الباب الاول

132 9 40
                                    


"انه لا امر صعب وعسير ان يتحمل هذا القلب الصغير العديد من الآلام "

في ليلة باردة وبينما الجميع يغط في نوم عميق كان هنالك فتاة في عمر الزهور ساهرة على اختها المحمومة داعية الله ان يرأف بها ويشفيها انها لا تريد فقد الفرد المتبقي والاخير من عائلتها فهي لم تعرف حنان او عاطفة الام ولا تضحية وبشاشة الاب كل ماعرفته عمتها التي توجه لها العديد من الشتائم وزوج عمتها الذي لقبته بكابوسها المرعب ولم تعرف حماية الاخوة فهي كانت الاكبر ولم تعرف الا شفقة ابنة عمتها الرحيمة بها على عكس إخواتها وفي غمضة عين لم تشعر بنفسها الا وهي نائمة لقد تعبت كثيرا اليوم وليس اليوم فقط بل هذا هو روتينها لتستيقظ على اشعة الشمس الضىيلة المتدلية من النافذة وتصلي صلاتها وتذهب لقضاء اعمالها في تلك الصبيحة الباردة مرتدية خمارها وحجابها فهي ملتزمة رغم بيىتها ووشاحا يحميها من لسعات البرد واصابعها التي تكاد تتجمد من شدة البرد، لتعود حاملة الخبز والحليب وتبدأ في اعداد الفطور قبل استيقاظ الجميع والا تلقت عقابا قاسيا ،ثم تتجه نحو اختها وتطمئن عليها،لتتجه لمدرستها رغم الوقت المبكر فهي لا تريد ان تبدأ صباحها بالكلام السام من طرف عمتها،وتمشي في طريقها كفهد يستعد لينقض على فريسته فرغم ضيقها الا انها صاحبة البسمة المشرقة دوما على وجهها وبريق عينيها السماويتين الذي يزددان جمالا مع بسمتها وشعرها الاشقر المستور بخمارها و قوامها الرفيع ،لتصل الى مدرستها مبكرة على معدة شبه خاوية فبالكاد يتسنى لها الوقت لتاكل فلم تكن المدرسة قريبة لذلك الحد وكانت تتعمد التبكير لكونها تذهب سيرا على اقدامها على عكس ابناء عمتها الذي يقلهم والدهم في سيارته الشبه قديمة والذي يتحجج دوما بصغر سيارته ليقلها فكانت تحترم نيته كونه بالكاد يتحملها ولكنها تحمد الله تعالى كثيرا لي سماحهم لها بالدراسة فرغم قسوتهم كانت تراها هي في نظرها كرما ،لقد تحمل قلبها الصغير العديد من الصدمات الموجعة ولم يتجاوزها الا بعد عناء طويل فهي ذات الشخصية القوية الكتومة التي تتصنع البراة والسعادة في ابهى حلة كي لا ينتبه الاخرون لمشاكلها ولاتحب ان تفرغها لاحد الا لربها لكنها الان تلك الفراشة العالقة في شبكة العنكبوت لا تعرف ماذا تفعل اتجاه شقيقتها الوحيدة ولكن المستقبل لايزال يخبى لها العديد من الافراح والاحزان المختلفة في جعبته . مر اليوم الدراسي لتكون الاعمال المنزلية في انتظارها التي تفرضها عليها عمتها فابنتها الكبرى بسمة تظل تتسكع في الخارج لكونها مدللة اما اسماء فاها رفيقة فدوى الثانية وتعتبرها كالاخت لها بعد تفرغ فدوى من اعمالها جلست بجانب اختها جنى التي اشتاقت لصوتها وضحكاتها وحركاتها المزعجة احيانا كونها طفلة ذات العشر سنوات وتحب اللعب كل ماتريده ان تنهض على اكمل حال وصة وعافية لتستمع لقصصها التي تالفها من خيالها ،و تحفيزاتها المختلفة ومشاكساتها لقد كانت تلك الشعلةالتي تجبرها على التقدم والابتسام فجات ومن دون سابق انذار هرعت فدوى الى عند عمتها في المطبخ قاىلة:عمتي ارجوك ان حرارتها مرتفعة وبدأت تإن وتهلوس بكلمات غير مفهومة ارجوك لنأخذها الى الطبيب .........
العمة (مقاطعة):ومن سيتحمل تلك المصاريف يا غبية ها تظنيني أملك دجاجة تبيض لي ذهبا ام اجد المال على شجرة سوف تتحسن توقفي عن القلق عليها خذي بض الكمدات الباردة وستنخفض حرارتها .
اردفت فدوى :ولكن ياعمتي ...... وقبل ان تكمل كلمها دخل زوج العمة عضبا كونه سمع ماحل معهما
صرخ زوج العمة قائلا :مالذي يحدث هنا ؟وماكل هذه الجلبة؟
ردت عليه العمة قائلة : ان هذه الحمقاء تريدوني ان اخذ اختها للطبيب وانا بالكاد استطيع اطعام اولادي ونفسي الا يكفيني همهما والان تريد طبيبا لعلاج تلك السلعوكة .
ردت فدوى قائلة:ولكن ياعمتي حرارتها مرتفعة جدا ولا يمكن ان تنخفض يجب عليها تلقي العلاج المناسب والا حدث لها شيء لسمح الله تعالى و.....
قاطعها زوج العمة منفعلا بغضب : ان فاطمة على حق الا يكفينا مكوثكوما عندنا كل هذه السنوات واطعامكم انا بالكاد استطيع شراء ملابس لي والان تيدين مني دواءا وطبيبا الا يكفيني كل ذلك الشقاء طيلة هذه السنوات .
_ ولكن ياعم منصور انها .....
_ لاتدعيني ارتكب حماقة ايتها الغبية ان اردت طبيبا فعليك ادخار المال بنفسك يكفيني كل هذه المعناة طيلة هذا الوقت .
لقد كانت عائلة العمة ميسورة الحال بعض الشيء ولكن كلما تعلق الامر بفدوى او جنى رفضتا كونهما عبىء ثقيل على هذه العاىلة لذا فبالكاد تشتريان ثياب تكسيهما رغم طاعتهما ولطافتهم مع عائلة العمة لقد كانت عائلة العمة ضد فدوى واختها خاصة زوج العمة "منصور"ولم تكن تقف معهما الا ابنة عمتهما اسماء التي تعتبرهما كالاخوات لها على عكس اخوتهاو باقي العاىلة .
خرجت فدوى مكسورة الخاطر تنتظر الاستجابة من الله وحده وان اسماء لم تكن في المنزل حينها فانها بقت وحدها تتامل السماء .
فجاة خطرت لها فكرة قد توفر بها المال ولكنها ستفقد اثمن شيء عندها .

