مُقتطف .

220 1 0
                                    

يقود سيارته بسرعة البرق وغضبه يكاد يحرق كل من حوله ، عيناه اصبحت سوداء قاتمة بمجرد تذكره للحقير سامر وهو يحاول التحرش بحبيبته روبين .
قد يسامح اي احد الا من يؤذي عائلته ، وتحديدا روبين ، التي لا تعرف قدر محبته لها تلك الطفلة الشقية .
اتاه اتصال ليزفر بضيق لكنه سرعان ما تهلل وجهه فور رؤية انها هي المتصلة .
ابتسم لثوان ولكنه استغرب اتصالها ، فلأول مرة تتصل عليه حرفيا .
كنسل اتصالها الاول لكنها ما لبثت حتى اتصلت عليه مجددا.
رد عليها ليأتيه صوتها الغاضب :
_ بتفصل عليا ليه ؟
رد عليها ببرود :
_ في حاجة ؟
زفرت بضيق لتقول بخوف عليه :
_ انت فين ؟
_ رايح الشغل .
_ سلطاان .
تنهد بضيق :
_ عيونه .
ردت عليه برجاء :
_ ممكن تيجي اشوفك نص ساعة بعدها تكمل شغلك ؟
ارتسمت شبح ابتسامة على وجهه لكنه رد عليها :
_ عندي حاجة مهمة هخلصها وهجيلك بسرعه ، ماشي يا روحي ؟
روبين بنفي :
_ لا ، دلوقتي لو سمحت ، محتجاك .
اوقف سيارته في منتصف طريقه على اليمين واسند راسه على الدركسيون وقلبه وعقله يتنازعان .
قلبه يخبره ان يذهب اليها وعقله يريده ان ينتقم اولا .
اتاه صوتها مجددا :
_ خلاص براحتك ، لم..
قاطعها قائلا :
_ انتي راحتي ، ربع ساعة هكون عندك مش هتأخر مسافة السكة .
ابتسمت براحة :
_ مستنياك .
ابتسم بهدوء واقفل الخط .
هي الوحيدة القادرة على تهدأت نيران غضبه كما فعلت قبل ثواني .
اتصل بعلي وهو يعود ادراجه :
_ علي ، انا هتأخر شوية وقت ، ودي الزفت سامر المخزن من غير ما حد يشوفك .
علي باستغراب :
_ انت لسه قايلي انك في السكة ايه الي حصل ؟
سلطان بتنهيدة:
_ في حاجة مهمة هبقا اقلك عليها بعدين مينفعش ع المكالمة ، يلا سلام .
_ سلام .
اقفل معه صديقه باستغراب من حال سلطان الذي يتغير كل ثانية .
اما عند روبين فقد ارتدت ملابسها بسرعة وبالكاد انتهت على رنة هاتفها .
_ الو .
اتاها صوته :
_ انا تحت ، هتنزلي ولا اطلعلك .
_ لا انا نازلة .
اغلق الهاتف لتحمل حقيبتها وتتاكد من شكلها على المراة ارسلت قبلة لنفسها وهي تاخذ نفسا عميقا وتنزل الى الاسفل .
فتحت باب السيارة لتركب بجانبه ، لاول مرة لا تجده ينتظرها خارجا ويفتح لها الباب .
اغلقت الباب خلفها لتجده لا ينظر اليها .
قالت بمزاح :
_ متحسسنيش اني غصباك تيجي .
ابتسم بهدوء :
_ هو انا يصحلي ، انا بس تعبان .
_ مالك ؟
سالته بجدية ليرد :
_ شوية برد..
قاطعته :
_ مالك ؟
ناظرها باستغراب وهو يقول :
_ قلتلك..
روبين بضيق :
_ مش برد ، ومكنتش رايح شغل صح ؟
ناظرها قليلا ليرد بهدوء :
_ اومال هبقا رايح فين ؟
_ عند سامر .
اشتعل غضبا بمجرد ذكرها لاسمه .
رد عليها بغضب :
_ متنطيق اسمه .
_ كنت رايح تعمل ايه فيه ؟
رد بغضب ناري وقد اشتعلت عيناه :
_ هقتله ، وامثل فجثته ابن ال****
تنهدت بضيق :
_ وبعدها هتتحبس صح ؟ استفدت ايه ؟
_ اني طفيت ناري .
_ ونارك هتنطفي لما تسيبني ؟
_ اسيبك ؟
قالها بدهشة لترد بضيق :
_ ايوة ، اومال لما تبقى قاتل وتتحبس هتبقا كده مش سايبني !
اسند راسه على الدركسيون دون ان يرد ، لتكمل بهدوء :
_ انت مش قلتلي انك ما صدقت لقيتني ؟ عاوز تسيبني دلوقتي ليه ؟ عارف لو تركتني وقتلته عمري ما هسامحك ، انا مش عاوزة حقي ، كفاية الي عملته فيه يومها ، وانا بخير ملمسش شعرة مني والله ، مكنتش فخدة الي شافها يعني ، بعدين انا مش بالضعف ده انا برضو متدربة واقدر ادافع عن نفسي ، لو عاوزة كنت قتلته بايدي ومحدش هيلومني ، بس مش عاوزة اخش الطريق ده ، ولا انت كمان ، كفاية لحد هنا يا سلطان ، الموضوع تقفل وانت اكيد مقصرتش معاه ، انا عارفة انك كل يوم بتروح المخزن تدرب على وشه ، وعارفة انك النهاردة كنت رايح تخلص عليه ، كفاية ارجوك .
نظر لها ليجد في عيونها نظرة رجاء ، احترق قلبه من ذلك ، هو السبب ، كلامها صحيح ، ماذا بعد القتل .؟
تنهد بضيق :
_ مش قادر يا روبين ، كان بيحاول يقرب منك ، لو قتلني كنت سامحته ، لكن انتي لا ، ميلمسش شعرة وقعت منك ، نار قلبي مش عاوزة تنطفي ، حد يفهمني .
قربت راسه من صدره لتتسع عيونه بصدمة ، تخللت اناملها بين خصلات شعره وكانه ابن لها قائلة :
_ فهماك ، وانا فرحانة جدا انك بتعمل كل ده علشاني ، لكن علشاني كمان متخسرنيش ياك ، انا عمري ما هسامحك لو تركتني دلوقتي ، سامر ميستحقش توسخ ايدك .
بالفعل هي خطر عليه ، من حركة بسيطة اطفأت نيران قلبه ، بل تحولت الى دفء .
لف يديه حول خصرها وصدره يعلو ويهبط قائلا :
_ حاضر ، اي اوامر تانية ؟
ابتسمت بسعادة لتكمل بغضب كاذب :
_ متطنشش مكالماتي ، افرض في حاجة حصلت ؟
ابتسم على طفولتها ليمسك وجنتيها :
_ حاضر يا ستي ، انتي تؤمريني أمر .
قربته من صدرها بحب لم تجربه الا على يديه ، لم يجذبها رجل من قبل ، الا هذا فقد قلب كيانها ليجعلها تعشقه .
دفن راسه في عنقها لتلفح انفاسه الحارة رقبتها ليرتعش جسدها دون ان تجعله ينتبه .
مررت اناملها بين خصلات شعره ، ليرتخي جسده بين احضانها ، لا يضعف الا امام هذه الطفلة الشقية .
طبع قبلة رقيقة على عنقها قائلا :
_ سلطان الحديدي بيعشقك ، مش عاوزة تحني على الغلبان الي مستني اشاره منك ؟
ابتسمت بحب له لكنها قالت بهدوء كاذب :
_ محتاجة وقت .
ابتسم وهو يهمس لها :
_ لو عمري كفاية خديه ، هستناكي عمري كله .
شددت من احتضانه قائلة :
_ بحبك .
قالت اخر كلماتها لتهرب من امامه وتدخل المنزل لتغلقه بالمفتاح خلفها .
وهو في حالة صدمة ليضحك على جنونها ويركن العربي بجانب المنزل وينزل منها .
فتح الباب لتصدم قائلة :
_ احيه ! دخلت ازاي ؟
ضحك سلطان :
_ بيت مراتي وانا حر فيه .
ناظرته بغباء :
_ مرات مين ؟
ضحك وهو يغلق الباب خلفه :
_ ايهاب مسافر يومين وقلي اخد بالي منك ، وانا هاخد بالي منك اوي .
ناظرته بتوجس ليضحك عليها وفي داخله لا يريد اخافتها منه .
حملها بين يديه لتشهق بصدمه .
صعد بها ناحية احدى الغرف ليضعها على السرير قائلا :
_ هطلع اغير هدومي ارجع الاقيكي مغيرة .
ناظرته بصدمة وهو يخرج ولا تستوعب ما يحدث .
ارتدت بيجامعة بيتيه من الحرير الناعم وفور انتهائها دخل وهو يرتدي بنطالا قطنيا فقط .
_ البس حاجة من فوق .
_ تعبان .
اقتربت منه بخوف :
_ مالك ؟
ابتسم على خوفها قائلا :
_ محتاج ارتاح بس ، ممكن ؟
_ اعملك حاجة دافية ؟ ولا عاوز تنام ؟
حملها بين يديه وسط صدمتها ليضعها على السرير وينام بجانبها .
_ في اي..
قطعت كلامها وهو يقترب منها يدفن راسه بين احضانها .
_ مالك ؟ انت بخير ؟
قربها منه اكثر :
_ طالما انتي هنا انا بخير .
قبلت مفرق شعره ، وجبهته ، ثم عينيه وهي تقول :
_ وانا على طول هنا .
ارتسمت ابتسامة على وجهه ليغط في نوم عميق لم يذقه منذ اشهر لتمسح على شعره وهي تقبل كل انش من وجهه بحنان وحب لم تذقه الا على يديه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ...
لو عجبكم البارت متنسوش تعلقولي تعليق حلو زيكم 😍.

عشق السلطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن