الفصل الخامس : غروب و جزر

26 8 17
                                    

صباح الخير عزيزي القارئ أرجو أن تكون قد حظيت بليلة هنيئة.. لم نشأ أن نوقضك في الصباح الباكر ، قررنا النزول إلى البحر و الاستمتاع بسباحة منعشة قبل أن تبلغ الشمس كبد السماء ، لا تبقَ واقفا هناك تعال اجلس بجانبي في الظل ، العمة صونيا لا تكف عن الركض خلف توأميها و هم يتصارعون داخل المياه بينما تحمل رضيعها الذي أوشك على كسر ظهرها ، أنس ابن عمي و نديم يجهزان حفرة كبيرة كفخ ... أتساءل من تعيس الحظ الذي سيسقط فيها، يجب أن أتفاداها. أيما و آيلا تسبحان غير بعيد عن الشاطئ بينما النسوة تسبحن في الرمال على الحدود مع المياه، جودي بجانبي تكمل نومها ، حاولت كثيرا حثها على القدوم و لم تقبل إلا حينما عاهدتها أن لا أتحدث كثيرا و لهذا أنا أثرثر لك و أنا ممتنة لك كونك لا تمل من قصصي.
أتسمعينني يا جودي قلت أنا ممتنة لقارئي.

احذر خلفك !
أنا أعتذر نيابة عنهما ، ظاهرهما رجلين بالغين و لكنهما طفلين

《 يا سيد ملازم و يا سيد مدمن مخدرات .. لستما بمفردكما .. نحن هنا كما يمكنكما أن تريا !》

خاطبت آرام و سند بنبرة متجهمة موبخة بينما اتكأَت جودي من قيلولتها تستفسر عن سبب وجود كرة قدم فوق بطنها و كوكي الذي انتفض من مكانه في استغراب و هو يتمدد.

-《نحن نعتذر منكما سيدتاي ، لن يتكرر الأمر مرة أخرى》
قال سند و الذي أجزم أنه لم يكن ليعتذر لو أن الكرة فلقت رأسي نصفين.
ضيقت عيناي باتجاهه في سخط ثم عُدت بانتباهي إلى مذكراتي في حين تقدم آرام باتجاهي :
《 ما الذي تدونينه باستمرار في تلك الصفحات ؟》

رفعت نظري باتجاهه و أنا أحجب الشمس عن عيناي بيُسراي و استمر بالخربشة بيمناي، هيئته فارعة الطول و جثته الضخمة تكفّلتا بحجب 70% من أشعة الشمس...أكثر من نسبة واقي الشمس الذي أضعه.
《اوه انظروا من لاحظ وجودي أخيرا ، أعتذر سيدي لا أتحدث إلى الغرباء》

بحركة سريعة أخذ الدفتر من يدي و لحقت به كي استعيده، ثقل الرمال لم يساعدني في الركض الأمر الذي لم يشكل له عائقًا البتة، لا بد أنه جزء من تدريبهم.
رفعه فوق مستوى أبعد نقطة تصلها يداي قفزا ثم قلب الأوراق و هو يحاول فك تشفير الكلمات، و بعد عدة محاولات بائسة أعاده إلي و هو يرتدي قناع اشمئزاز
《ما هذا الخط ، هل انت تكتبين أم ترسمين》

أخذت دفتري متذمرة : 《 ليس ذنبي أنك أُمّيٌ، القراءة مهارة بدائية لا تحتاج إلى عضلات》

رفع حاجبيه في دهشة و مال برأسه قليل يستوعب الإهانة.
-《بل ذنبكِ أنك ساحرة تدوِّن طلاسيم》

انتبه سند و جودي إلى الجدال القائم و أطلقوا أصوات مشجعة حماسية ، يبدو أننا حصلنا على جمهور متحمس للنزاع.

تأثير الفراشةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن