الفصل الثالث

611 20 1
                                    


_________

وقفت "شوق" بهدوء تطالع ابن خالتها بينما يهتم بزوجته التي تتسطح علي فراش المشفى بأعين لامعة بحنين وبسمة صغيرة علي شفتها؛ تذكرت لهفه واهتمام "طه "الذي يغرقها بهم حينما تلد؛ اقتحم عقلها ذكريات ولادتها الثانية واهتمامه المفرط بها؛ غمرتها المشاعر لتتسع بسمتها أكثر وهي تتمتم بنبره خفيضه خوفًا عليهم
_ تبارك الرحمن ربنا يحميهم ويحفظهم لبعض

ابتعدت عن الغرفة تغلق الباب خلفها سامحه لهم ببعض الخصوصيه؛ هي هنا منذ الصباح حيث اوصلها زوجها المجنون الى المشفى وانتظر معهم حتي اطمئنوا علي الطفل ليغادر الي احدى القهاوي المحيطه بهم احترامًا لهم .

أحاطت جسدها بذراعيها شاعره بالبروده تتسلل لقلبها من جفاء معشوقها الابله الذي يتغاضي عن سبب عراكهم الاساسي ويتمسك بقشور الاشياء لو فقط يشعر بتلك النيران الملتهبه داخل قلبها.

رفعت عينها تجده يتجه اليها بينما ملامح وجهه توحي بالتفكير كأنه علي وشك حل أزمه الاقتصاد بالعالم؛ عقدت حاجبيها بأستغراب من حركتة المتوتره وهو يقف أمامها عينه تدور حوله وكأنه يحاول أن يحسم قراره أيخبرها أم لا ، ترى علم بخطأه وقرر الاعتذار!

رفع نظراته أخيرًا بينما أصابعه أتجهت تتحرك علي لحيته الناميه بخفه مزيدة من جمال وجهه ، تحدث "طه" بأعين لامعه بعزم وجديه متسبباً في أتساع بؤبؤ عينها بقوة وهي تستمع لأحرف كلماته
- ما تيجي نخلف عيل تالت

اتسعت عينها بصدمه من جنون عقلة هي بالتأكيد لم تخطئ حينما اتهمته بالجنون؛ بكل بساطه يخبرها أن ينجبو طفل ثالث بينما هو يقوم بأبتزازها عن طريق صغيرتها الثانيه؛ أثار رغبه الضحك بداخله بشدة ولم تبخل علي ذاتها وهي تنفجر أمامه بكل سخريه موضحة أعتراضها الصريح بدون كلمات؛ قلب عينه بملل يستكمل بجديه وكأنه أكثر شئ طبيعي بالعالم غير مهتم بتلك النبره الساخره التي تملئ ضحكتها
- بطلي سخافه انا بتكلم بجد عايز عيل تالت منك

رفعت أحد حاجبيها بسخريه؛ تقاوم ذلك الجانب بداخلها الذي يرغب بضمه؛ شاعره انه طفل لطيف وكلماته تعبث بدواخلها تداعبها برقه؛ لكن بدلاً من ذلك رسمت بسمه ساخره ترافق حاجبها الايسر المرتفع وهي تخبره بحده
- نخلف عيل تالت صح..ليه عشان تبعده عني مع اخته

تنهد بأرهاق يبعد عينه عنها ، هي من ترغب بالبعد إذًا لما تحاسبه الان لذا أجابها بذات السخريه
- انتِ الي مش عايزه ترجعي البيت فمترميش الموضوع في وشي

نظرت اليه بهدوء وهي تقلب الامر بعقلها؛ لن تحتمل بعداً أكثر عن صغيرتها؛ تحدثت مسببه في التفاته لها بأعين متسعه صدمه وسعاده من تلك الكلمات التي لم يتوقع سماعها منها بأشد احلامه
- انا هرجع البيت

شوق طه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن