"ميو"صَدَرَ صوتُ مواءٍ بجانبِ رأسها لِتَكشِفَ سِتارَ أجفُنِها و تقع عسليتاها على أُخرى قططيَّةٍ مُسوَدّة فتنهض بكسلٍ و تمرر نظرها حولَ قِطعِ الصخور حولها
" اهخ لقد نمت في الزقاق !"
نهضت بكسلٍ و تفَحَصّت المكان و ما حوله ثم عادت و حَمَلت القطة و قد أعلنَت ملكيَتَها عليهاثم خرجت نحو الشارع و أولُ شيءٍ فَعلته هو التوجه نحو المكتبة ، إنها تحفظُ الطُرُقَ بالفعل فـ لاس فيغاس هي مسقطُ رأسها
دخلت بوجه بشوشٌ إلى المكتبة ، مكتبةٌ ذات أثاثٍ خشبي بنوافذ زُجاجية ورائحةُ مُعطرِ الياسَمين تفوحُ في الأرجاء إن صاحبة المكتبة اعتادت على تعطير المكتبة بهكذا روائح كل إشراقَةٍ و كُلَّ رَوَاح .
أرادت الصراخ بالسيدة صاحبةِ المكتبة و احتضانها فقد اشتاقت لها لكن ..
رُبما صاحبة المكتبة لا تتذكرُها ..تنهدت و شدَّت إمساكها على قِطَتِها التي تقبع بين أحضانها و تجاهلت النظرات التي ترمُقُها باستغرابٍ و قرفٍ لمَظهَرِها مَدّت يدها بخفة نحو حِزمَةِ أوراقٍ لتأخذ القليل و أخذت قَلَمًا بهدُوءٍ أيضًا لتَجُرَّ خُطاها نحو بابِ الخروج
" انتظري يا آنسة "
صَدَرَ صوتُ تِلكَ العجوز صاحبة المكتبة لتستدير نحوها بملامح مُتسائلة
" لا أراكِ اشتريتي شيئًا يا صغيرتي ، ألم تُعجبكِ الأغراضُ هنا ، يُوجدُ قصصُ مُمتعة أيضًا إن لم تُحبي الكُتُبَ العلمية "رَسَمت ابتسامة لطيفة نحوها لتُردف باحترام " كلا يا خالة أتيتُ فقط للتجوال ليسَ ببالي الابتِضاع "
" لا بأس خذي راحتَكِ ، و آهٍ كم تذكرينني بصغيرتي آشلي أتمنى لها الفَرَج "ثرثرت نهاية حديثها لِتُكمل آشلي ابتسامتها نحوها و تفتح الباب و تخرج فتسقط ملامِحُها كما سَقَطت مياهُها المالحة من جُحُورها " يالي من سيئة ليتني مِتُّ فقط "
تَمَّشَتْ بمهلٍ بعد مسح دموعها و توجهت نحو مكانها المقصُود و الذي كان وُجهَتُها المُعتادة منذ أن بَلَغت العاشرة
أنت تقرأ
Inability to resist..
Aléatoireحيثُ يداكَ مُقيدتانِ بأصفادٍ وهميةٍ تمنعك عن فعلِ ما تُحب و عن إنقاذ نفسكِ من كل المصاعب .