البحثُ عن وظيفة .

19 4 1
                                    












رائِحَةُ رذاذِ مُعَّطِرِ الورودِ المُتَنَوِعة تفوحُ في الأرجاء ، إضاءات خافتةٌ ليست بساطعةٍ مؤلمة للعين ، و الصوتُ الوحيد الذي يعوم في المكان هو صوتُ الهدوء .






نَزَلَت آشلي من السلالم بشعرِ مُبتلٍ اثر استحمامها مُرتَدِيَةً ما وجدته من لباسٍ موضوعٍ فوق السريرِ بجانبها ، لا ننسى أنها أخذت حزامًا جلديًا بُني اللون من خزانته كون البنطال أكبر من مقاس خصرها

توَجَّهَت نحو المطبخِ و هي تعبثُ بأصابعها بتوتر و هي لا تعلمُ كيف تشرحُ لآلبرت صنيعها حين احتست من خمره دون استئذان ، إضافة لكونها لا تتذكرُ ما حصل بالأمس و كيف تم نقلها إلى الأعلى

رأتهُ يقفُ أمام مائدة الإفطار ذاتِ الأطباق الكثيرة ، بشعرٍ مربوط الخِصال بمطاطٍ للأعلى ، و منامة مكونة من بنطال و قميصٍ قصيرِ الأكمم يُظهر ذراعيه و اشتداد صُلبِ العضل على كتفيه و المنامةُ ذات لونٍ جوزيٍ غامق مع مِئزرِ طبخٍ ملفوفٍ حول خصره


اقتربت منه فرفع رأسه لها و رمقها بابتسامة مُشرقةٍ ارتسمت على ثغره
و أشارَ لها بالجلوس على الكرسي قباله ففعلت

" صـ صباحُ الخير ، أعتذرُ لقد استخدمتُ حمامك " بادرت هي بالحديثِ بنبرةٍ مُتوترة ، " رائحةُ غسولي سبَقتكِ بالحديث "

نظَرت له باندهاش " واه لديك حاسةُ شمٍ قوية !"
أجابَ عليها بابتسامة " عليكِ توقعُ ذلك من صانعِ نكهات العطور " جلسَ على الكرسي بعد حديثه

أنزلت رأسها تبحثُ عن كلامٍ آخر فقد هربت الأحرفُ من لسانها ، لكنها سَمِعَته يقول " بشأن الأمس ، يالكِ مِن عابثةٍ ماهرة استطعتِ إيجاد قارورة الشرابِ و قد خبئتها جيدًا "

رَفَعت رأسها ناظِرَة له بينما تعضُ على شفتها السفلية بتوتر و قد أدمَعَت مقلتيها بطبقة رقيقة من الدمعِ لتردف بأسف و نبرة نادمة " أعتذرُ كثيرًا لم أقصد النبش و العبث بمنزلك لكنني كنتُ عَطِشَةً و حين ذهبتُ لشربُ الماء أصابني الفضولُ فقط و..."

" هوني عليكِ "

قاطعها مُحاولًا تهدئتها إذ بدأت أمطارُ عينيها تعبرُ حواجز جفنيها نحو وجنتها ، و قد فكر بأنها حساسة جدًا أو ربما لديها فرطُ عدم القدرة على احتباسِ الدمع ، كلها احتمالات واردة

Inability to resist..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن