تَنَقُّل

32 2 1
                                    







نَهَضَت تلك الفتاة بعد جلوسها الطويلِ على الرصيف لتعاوِدَ المشي ببطء و تستكشف الشَوارِعَ حولها بنظَرِها

"لقد شارفت الشمسُ على المغيب .."

همست بِذَلِكَ لذاتها لترى بعد فترةٍ من المشي محطة قطارٍ فَتَتَجِهَ نحوها مُسرعة
رأَتْ كُشكًا لبيع التذاكر فتوجهت نحوه للاستفسارِ عن الأسعار و في طريقها تذكرت عدم امتلاكها لأي نَقْد فغيرت وجهتها و جَلَسَتْ على أحد مقاعد الانتظار المُتراصَّةِ بينما تُحَّدِثُ ذاتها

" كلا لا تفكري بِذَلِكَ حتى ، أنتِ لستِ سارقة !" ثم عادت ثنايا عقلها للعَبَثِ مُجددًا " لكن عليكِ العودة للديارِ سريعًا ، والدتكِ تشتاقُ إليكِ بالتأكيد !" تنَهَدت و هي تَفرُكُ أعلى جبينها بِتَعَب لتخطر فكرة سريعةٌ على عَقْلِها ،

التسلل !.





















استَقامت بلِباسها البالي فقد أَعطَوها ثوبًا سَمَاويّ اللون و أصابها الشَّكُ بِفِعل رائحته إن كان مُخَّزَنًا لسنوات

مَشت لمسافاتٍ بعد استعانتِهَا بالخرائِطِ المتواجدة في الطُرُقات و رأَت في الأُفقِ مبنىً عائدًا لأحدِ المصانع لتتجاوز أسوَارهُ و تدخل مُختبِئَةً خلف إحدى الجدران بينما تستَمِعُ للعُمّال

"آه لقد غربتِ الشمسُ بالفعل ، متى يحينُ مُوعِدُ نَقْل البضَائع ؟" في آخر حديثهِ تسائل نحو زميله الذي أردَف " بعد أن يأتي نائِبُ الرئيسِ السيد آبيغ للإشرافِ على المكان "

تذمَّرَ الآخرُ قائلًا " يا الهي ، أكره الرؤساء هؤلاء ، سنتَوجه نحو نيفادا و الرحلة بالفعل تستغرقُ قُرابة اليومان ، متى سيُسعِدُنا حضرَتَه بحضوره ؟" سَخِرَ نهاية حديثه
بينما فتاتُنا هُنا كُل ما أهمَّها هي وِجهة الرحلة ، إنها بالفِعلِ وِجهَتُها

لذا قررتِ الإنصاتَ أكثر و أخرجت طرَفَ رأسها ناظِرةً نحو المُتَكَلِمين لترى تَقَّدُمَ رجلٍ ذو شعرٍ مُسْوَدٍ فحمي بِجُثَةٍ طويلة بعض الشيء يَقفُ خلف العَامِلِ الذي ألقى سُخريته قبل قليلٍ و يبدو بأنه سَمِعَ حديثَهُما ليُردِف بلكنَةٍ ثقيلة

Inability to resist..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن