5

13 3 0
                                    

_________________________________

و قدْ خُيل لي أني قد هدأتُ
لكن ذلك الهدوء كان الذي يسبِقُ العاصفة

___________________________________



" أثبتِ و الإ قمتُ بقطع رقبتكِ الآن "
نبس ثغره تلك الكلمات بكرهٍ و حقدٍ دفين لمن يُفترض أنْ تكون من ضلعهِ و نُطفة من روحه

لم يعرف الحنانُ طريقاً الي قلبه يوماً، كادت لوهلة تُصدِقُ أنها السبب في موت تلك المرأة التي لم تراها يوماً و لا حتي قد لمحتْ طيفاً لصورة تخصُها،

لكن لقد تأكدت،

نعم، هي نذيرُ الشؤم و البأس لتلك العائلة المفككة

هي من قتلت والدتها، و هي الملامة الآن و غداً و أبداً!

" أبي لماذا ت...تقوم بقص ش..شعري... أنا خائِفة "
نبست تلك الطفلة الصغيرة بجسدها الهزيل، هي ساكنة أمامه بجسدٍ يرتعش من كثرة الخوف و هو لا يُلقي لها بالاً...

يستمرُ فقط بقص شعرها..

شعرها؟!

وُلدت فتاة جميلة، كما لو أن ملامح الحُسن و الجمال للعالم أجمع قد أتفقتْ علي أن تجتمع ب حُسن خُلقها، كما لو أن نَفَختْ آفروديت في روحها فأخذت شيئاً من جمالها و سحرها، بشرة حنطية جميلة لامعة مع عيون بندقية جميلة تُنافس لون قطع الشوكلاته البنية في جمالها.

شعرٌ كستنائي يُنافس نعومة الحرير و الذي يقوم من يُدعي والدها بالإسم فقط بإنتهاكه

لكن ما فائدة الجمال مع فؤادٍ مفطور خُذل من الأقربين!
ما فائدته عندما يقوم المُستوطن بإنتهاك وطنهِ بيديه!

" أنتِ لعنة و عالة أُبتليت بها في حياتي، حتي أشُك من كون ان تلك الخُصلات الركيكة ستجلبُ مبلغاً يسيرًا "
أنهي كلامه الذي قد نزل كما الصاعقة علي آيسر الصغيرة المفطور.

يقُص والدها خُصلاتها الذهبية لبيعها كما لو أنها سلعة رخيصة، لم يكن بيدها سوي البُكاء حسرةً علي حالها بصوتٍ مكتوم.

هل من أحد؟
هل من مُنقذ؟!
هل من موطنٍ تلجأُ لأزقتهِ و ضواحيه طمعاً في الآمان؟
هل يوجد؟

أنتهي والدها من إنتهاك خُصلاتها الذهبية، تاركاً شعرها مُبعثرًا مع ملابس رثة و جسد هزيل، ملامح وجهٍ باهت كما لو جار عليها الزمن بشدة.

نظرت إلي إنعاكسها في المرآة المكسورة أمامها، كان فؤادها أشدُ إنكسارًا و إعوجاجًا من تلك المرآة المُحطمة،

SAVE MEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن