33- نَسيب الدُّونّا

743 108 419
                                    

لم تكن لِلينغ نية في الإتصال بـإل ماتشيلايو فعلاً. كانت في ظرف ثوان تُراجع نفسها، فربما الإستمرار في ما تفعل قد ينقلب ضدها في نهاية المطاف..

فكرت في بيانكا، ماذا تفعل الآن يا تُرى؟ هل تعرف ما يحدث حولها؟ وهل لازالت تحمل مشاعر للينغ بعدما تجاهلت هذه الأخيرة مكالماتها؟

سبع سنوات. سبع سنوات وهي في المنظمة. لا يمكنها التضحية بكل ذلك من أجل شخص ضعيف كبيانكا، التي تفضل المصلحة العامة على مصلحتها الخاصة..

"تلك الغبية، كيف فكرت أنها تستطيع مواجهة المنظمة وبعدها العيش بشكل طبيعي؟
وبمساعدة من؟ حفنة من الفاشلين الصغار؟ مثلي، ومثل هذا الرجل هنا.. لقد إنتهى أمره.. حتى لو كان نسيب الدونا، لن ينقذه ذلك من الرئيس الوغد.. لطالما كان محل جدال بين ڤالنتينو وذاك الأخير..

لماذا قد يرغب إل ماتشيلايو المعتوه في إيذاء شقيق ڤالنتينو؟ أ لأنه شرطي؟ أم أن هناك عقدة بينهما أنا لا أعرفها؟ كان ڤالنتينو صديق طفولتي الوحيد على ما أعتقد.. اللعنة على ذلك..
سيكون من القاسي رؤيته يموت.. شقيق صديقي السابق.. ولكن في هذه الحياة، الضمير لن ينفعني أبدا. إذا أشفقت على أحد ضعيف فلن ينقذني إذا إحتجتُ للشفقة!
ولكن ماذا عن المبادئ؟ هذه الحياة جعلتني حقيرة أفتقر إلى المبادئ كي أنجوا.."

دخول لويد وضع حدا لأفكارها القاسية. ولكن رؤيتها له جعلها تتذكر سبب وجودهم أصلا هنا:
"أين هو؟ لا تقل أنك لم تتصل به !"

قال ساخرا متهربا من تلك المسؤولية:"عفوا؟ أليست تلك مهمتك؟ إتصلي به أنت. سأخبره أني نسيت هاتفي، عندها لن تلومي إلا نفسك."

أبعدت بصرها عنه وهمست بشكل مسموع:
"قد أقتله يوما ما.."

إستدار لويد مدعيا التفاجئ من قولها ليرد بلهجته المعتادة:"حقا؟ إني أرتجف من الخوف! من الأفضل أن تسرعي قبل أن أسبقك!"

شتمت بين أنفاسها وسحبت هاتفها، فتسمرت يدها بسبب سماعها لصوت الخطوات والهمهمات القادمة..

"ذلك المغفل لا يزال يتحدث إلى نفسه بصوت مرتفع! هل يعقل أنه مصاب بالخرف وأنا في صفه؟؟"

فكّرت معلقة على سلوك إل ماتشيلايو المريب. ولكن فيما سينفعها ذلك التعليق الآن؟
وللتو أدركت أنها في المكان الخطأ مئة بالمئة..

والسؤال هو ما الذي سيفعله حالما يكتشف أنها سببت له مشكلة حقيقية؟

حتى وقد عرفوا بوجوده بجانب الباب إلا أن ثلاثتهم إهتزوا وإلتفتوا إلى مصدر الصوت حالما فتحه إل ماتشيلايو بقوة تثير الإشمئزاز..

دخل بهمجية ثم صفق الباب الخشبي خلفه بقوة مجدداً حتى تسبب في تردد صوتي يسري عبر الجدران القصديرية. وذلك طبعا جعلهم يأخذون موقفا منه حتى قبل أن يحرك فمه..

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن