عند انقراض الكاكوري أخطر المخلوقات الحية في الأرض وسلام بقية الأنواع من شرها، يسعى 'موريس بان' المسؤول عن المخلوقات الفريدة في العالم، في البحث عن الناجي الوحيد من تلك السلالة القاتلة لأجل تقفي أثر الكنز التي خبأته أجياله السابقة بين أسطر التاريخ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"ما نتركه بالمنطق، لا يفترض أن نعود إليه بالعاطفة."- فرويد. ***
في غمضة عينٍ امسك كيد بكلًا من إليزابيث وروميو يجرهما برفقته، عُميَّ عن رؤيته للطريق وكأن بصيرته تكمن في ارض القاعده لا سواها، اعميَّ للحد الذي دفع به جاكسون الذي كان يحمل طلباتهم عن طريقه، وخطاه تقوده ناحية الزقاق الذي يبعد عن المقهى بعدة خطوات.
«اكتما أنفاسكم سوف نغوص.» صاح عليهما وقبل أن يترجمون ما قاله أحاط تكفيهما، وكفه كفن انف كل واحدٍ منهم جاذبًا إياهم نحو بقعة ظل المبنى الذي غطى الزقاق الفارغ، وفي رمشة عين وانفراج أسرها دفعهما نحو الأرض الحجرية مستعدين للأرتطام بسطحها لكنهم ارتطموا بشيء كأمواج المحيط الهادئة!
وعوضًا أن تصدم اجسادهم بالأرض لحفت الظلال السوداء اجسادهم.
طالع كليهما بدهشة للبقعة السوداء التي تطفو بها أجسادهم، عن يمينهم ضبابٌ اسود حالك، وعن شمالهم سديم مدلهم بث في انفسهم الضيقة، وعن اسفلهم سرمد من الظلام لا علم لهم أين قاعه من قمته.
روميو لم يستطع أن يتفوه بحرفٍ لهول صدمته؛ فلم يتوقع قط في حياته المجحفة بحقه أن يرى بعد الظلال واين تسكن، فلطالما كانت الظلال مجرد ظلالٍ بالنسبة له.
إليزابيث انتابتها حالة من الرهبة خالجتها دهشةٌ مرفوقة بقليلٍ من السعادة، ترى شعرها القصير لذي صبغته بلونٍ ازرق حديثًا يتطاير من حولها وكل ما كان بأمكانها أن تتصوره بأنها تطفو في اعماق بحرٍ اسود، لا تبتل ملابسها وشعرها فيه، ولا تضطر فيه لأغلاق عينيها.
بينما كيد كان في تلك الأثناء مغيبًا عن واقعه كل ما يدركه إنه يجب عليهم إلا يتنفسان في بعد الظلال هذا فأنه عديم الأكسجين، خانق لاحياة به.
يدفع جسده من بين ذلك الظلام وهيئته البيضاء سلبته منه ككل مرةٍ يغوص للتنقل بين الظلال، يقود طريقه بسرعة قد لا ينتبهان لها لكنه كان كفهدٍ في سرعته مستعينًا بقوى الظلال في قدميه.
حاولت إليزابيث التهور والتملص من بين يديه لكنه شدها اكثر له ورمقها بنظرةٍ كفيلةً بثباتها واتباعه وفعلت.
نظر للأعلى فنظروا معه، وعلى الرغم من أنهم غارقين في خواءٍ استوطنه الليل بدون نجومه إلا أنهم علموا بأن كيد يصعد لأعلى، وصحت توقعاتهم عندما دفعهما لأعلى حيث ظهرت بقعة اقل ظلامًا لكن كان بأمكانهم رؤية اضواء النيون الحمراء حول الأطراف.
