PART 2 // العاشق المجهول

249 6 10
                                    

النظر لعيونك أشبه بـ تأمل سماء مليئة بالنجوم

                                          ...................

أقترب صاحب العيون العنبرية منها بهدوء حينما فهم أن مفعول المخدر الذي قدمه الخدم لها منذ ساعتان والذي وضعهم في قصرها من آجل أن تبقى تحت عيونه دوماً ومن آجل أن يوفر لها الحماية فهو لن يثق بشخصاً لا يعرف عنه شيئاً ويجعله أن يبقى معها تحت السقف نفسه... مطلقاً

هو لا يريد فعل هذا...لا يريد أن يضع لها منوماً كل ليلة لكنه لا يستطيع البقاء بعيداً عنها وعدم رؤيتها ليوماً واحداً وتأمل ملامحها التي تطمئن فؤاده وتخفف عنه تعب يومه فهي ذلك الجزء الجميل من حياته بل هي حياته كلها للصدق..ولا حياة له بدونها

لذا هو قرر أن يضع لها منوماً لكنه تأكد من طبيبها أنها لا تحمل مفعولاً سيئاً ضده فهو يضع لها كمية قليلة جدآ ولن تؤذيها أبداً...لذا يأتي كل ليلة لها ويتأملها من الغسق حتى بزوغ الفجر ثم يغادر غرفتها بعدما إنسجمت أرواحهم داخل جدرانها

إبتسم بحب وهو يناظرها ثم إقترب منها جاثياً على ركبتيه أمام سريرها وكاد أن يمسك يدها لكنه تنهد وأبعد يده عنها فهو أقسم أن لا يلمس إنشاً منها دون إذن منها أو دون أن تكون صاحية

ظل منحني أمامها يتأملها بعيون تحمل جبالاً من الحب وما خفي أعظم من العشق...كان فقط يناظرها بتركيز وكأنه يريد أن يحفظ كل تفصيلاً من وجهها عن حدى...وكأنه لا يفعل
كانت تنام على جانبها الأيمن بينما ذراعيها تحت رأسها وهذه بعضاً من عاداتها...خصلاتها الشقراء كانت تسقط على نصف وجهها وهذا جعل عبوساً طفيفاً يظهر على ملامحه فهي تحجب عليه رؤية ملامحها الجميلة والمريحة للعيون...كان فقط يتأملها حينما تتحرك حينما تتنفس ثم تسلبه أنفاسه هو

هي ليست فقط أول حب له بل أول شعور يشعر به ولا ينوي التخلي عنه...أول يد يود أن تبقى معه لآخر عمره...أول شعور مزدحم بالآمال و الآحلام والمستقبل...أول عين سيشعر بلمعة أعينه وهو يقابلها النظر...أول شغف..وأول لهفة...أول شيء غير أعتيادي مر على حياته

هو فقط ينظر لها...فيرعبه حجم العاطفة التي يحملها...يرعبه التفكير فيما قد يفعله من أجله وهي لا تدري...وكلاهما أعمى هي لم تراه قط وهو لا يرى غيرها...!
وكم هو متعب شعور الأنتظار...شعور الأشتياق...متعب هو شعور المراقبة بعيدة عنه لكن قريبة لقلبه....يريدها ولا يود غيرها...لو أن حبه يودي إلى الهلاك فهو راضي
فلتهلك قلبه كيفما تريد...وفي أي وقت تريد رغم أنها تفعل بالفعل لكن هذا لن يغير أي شعور بقلبه اتجاهها...هو الهائم وهو المكسور وهو العاشق فلتكن له بحق السماء

هو فقط يتساءل أنه ليس من عدالة السماء أن لا يأتي يوماً وتلتقي فيه العين بالعين...أن تنظر لعيونه وليس الجميع عداه

𝑻𝑯𝑬 𝑸𝑼𝑬𝑬𝑵 𝑨𝑵𝑫 𝑻𝑯𝑬 𝑩𝑶𝑺𝑺حيث تعيش القصص. اكتشف الآن