قررت فدوى بيع قلادتها او بالاحرى قلادة امها الغالية عليها جدا فهي الذكرى الوحيدة لها وبها تشعر براىحة ولدتها وقربها منها ،لم تجد خيرا آخر فالظروف احيانا تجبرنا على التضحية باغلى مانملك للوصول الى مانريد وهكذا هي تريد زرع الروح في اختها البريئة وعودة ضحكاتها وخفتها .
لم تمضي الا بضع دقائق وهي متجهة الى عند الصائغ لبيعها والحصول على بغض النقود ،تدفع بها اجرة الطبيب والدواء فلم تملك احدا ترجع اليه او تقترض منه فحتى عاىلتها لم تشفق على حال اختها فمابلها بالغرباء .
وبعد بضع خطوات امل صحبها التردد والشجاعة استوقفت طريقها ابنة عمتها "أسماء"التي نادتها قائلة :فدوى اريد ان اخبرك شيئا مهما بشأن جنى .
لتفتح فدوى اعينها على مصرعيهما رادفة :ماذا مابها اختي ارجوك اجيبني يا أسماء ...
لتتكلم اسماء ويليتها لم تتكلم فدوى :جنى لقد ماتت
حلت صدمة على فدوى لم تعرف ماذا تفعل تصرخ تبكي ام ماذا عندما حاولت انقاذها خسرتها ولكن لا مستحيل هي تتوهم فقط هذا غير صحيح انها مجرد كذبة او مزحة من يعلم انتفضت منصدمتها واقتربت من اسماء وهزتها بقوة من كتفها:لا هذا مستحيل انتي تكذبين علي بل انتي تمزحين ارجوكي قولي شيئا قولي انها شفيت وانها من طلبت منك المزاح علي هكذا فمزاحها هذا ثقيل ولا احبه ارجوكي قولي شيئا لترد اسماء بنبرة متألمة عليها فلطالما اعتبرتها كالاخت لها على عكس اخواتها وترد متأسفة :انا أسفة يافدوى حقا أسفة حدث ذلك بعد خروجك دنوت اليها وإكتشفت أن حراراتها انخفضت ارتحت لذلك ولكني تفاجأت بانها لاتتنفس ونبضها ضعيف حملانها فورا الى المشفى ولكن بعد فوات الاوان فلقد لفظت أنفاسخا الأخيرة في الطريق ولم يكن من الاطباء الى تبليغنا بوفاتها نتيجة الحمى الشديدة .
تجمدت الدماء في عروق فدوى لم تصدق ماسمعته وبدأت تنبس بكلمات غير مفهومة:لا هذا لا يمكن جنى لم تمت انها مجرد دعابة منها اعرفها جيدا لا كيف ساصبر عليها كيف ساصبر على اختي الوحيدة
كيف مالذي سافعله من دونها .
هرعت فدوى إلى المنزل لاتعرف كيف إستطاعت أن تسير على قدميها بعد هذا الخبر غير مبالية بنداء التي خلفها الذي إزداد قلقها عليها .

مرحبا أعرف بأن الفصل مثير للغرابة وممل قليلا فهذه أول رواية أكتبها أرجو أن تخبروني رأيكم فيه وتتركو تعليقاتكم اللطيفة أي انتقدات أو أخطاء إملائية أرجو إخباري بها ومن هنا إلى الفصل القادم إن شاء الله سبحانه وتعالى .
دمتم بخير .

أنتِ نصفي الثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن