part 4

2 0 0
                                    

"لا اعلم ماذا أقول , أنا كاثوليكي (المذهب) و نحن لا نؤمن بالتناسخ , لكن عندما حضرت جيني إلى هنا و رأيتها تترجل من السيارة شاهدت فيها صورة أمي , لقد كانت هناك رابطة ما تشدنا إلى بعض منذ البداية" هكذا اخبر سوني الصحفيين بعد لقائه بجيني , لقد جلسا معا لفترة طويلة و تحدثا عن أمور لم يكن لأحد أن يعرفها عن حياة سوني سوتون , عن ذكريات قديمة عمرها أكثر من ستين عاما , "جيني تتذكر أنها كانت تقف على رصيف البحر القريب من البلدة كأنها تنتظر شخصا ما , لكنها لم تكن تعلم من هذا الشخص و لماذا تنتظره , لقد أخبرتها بأني أنا هو ذلك الشخص إذ كنت أتوجه مع القوارب إلى الخليج لصيد السمك أيام السبت و كانت دائما تقف بانتظار عودتي" قال سوني ضاحكا , و بالمقابل كانت هناك عدة أمور نسيها سوني و ذكرته بها جيني.
استطاعت جيني معرفة مصير أولاد ماري سوتون لكنها لم تستطع العثور على أي اثر للفتيات , لذلك نشرت إعلانا في الجرائد تطلب معلومات عنهن , و لم تلبث طويلا حتى اتصلت بها بيتي (إليزابيث) , الطفلة الأخيرة التي ماتت ماري بعد ولادتها , كانت الآن جدة في الثانية و الستين من العمر لها ستة أبناء و 21 حفيدا , لم تكن تعرف أبدا بان لها إخوة و أخوات , لقد رباها عمها على أنها ابنته الوحيدة و كانت تظن دوما بأنه والدها الحقيقي و أن زوجته هي أمها , و على رغم علاقتها القوية مع عمها الذي أولاها عطفا و اهتماما كبيرا لم يكن والدها الحقيقي ليوفره لها , لكنها أحست دوما في قرارة نفسها بعاطفة مفقودة مع أمها , أي زوجة عمها , و لم تكن تعرف السبب الحقيقي لذلك.
سوني سوتون كان قد بحث لسنوات طويلة عن شقيقته الصغيرة بيتي و استطاع قبل عدة سنوات الحصول على هاتف زوجة عمه التي أخبرته حينها بأن بيتي قد تزوجت و انتقلت للعيش مع زوجها و أنها لا تعلم عنوانها , لقد كذبت عليه إذ يبدو أنها اتفقت مع زوجها منذ زمن بعيد بأن لا تعرف بيتي أبدا حقيقة عائلتها الأصلية.

قصة الحياه السابقه - الأم الايرلندية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن