دم (2)

52 3 12
                                    

تَجُرُنا الأفكارُ شيءً فَ شيء
تَستَنشِقُ الرِمال فَتُخرِجُ أنفاسكَ مُختلطةً بِالدم
لِتَزفُرَها مُنهكًا، متَهكِمًا بِما يحصلُ حولكَ

علّ الكونَ سَرى بِالبَهجة، ما أعرفهُ اني لستُ بِقادرًا على السروجِ بِخيل
لِذا، أُزيفُ تعابيرَ وَجهي، أنكِرُ نفسي لأندَمِجَ بِحياطينِهُم المِثالية، فَهيَ دومًا أفضـ-

"أفضل؟ وما أدراكَ أنها افضل؟ أ لأنها تشيعُ بينَ كثيري المديح، ام لأنها تُداعَبُ عيناكَ أكثر؟"

أفضل؟ ماهوَ الأفضل فعلًا؟
أهوَ ماترتاحُ لهُ نفسُكَ، ام ما يظنُهُ بقية العامةِ أفضل؟

«اتُريدُ رأيي؟»
فزعتُ يرجِعُ جَسدي لِلخلفِ! حينما قاطَعَ صفاء رَبيعي دُخول ذاك الفوضوي، ذاتهُ، فتى المَكتبة

«اعوذ بالله من الشيطان الرجيم! ألم تَعلَق مع الشياطين؟» قُلتُ أضعُ يدي فوقَ قلبي أقيسُ نبضاته
الدَمُ ماعاد يصلُ لهُ! تاللهِ ليَقعَ قلبي

أصدَر ثغرهُ ضِحكات معدودة، ألم يُلاحِظ ذُعري؟ ام أن الضَحكَ هي طريقتهُ لِتقليل التوَتُر؟ لانها جديًا غيرُ نافعة

«ما مَقصدُك بِهذا؟»
«لا يُفزِعُ الناسَ سوى شيطانًا.»

آمال برأسهِ، تضيّقُ عيناه بينما يبتَسِمُ مُظهرًا أسنانهُ
«لم يُفزِعني سوى البشرِ طيّلة حياتي، أُقتِبِسَ الشيطانُ من صِنعِ يدنا، ليرمّي البشرُ بِقذاراتِهِم عليهِ
قائلينَ "هذا من عملِ الشيطان" بينما الشيطانُ بريئٌ كُلُ ذنبهِ ان البَشرَ ضعيفين النُفوس»

توَسعَ بؤبؤ عيناي حُبًا، حينَ رأيتهُ يتَحدَثُ بِما سارَ خاطري وجَذَب ما بقيَ لدي من إهتمامً بِهذهِ الدُنيا
«ألا يُذَكِرُك الأمر بِقصة حواء وادم؟ كُل ما فعلتهُ حواء هو إخبارُ ادم بأكلِ التُفاحة، بينما ادم كالاحمقِ نَفذَ ما شَرطت بهِ، لَكِن الألهة غَضبَ على كُلِ مَخلوقًا أُنثوي، فَغدى يُعاقِبُ النساء بِالحمل تاركًا الرِجال يُفلتِون بِجرائِمهم بسبب بُنية أجسادِهُم القوية!»

إنتَحبَ يَنظُرُ حوله، يُفَكِرُ فيما قد يقولهُ لي تاليًا
«اليسَت الطبيعة ظالمة أحيانًا؟»

نَهضتُ، أقابِلهُ بِنصفِ إبتِسامة لا تُظهِرُ من أسنانيَ شيءً
«اوه.. اجل، ظالِمةٌ لِلغاية!»

----

وَضعَ قلبهُ في عُلبةً زُجاجيةً مُتَوسطةِ الحَجمِ
ينظُرُ لِلجثة أمامه، عاريٌ واحشائهُ في المكان مُتَبَعثِرة

إبتَسم يُقَرفِصُ امامه، يتَلمُس بيديه مِعدتهُ العاريةُ من الجِلد، حيثُ فُصِلَ جِلدهُ عن جَسده
وضعَ يديه على خدهِ، ينظُرُ بِحُب لِلميت أمامه

𝒘𝒆𝒊𝒓𝒅 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن