-
كان الليل قد أسدل ستاره على المنزل، والظلام يغلف الأجواء بينما تعصف في عقل دانيالا أفكارها المتشابكة. وقفت أمام المرآة في غرفتها، تنظر إلى عينيها المرهقتين والتوتر الذي رسم خطوطًا على ملامحها الفتية. لا تزال تشعر بلمساته عليها، وحين تعود بذاكرتها إلى لحظات العشاء، تتملكها رغبة في الصراخ، لكنها تكبحها بعناء.في الصباح التالي، تستيقظ دانيالا على طرقات خفيفة على الباب. تُفتح العينان المثقلتان بالإرهاق والكوابيس، فتجد أختها ليندا واقفة، وجهها مشرق بابتسامة محبة، لكنها تبدو غير واعية بالمأساة التي تجري خلف الجدران.
"صباح الخير، يا عزيزتي. هل نمتِ جيدًا؟" تسأل ليندا بلطف، وتحاول دانيالا أن تتماسك، تقف وتبتسم لها رغم أن شفتيها ترتعشان.
"نعم، أعتقد ذلك. كيف كان نومكِ؟" تجيب بصوت هادئ ومكسور، بينما تشعر بألم يعتصر قلبها كلما نظرت في وجه أختها البريء.
"سأحضر لكِ فطورًا خفيفًا قبل أن تذهبي للجامعة. لا تنسي، جونغكوك سيوصلك اليوم. لقد أصر على ذلك!" تضيف ليندا بحماس، غير مدركة للذعر الذي يجتاح دانيالا.
تتراجع دانيالا بخطوات متعثرة، وكأن ثقل هذا الواقع يسحقها. تشعر بالعرق يتصبب على جبينها، لكن ليس لديها خيار سوى الانصياع. تلبس ملابسها ببطء، تختار قميصًا طويلًا يخفي جسدها المتألم، وتحاول ألا تظهر أي أثر للأحداث الماضية.
عندما تخرج من غرفتها، تلتقي بعيني جونغكوك. يجلس على الأريكة، يبدو متأنقًا بابتسامة خبيثة تزحف على وجهه. ينهض عندما يراها، يقترب وكأن كل شيء عادي، وكأن ما يفعله ليس سوى جزء من يومه.
"هل أنتِ مستعدة؟" يسأل، صوته هادئ لكنه يحمل شيئًا كامنًا تحت السطح، شعورًا يبعث الرعب.
تتظاهر بالهدوء، تهز رأسها بخفة، وتتحرك إلى جانبه بخطوات محمومة. تركب السيارة بجانبه، وصمت ثقيل يخيم عليهما. يضع جونغكوك يده على المقود، لكنه بين الحين والآخر يلقي نظرات خاطفة نحوها، وكأنها فريسة قد يصطادها في أي لحظة.
في منتصف الطريق، يقطع هذا الهدوء القاتل بصوته الجاف: "يبدو أنكِ تفكرين في شيء، دانيالا. هل هناك ما يزعجكِ؟"
تبلع ريقها بصعوبة، تخرج الكلمات من فمها كأنها ترغم نفسها عليها: "لا... لا شيء."
لكن قلبها ينبض بسرعة، ويشعر جونغكوك بذلك. يضحك بهدوء، يميل بوجهه نحوها، يقول بلهجة لا تخلو من التهديد: "أنتِ سيئة في الكذب، لكن لا بأس. لدينا وقت طويل لتتعلمي."
أنت تقرأ
BORN TO BE YOURS
Romance"وكأنني على شفتيك ولدت لألقى حذفي بين شدة اضلاعك التي تضمني لأنكسر بينها ربما لا انك تحتوين لكن ربما لا انك تتملكني " "وتسألني عن الغياب وتقول انه اقسى من البعد فا في البعد تعرف معنى لقاء وفي البعد سيعرف قلبك معنى الشفاء وسيعرف طعم العودة بعد الأنت...