خورنتنان

26 0 0
                                    

أنفاسهُ سريعة، صدرهُ يعلّو ويَهبِطُ بِسُرعةً تُنافِسُ
سُرعةَ هُبوطهِ من أعالي السماء.. لِقاع الأرض

تَنَهّد يُخرِجُ مابقيَ بِصدرهِ من هواء، تسرحُ عيناهُ هُنا وهُناك، توَجْست دواخِلهُ
يهلعُ جسدهُ من هوّل ما يراه

«لا شيءَ مما تراهُ حقيقي»
«رَكِز على صوتيَ»
نَبسَ صوتٌ غريبُ النَبرةِ جانِبَ أُذنهِ، الاهتِزاز البَسيط الذي يُسببهُ صوتهُ، الدفئ الذي تَجلِبهُ أنفاسهُ نحو أُذنه كان كفيلًا ليَبُثُ شرارةً من الرُعبِ داخله

فرُغمَ هدوء نَبرتهِ، من شدّة السلامِ كأنهُ أعلانُ حربً مُبَطن، الطُمأنينةُ شكلٌ من اشكالِ القلق أحيانًا

قدميهُ قريبةٌ لِصدرهِ، يُقلِصُ من مساحةِ تواجُدهِ وهو يُخفي وجههُ داخِل أذرُعهِ، يحتَضِنُ جسدهُ بِقوة

يرمُقُ بِركةَ دِماءً، فأسً وقلبًا بِكيسً زُجاجي، تِلكَ الشراراتُ سوداءُ اللون تُفقِدهُ عقله، ضلالٌ تَتَجهِ للزُرقةِ تُحيطه تَجعلُ الأمر داخِل عقلهِ مُعقدٌ اكثر

يخالُ مايراهُ حقيقةً، وهو في بَحرِ الأوهامِ يَعوم
او علّه حقيقةً، لَكِن الأوهامُ هي بَحرُ الحَقيقة الذي نجى منهُ الجميع

"أرحل.. سيَقتُلُكَ تاليًا!"
صوتهُ الخَشن يدوي داخِل جُدرانهِ

بدأ يؤمِنُ بِصحّةِ مايراه
«كما قُلنا أمين، اهدئ فـ- أمين؟ أمين!»
يعلو صوتهُ فورما رأى الأخر ينهَضُ من مكانهِ، أخرُ مرةً نَهضَ فيها تركهُ علهُ يهدئ.. ليجدهُ قد رَسمَ على يده

بِقُطعةً حادة! يرسِمُ بِدمهِ المُتناثِر اشكالً غريبةَ المظهر، كما يَكتُبُ أسم "خورنتنان" مراتً عديدة

هذا لا يَجدُرُ بهِ أن يَحدُثَ مُجددًا
«أميلا! هذا قد جُنّ، أحضري أي مُهدئً قد تريّه!»

--

يُعَدِلُ ياقَتهُ، الورودُ المُتَناثِرةُ في شعرهِ مُتوسطُ الطول تَزيدُ مظهرهُ بهجةً

ملامِـ- ملامِح؟ هوَ ظلٌ أسود

يُصدِرُ ثغرهُ ضِحكاتً مُتَعددة وهو ينظُرُ لانعكاسهِ الأسودِ بِالمرآة، يَبتَسم يلعَقُ جوفهُ بلسانهُ الطويل

مظهرهُ الأنيقُ مُهيب، يُشعِرُ الأخرينَ أنهُ رَجلٌ فَقدَ لونه
ألا انهُ لونٌ فقدَ رَجُله

--

عضَلة لِعضلة، قُبلة لِقُبلة، وجميعُنا هالكين!

جُرحٌ بعدهُ جُرحٌ، تتطلخُ ذراعيكَ بِالأحمرِ، تُزينها أشكالٌ تُرضي نفسكَ "المريضة"

الألم قد يبدو مُرعبًا، سُرعان ماتهدأُ نفسُكَ مُتَقبِلةً لِلحرقِ الذي يُشعِرُكَ بهِ النَزيف، تَتَقبَلُ ألمها حينَ يَحرِقُكَ الهواءُ مُختَرقًا جلدك

رائحةُ الحديد، رائحة الدمِ الغريبة حينها تختفي، تَظهرُ تجاعيدُ البسمةِ على جانبي الوجهِ

فقط حينها، الألم لم يعُد انذارًا لِتنبيهكَ بِالخطر، عادَ رَغبةً لِتَقليلِ توترِ الخطر

فقط حينها، الألم لم يعُد انذارًا لِتنبيهكَ بِالخطر، عادَ رَغبةً لِتَقليلِ توترِ الخطر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
𝒘𝒆𝒊𝒓𝒅 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن