القصة الأولىٰ

58 5 6
                                    

فضلًا تصويت قبل القراءة دعمًا للكاتب.

لا تنسوا الصلاة على من بكىٰ شوقًا لرؤيتنا ﷺ❤🥰

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ربما يجب أن يعيش أمامك شخص تحبه التجربة لكي تتعظ وتكون تلك التجربة كالدرس القاسي لك، وهذا ما حدث بالفعل.

دخلت غرفتي بعد أن نبهتني أمي على الصلاة؛ فقد اقترب أذان العصر وأنا لم أصلِّ الظهر بعد! توضأت وتوجهت نحو سجادتي لأبد في الصلاة، ولكن صوتَ إشعارٍ أوقفني عن أداء فرضي، مسكت الهاتف وصرت أراسل صديقاتي ولم أنتبه أن أذان العصر قد فات بالفعل وأنا لم أصلِّ الظهر بعد! وبين حديثي مع صديقاتي فوجئت بإحداهن تقول:
_ من منكن صائمة؟

أجبتها في تعجب:
_ وهل هناك من لا يصوم في هذا الشهر؟!

استغربت كثيرًا من إجابتها حين قالت:
_ هذا أول يوم ليس إلا، وما زال أمامي تسعة وعشرون يومًا يمكنني أن أصوم فيهم.

وجدت تلك المرة "ندى" ترد عليها بهدوء:
_ أخبريني يا مريم، ألستِ مسلمة؟ أم أنكِ فقط مسلمة بالاسم؟

ذاك السؤال أشعرني بكم كنت مقصرة في ديني! سألت نفسي حينها هل أنا حقًّا مسلمة بالاسم فقط؟ ذاك السؤال ثبت في رأسي، ولكنني لم أجد له إجابةً، انتظرت أن أعرف ما الذي ستقوله كلٌّ من مريم وندى لأتفاجأ بمريم ترد عليها:
_ ما بكِ يا ندى؟! تتحدثين وكأنكِ أمي أو أبي، ليس لكِ الحق في أن تحدثيني هكذا، أو أن تشككِ في كوني مسلمة.

تلك المرة لم تتحدث ندى سوى ببضع كلمات صغيرة وصمتت بعدها:
_ أتدرين؟ أتمنى أن تستيقظي قبل فوات الأوان، سأنصحكِ مرة أخرى يا مريم، هناك رب غفور ينتظر توبتكِ؛ فتوبي إلى الله ولا تقصري في حقه، وأدِّي صلاتك في وقتها لكي لا يفوت الأوان ويحدث ما لا يحمد عُقباه.

حين سمعت حديثها نظرت للساعة في هاتفي فوجدتها الساعة الرابعة عصرًا بالفعل! لقد فاتتني صلاة الظهر! رميت الهاتف من يدي وقمت بأداء فرضي، حين انتهيت من أدائه هاجمتني الأفكار من جديد وصرت أتساءل، كيف لم أنتبه لأذان العصر؟ كيف سمحت لنفسي بتفويت الصلاة؟ انتشلني من تلك الدوامة التي غرقت بها؛ صوت رسالة من مريم، فتحتها لأجدها تخبرني:
_ ما بكِ يا منى؟! فقد أختفيتِ فجأةً!

رددت عليها ببعض الضيق:
_ كنت أقوم بأداء فرضي؛ فقد غفلت عنه.

وجدتها تسخر مني ومن ندى قائلة:
_ ما بكِ يا منى؟! يبدو أن ندى قد أثرت على تفكيرك، أخبريني الآن هل أنتِ صائمة اليوم؟

أجبتها في تعجب:
_ أجل بالطبع، كيف لا أصوم وهو أول يوم في شهر رمضان؟!
تحدثت بأريحية وكأنها على صواب:
_ يبدو أنني الوحيدة التي لم تصم اليوم.

غفلة مسلمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن