون لم يقتنع بمزاعم جيني , كان صعبا عليه أن يصدق , و هو عجوز ناهز الخامسة و الستين , بأن امرأة في الخامسة و الثلاثين من العمر تتصل به لتخبره بأنها النسخة الجديدة لروح والدته ماري التي توفت قبل 56 عاما , لكن مكالمة جون لم تخلو من فائدة إذ أعطى جيني رقمي هاتف أشقائه سوني (الابن الأكبر) و فرانسيس.
لم يكن سوني سوتون يتخيل حتى في الأحلام ما سيسمعه في الهاتف مساء احد الأيام من عام 1990 , لقد تحدث لفترة من الزمن مع امرأة انكليزية و عندما أغلق الهاتف بدا لوهلة مصدوما و مبهورا حتى ان زوجته سألته باستغراب : "ماذا جرى لك ؟ لماذا تبدو شارد الذهن ؟" , فأجابها سوني و هو يحدق إلى حائط الغرفة و قد بدت على وجهه معالم الدهشة : "اعتقد باني تحدثت للتو مع شبح" ثم أردف بصوت مرتجف "أنا متأكد من إني كنت أتحدث للتو مع أمي!!". لقد كانت بعض الأشياء و الأمور التي ذكرتها جيني أثناء حديثها على الهاتف مع سوني على درجة من الخصوصية بحيث يستحيل على أي شخص في العالم أن يعلم بها باستثناء أمه ماري , لكن ما استعصى على سوني استيعابه هو كيف يمكن لامرأة ولدت بعد وفاة والدته بواحد و عشرين عاما و في بلد أخر أن تعرف مثل هذه الأمور عن طفولته.

أنت تقرأ
قصة الحياه السابقه - الأم الايرلندية
Spiritualقصة واقعيه تثبت ظاهرة تناسخ الارواح مصدر القصه من قوقل