٣- الفرقة صفر.

424 57 391
                                    

"اذا بدأ كل شيء حولك مظلمًا، أنظر مرةً أخرى، قد تكون أنت النور

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"اذا بدأ كل شيء حولك مظلمًا، أنظر مرةً أخرى، قد تكون أنت النور. " - جلال الدين الرومي.
***
لا تنسون التعليق او التصويت للفصل 3>.
***

الغرفة أجمعها طمست في ضبابٍ اسود، لا يرى المبصر مد يده منه.

ظلالٌ حالكة تنبثق من السقف ومن الأرض، من جوانب الأجساد وأسفل الأقدام، ولشدة دهشة المتواجدين من هذا المنظر الغريب القاتم للأنفس ألجمت ألسنتهم؛ لكن الأمر لم يكن سيانٌ بالنسبة لكيد وعالمة الآثار شانون.

فوضى عارمةٌ هي ما حلت بجسديهما، وتفاقم معه الألم الذي جثت لأجله شانون على ركبتيها ممسكة يسار صدرها حيث كانت الظلال تحفر الوشم من جديد مؤكدةً على أن الخطوط والمنحنيات التي كانت سببًا في ألمها سابقاً ستبقى لعنةً أبدية تقييد حياتها به.

كان الألم يدك قلبها، يطحنه بين أضراسه، ويلوكه متشوقًا لسماع أنين وجعها. وتمنت لو تتجرد من كل شيء في هذه اللحظة وتغوص في أعماق حوضٍ من الثلج وصقيعه لكنها تعلم بأن الثلج سيذوب لهول الحرارة التي شعرت كما لو أن أعضائها تنصهر على أثرها.

والآخر اشتعلت عظامهُ بألمٍ نخر صلبها. قلبه يضخ الدماء حتى كادت شرايينه أن تتفجر، وحال رئتيه يرثى لها؛ فلقد أهلكها سرعة انفاسه الضحلة أضحت كعليلٍ ينوح لأجل راحته.

وشفتيه التي قيدت بين أسنانه توسلت لأجل حريتها لكنه كان يكتم أصوات ألمه. تكاد الشعيرات الدموية في عينيه أن تتفجر لشدة ضغطه على نفسه وإخفاء وجعه.

غرز أظافره التي اغدت غربيبًا من بين كل هذا الظلام في كفه حتى فاحت رائحة دمائه في المكان، وعندما تفاقم الوضع باتت أنفاسهما بطولة يتنازعان لأجلها بقاءً على قيد الحياة.

حفرت شانون الأرض الخشبية بأصابعها، وأظافرها التي تزينت بطلاءٍ احمر تكسرت وأفسد جمالها بما كانت تفعله، لفظت آخر الأنفاس بقوة عندما حفرت الظلال آخر بقعة في الوشم وباتت أصوات الظلال بلغتها وطلاسمها المخيفة تخترق رأسها دون توقف.

تسمع نواحٌ وبعضٌ من الجمل المتفرقة، وازدردت ريقها عندما بدأت ذكريات كيد تغزو ذهنها لكنها لم تكن واضحه بل وبدأت كأنها اطيافٌ ضبابية تسمع دوي صداها ينتشر في ذهنها.

الكاكوري: حاكم الظلال.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن