فصل تشويقي مقتطف من كبد الرواية

188 21 59
                                    

- هل انتهت تجهيزات اللايدي؟
سألت الوصيفة
- بعض المجوهرات كلمسات أخيرة
ردت عليها الخادمة

أخبرتها أنني لا أريد الكثير من القطع المعدنية ، إنني أعاني من ثقل الفستان ، أنها ليست مناسبة بتلك الأهمية ، مجرد حفلة تنكرية لتهدئة الأوضاع و التظاهر أمام العامة أن النبلاء على وفاق و كل شيء تحت السيطرة ..
احتجت وصيفتي قائلة :
و ليكن .. لا أقبل أن تظهر سيدتي بشكل أقل من مثالي .

في حقيقة الأمر لا أكثرت لوزن المجوهرات و الفستان بقدر ما أريد أن أصل للحفلة في أسرع وقت ممكن كي ..
-انهيت !
قاطعت الخادمة حديثي مع نفسي و هي تضع آخر قطعة زينة على شعري
تقدمت إلي الوصيفة بقناع الفراشة الفضي ، تساءلت ما فائدة ارتداء قناع إن كان على شكل فراشة بينما إسمي مقتبس من اسم فراشة ، أين المنطق في ما يحدث .
ثم تذكرت أنني أنا من اخترته فتراجعت عن التعليق .
نظرت مطولا في المرآة أتأملني ، ثم طلبت منهن أن يمهلني بعض الدقائق وحدي.

قمت بأخذ دفتري و حبر و دونت بعض السطور ثم غادرت الجناح نحو القاعة ..
واجهت مشقة و أنا أحاول المشي مرتدية هذا المشد المشدود بعد أن بذلت جهدا كي أقنع الوصيفة أنه لا حاجة ل قفص كرينولين ، و ها أنا أبدأ عصرا جديدا لا ترتدي فيه النساء أقفاصا تحت فساتينهن و تفسحن مجالا لانسياب الحرير على انحناءاتهن .

ظهر مستقيم و الأعين تنظر إلى الأمام ، ذقن مرفوع ، و اليد اليمنى بنعومة مستقرة فوق مثيلتها اليسرى ، و بخطوات هادئة و واثقة انضمت الكونتيسية فانيسا إلى الحفلة التنكرية .

العديد من النبلاء يتظاهرون بالسعادة و هم يرتشفون النبيذ الفاخر و القهقهات تتعالى،و أنا أحاول أن أعبر القاعة بصعوبة و فستاني الرمادي الواسع يأبى مساعدتي،بالتأكيد الضيوف يلاحظونني ويتعرفون علي،من غيري يجرؤ على كسر القواعد العامة حول كل ما لا يناسبني فيساهمون في تعطيلي لوقت أطول،بينما أحاول الرد بكل تهذيب ولطف وألقي التحية على هذا و تلك.

ثم فجأة،أجده .. إنه هناك،كل جزء مني صرخ بصوت مكتوم ..هو هناك،الفيكونت آرنوف على بعد خطوات مني،هل أصبحت التوكسيدو الحريرية السوداء أجمل لأنه قام بارتدائها هو دون غيره؟ إنها تناسب شعره الحريري الأسود متوسط الطول،لماذا يقوم برفع نصفه،أليست أربطة الشعر حِكرا عل  النساء؟ 
يا إلهي أعشق كل تفاصيل هذا الرجل،احب تمرده على المجتمع،حزمه وحضوره.
بالتأكيد سأتعرف عليه حتى و إن طمس وجهه،أي سؤال تطرح يا من تقرأ،إنها قوة خفية تجذبني نحوه بدون إرادتي.
كل شيء حوله يلمع،كل الأرواح تتراقص عند مروره بها، ركبتاي ترقصان فقط لرؤيته.
لما لم أستمع لوصيفتي حينما أصرت على ارتداءي للقفص، كان ليمنع قدماي عن الهرولة نحوه.

تأثير الفراشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن