الباب الثامن

44 5 14
                                    

"كلمة طيبة او جبر خاطر خير من تعليق فتعليق غالبا مايحمل الإنتقاذ فحتى لوكان الإنتقاذ إيجابيا تبقى الكلمة الطيبة أصدق وأجمل "

مرت الأيام ولاتزال الأمور على حالها  روتين إعتيادي ولا يوجد أية مشاكل أخرى مرت هذه الأيام فينظر فدوى أياما مختلفة عم إعتادت في منزل عمتها فقد شعرت بلطافة هذه العائلة معها التي لا تفهمها إلى الأن كونها معتادة على عدم إهتمام أحد بها هناك فلا تعلم إن كانت شفقة أو إستلطافا لحالها منهم بالإضافة إلى شعورها بأمان غريب خاصة عندما تكون قريبة من زوجها مراد .
مر أسبوعين كاملين وبدأت تحن إلى أسماء وتتذكر ذكريات الماضي معها إشتاقت إلى صوتها ومزاحها وكل شيء يخصها فقد كانت نعم الأخت لها بعد وفاة أختها الوحيدة جنى .
تذكرت أنها تمتلك هاتفا الأن ويمكنها الإتصال بها حملت هاتفها ناوية على ذلك لتجد بطاريته قد فرغت
انعجبت من ذلك فهي لا تكثر استعماله  ولم يمضي وقت منذ أن شحنته أحضرت شاحنه ووضعته فيه .
لتسمع تلك الصغيرة خلفها :أمي .
إستدارت لها : نعم هل تريدين شيئا ياصغيرتي .
_:هل يمكننا الذهاب إلى الحديقة .
_:الحديقة .
_:نعم يا أمي إنها لاتبعد كثيرا عن هنا وأريد أن أذهب إليها أنا وأنتِ وأبي .
صمتت فدوى عند ذكرها لوالدها هي لن تستطيع الذهاب دون موافقته وخائفة من الذهاب رفقته لكن عليها ألا تكسر بخاطر هذه الصغيرة .
_:حسنا ياعزيزتي إذهبي  وأخبري والدك وإن كان موافقا سنذهب .
إبتسمت الصغيرة لتتجه إلى والدها لتتلاشى تلك الإبتسامة التي زيفتها فدوى أمامها صحيح أنه إغتذر منها لكن رغم ذلك لازل الخوف ينتابها كلما تذكرت صراخه عليها لو كانت تستطيع فقط لأخبرته  أنها لم ترغب بالزواج منه من البداية وأرغمت على ذلك .

في تلك الغرفة كان جالسا يتأمل المنظر خارجا عبر النافذة تمنى لو الزمن يرجع به إلى الوراء ويعود لسير على قدميه عادت به لحظات الماضي حيث انه عند كل مساء يذهب لتجول معها فقد كان يتعمد الخروج مبكرا من عمله لقضاء الوقت معها ففي كل مرة يأخذها إلى أماكنها المفضلة مرة إلى الغابة أو الشاطئ او إلى أي مكان تحبه .
لقد كان يشعر في تلك اللحظات أنه أسعد شخص في هذا العالم خاصة بعد أن رزقه الله تعالى بإبنته فقد كانت من أسعد لحظات التي عشها  لكن حادث ذلك اليوم المشؤوم قلب حياته رأسا على عقب لقد أخذ منه زوجته وقدرته على السير دائما مايلوم نفسه عما حدث ولايستطيع تجاوزه إلى الأن .
طرقات الباب جعلته يخرج من ضجيج الماضي ليسمح للطارق بالدخول .
_:أبي .
نبست وركضت ناحيته وصعدت فوق حجره وعانقته لتقول :لقد إشتقت لك كثيرا يا أبي .
إبتسم فهو يعرفها جيدا دائما تقول له هذا إذا أرادت طلب شيء معين .
_:حقا انا دائما بجانبك فلما تشتاقين لي لهذا الحد أم أنك تريدين شيئا .
إبتسمت بعد أن كشف أمرها قائلة :كيف عرفت ذلك ياأبي .
_:أنا أعرف إبنتي جيدا .
_:حسنا يا أبي انا أريد الذهاب إلى الحديقة .
لم يشأ إجابتها ليرد عليها بيعض من البرود:
بإمكانك الذهاب مع والدتك .
_:ولكن يا أبي  لما لاتذهب معنا .
_:لا رغبة لي في الخروج يا إبنتي لذا إذهبي مع والداتك أفضل .
_:أبي أرجوك هذه المرة فقط رجاءا .
حاول عدم تلبية طلبها ولكنه لم يستطع رفضه ليجيب :حسنا إذهبي وإرتدي معطفك .
ما إن انهى كلامه حتى أحس بيديه الصغيرتان متشبتتان به حضنته بقوة لتقبله وتنبس :شكرا جزيلا لك يا أبي .
نزلت من حجره وإتجهت ناحية غرفتها لتخبر والدتها .
لحظات حتى دخلت إلى غرفتها قائلة :أمي لقد وافق أبي .
إبتسمت لها لتساعدها على إرتداء معطفها و تدفئتها
كون الجو بارد .
بعد دقائق وجدته ينتظرهما ارادت مساعدته لكنه تجاهلها .
وصلوا  إلى الحديقة لقد كانت جميلة حقا  البساط الأخضر والأزهار التي تملئه بكل الألوان إضافة إلى جهة تحتوي على ألعاب مخصصة للأطفال لقد كانت جميلة فعلا .

أنتِ نصفي الثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن