الى اللِقاء، نوري!

16 1 0
                                    

ها أنا ذا، أكتُبُ رسالةَ الوداعِ لِشخصٍ طالما عشقتهُ
وقعتُ في هيامهِ تائِهًا، وياللحُبِ للضياعِ أن صاحبَ ثغرهُ
مشيتُ في ارجاءِ غابةِ الولعِ

وياللروعةِ ما رأيتُهُ، كأنَ أيدي الخالِقِ تلونّت بالسماء
كأنَ الأشجار تجَسدت بأرواحٍ
كأنَني بُعثتُ من جديد

لَكن.. ماعادَ بِمقدرتي المُحاولة، لستُ بِمُدركٍ عن ما أذا كان خطأيَ او خطأهُ، لَكِننا أنتهينا الأن.

أشعرُ بِتخبطٍ يبتَلِعُ أجزائي
قلبي يصرخُ مُطالِبًا بهِ، ومِعدتي تتقلبُ كأنَ سائِلٍ من الندمِ والفقدِ يجري بها

أقدامي ترتجفُ، لا أقدِرُ على الحركة
كأنَ جسدي تسري بهُ رعشةٌ لا تَرحمُني

أرسلتُ الرِسالة، وآلهي ما الذي أرسلتهُ؟
شهيقًا من الرملِ دخلَ لِصدري، بالكادِ يسعُ الهواءُ داخِلَ احشائي، زفيرٌ من الدمِ غادَرَ ثغري

كأنَني اتقيئُ دمي!

وقعَ الهاتِفُ يُغادِرُ يدي، انا لازلتُ أرتَجف

"اهدئ، اهدئ يا رَجُل، ما من فائِدةٍ تُرجى من التَرجي، وما من رغبةٍ تملئُني للتَقبُل، خُذ نفسًا عميقًا.. او لا تأخُذ أيةَ أنفاسٍ، أُنظُر حولَكَ، الأنهيارُ ما هوَ سوا مضيعةٌ للوقت.. أتسمَعُني؟! اهدئ!"

نظرتُ للمرأةِ أُركزُ النظرَ في وجهي
شعري قد طال.. وعلى ما يبدو فقد طالَ شاربي كذَلِك
أبدو كَمُشردٍ

تلمستُ ذقَني، أنقُلُ يدي بِرويةٍ لِخدي، أهذا أنا فعلًا؟
ما الذي قد دهاني؟

شيءٌ ما غيرُ صحيحٍ، شيءٌ ما يعبثُ بي
شددتُ على قبضتي أُحاول تهدئةَ أرتِجافِها
هذا غيرُ نافعٍ

كأنَني في ذاتِ الغُرفةِ الصغيرةِ مُحتجزٌ
كأن والدي لا زالَ يضرِبُني بالسوط كما كُنتُ أخشى

ما بالُك؟ أتخالُ ما تراهُ واقعًا؟ أنتَ في السادسةِ والعشرين! أستيقِظ..

صفعتُ خدي بِخفةٍ، وغسلتُ وجهي بِفوضويةٍ عارِمة
انا في حُلمٍ.. كابوسٍ على ما يبدو وعلّيَ أن أصحو

يجدُرُ بيَ أن أصحو!

والصحوةُ من الحُلمِ لا تكمُنُ سوا بالموت
الموت؟ أجل، رُبما قُدِرَ ليَ الموتُ منذُ مولدي

أكُنتُ أُضيعُ وقتي؟ أانا أهذي؟

حدقتُ بالمرآةِ لِفترةٍ أطول، شيءٌ ما خاطئ
هذا ليسَ أنا

هذا لا يبدو كمِثلي، هذا ليسَ من أراهُ داخِلَ عقلي
هذا ليسَ أنا، من في المرآةِ يكذِبُ علي

هو يحاوِلُ الأحتيال، هو يرمُقني بأستهزاءٍ الآن وهو بالتأكيد يظُنُني مجنونًا

أنا لستُ هوَ، هوَ ليسَ أنا
أنا يجدُرُ بي قتلُ هذا الجسدِ الفارِغ

كسرتُ بِقبضَتي زُجاجَ المرآةِ أمامي
تتساقطُ قُطع الزُجاجِ كسيلٍ من المطرِ

يدي لا زالت ترتَجف، وحينَ حاولتُ ألتِقاطَ أحدِ القُطعِ تمزَقَ باطِنُ يدي

أبتَلعت، خطوةٌ أقربُ للجحيم، أليسَ كذَلِك؟

وحينَ وددتُ غرسَ تلكَ القُطعةِ في صدري
أعتَرضَ كامِلُ جسدي يأبى ما أهواه

أُريدُ ان تُزينَني الجُروح، لا أن أموتَ بِجُرحٍ واحدٍ
نفذتُ طلبَ جوارِحي، وبدأتُ بِرَسمِ تلكَ الندوبِ على كامِلِ يداي

وحينَ حانَ دورُ رَقبتي، فوجئتُ بِشخصٍ يكسرُ الباب
شخصٍ؟ هؤلاءُ مجموعةُ أشخاصٍ

شددتُ على قُطعةِ الزُجاجِ في يدي، أحتَفِظُ بِها وهيَ تغرَقُ بِدمائي

كُلُ ما أراهُ هو أعينٌ مُتوسِعة، وصوتٌ مُشوشٌ يصرخُ
"وجدناه!"

وجدناه؟ وجدنا من؟
رمشتُ مراتٍ مُتعددة، سقطت الزُجاجةُ من بينِ يدي، وحينَ أختلَستُ النظرَ للأرضِ وجدتُها غارِقةٍ بِدمي

"أوقف ما تفعلهُ، أيريس"

أيريس؟ من أيريس؟ لم أسمع بأسمٍ كهذا سابقًا!

أردتُ النطقَ ببنتِ شفة، لَكن حنجَرتي تأبى الحراك، كأنَ هُنالِك من يضغطُ على عظامي من الداخِل

كأنَ هُناكِ من يلُفُ حبلًا من السلكِ الكهربائي خارِسًا بهِ ثغري

وقعتُ على الأرض، رُكبتاي تأخذُ نصيبها من الجروحِ كذَلِك، رأسي يدور ولا يسَعُني الحراك

كأنني مُغطى بسائلٍ حامِضًا وجَسدي بأكملهِ مجروح

أخرُ ما أتذكرهُ هو صوتُ بقيةِ الاشخاصِ يدخلونَ لِقوقعتي، وصوتُ أرتِطامِ رأسي بالأرض

الرواية فوضوية، هذا شي يثبت فوضوية أفكاريالمُهم هذا الشخص مو اول مرة يظهر، ظهر سابقًاأحزرا من كان؟

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الرواية فوضوية، هذا شي يثبت فوضوية أفكاري
المُهم هذا الشخص مو اول مرة يظهر، ظهر سابقًا
أحزرا من كان؟












كان أمين! (الي ببارت خورنتنان)

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝒘𝒆𝒊𝒓𝒅 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن