_ادخلي برجلك اليمين يا عروسة
رفعت الفستان ودخلت وأنا ببص على شقة، شكلها حلو دي مبهرة، فوقت من سرحاني على صوته:
_عايزك تفهمي حاجة
قاطعته:
_لأ أنتَ اللي لازم تفهم أني لا عايزاك ولا ريداك وأظنك عارف الظروف اللي السبب في ده كله، فأحنا هنتعامل كأخوات مش أصحاب حتى
كملت كلام وأنا بشاور على الكنبة:
_ولأن أوضة الأطفال شكلها متعملتش؛ فنومتك هتبقى هنا رأفة مني واحدة غيري كانت قالتلك تنام برا الشقة أصلًا واللهِ المفروض تحمد ربنا يا زين على أنه أداك زوجة حنينة زي
أتكلم بأستنكار وهو بيمسك دراعي:
_زوجة حنينة! وبعدين بتحكمي على أساس إيه مش يمكن أكون وافقت عشان بحبك وعايزك
_وأنتَ فاكرني هوافق بيك! يبقى هتعيش في سباق وهمي طول عمرك يا هندسة
سحبت دراعي منه ودخلت جبتله كبرتاية وحدفتها عليه وغمزتله:
_مُبارك عليك الجوازة يا هندسة
_________________________
_أنتَ إيه يا أخي معندكش من الأحمر زينا
شاور على نفسه بأستنكار:
_أنا بردو! أومال أنتِ تبقى إيه بقى؟ ريبوت!
اتكلمت بصوت عالي وعصبية شديدة كنت فاقدة كل ذرة عقل جوايا:
_امشي يا زين أمشي أطلع من حياتي مش عايزك مش عايزة حد أنا عايزة أبقى لوحدي عايزة أعيش وأموت مع نفسي
بصلي بلوم وكسرة نظرة عمري ما انسها ولا عمرها هتتمسح من دماغي، وأخد المفتاح وقفل باب الشقة وراه
مر على جوازنا حوالي ٦ شهور كُل حاجة بدأت تبقى كويسة بدأت افرح من تاني بس هو رجع تاني راجع يبوظ حياتي من تاني
اتصلت على زين لقيت تليفونه مقفول رزعت التليفون وقومت أروق الشقة يمكن أفكاري تهدى شوية بدأت بالصالة وبعدها المطبخ وأوضتي وخرجت هدوم عشان أخد شاور بعد ما اعمل أوضة زين -أوضة الأطفال بعد ما خلصت- ، دخلت أوضته كالعادة متبهدلة بس هستنى منه إيه ده يقول للفوضى قومي وأنا اقعد مكانك، روقت الأوضة كلها وكان متبقى الدولاب بدأت اعمله ولفت نظري نوت بوك فتحتها مش أنا مراته وهو جوزي زي ما بيقول يبقى مفيش أسرار بينا أينعم أنا قيلاله محدش يتدخل في حياة حد بس مش مهم، فتحت المذكرة ولقيت مكتوب
"دليلنا في التعامل مع ست الحسن والجمال ويمكن تحن أو تحب"
ابتسمت وأفتكرت كل حاجة حصلت من أول يوم والموقف بتاع كل خطوة.
___________
_طب إيه مش هنفطر الساعة واحدة
اتكلمت بتوهان:
_أنت مين وإيه اللي جابك هنا.. يلاهوي زين أنت بتعمل إيه ... إي دا ده مش بيتي
_صباح الخير بليل فرحنا كان أمبارح
بدأت افوق واستوعب اللي بيحصل:
_أنت اتجننت ازاي تدخل عليا وأنا نايمة
_أولًا أنا عاقل ويمكن أكتر منك بمراحل لو في مجنون هنا فهو أنتِ، ثانيًا البيت ده بيتي أنا مش معنى أنك مراتي فهو ملكك بس، ثالثًا أنا بقالي سنة بخبط وحضرتك مش بتصحي فاكرة نفسك من أهل الكهف، رابعًا أهلى جاين فحضري الفطار عقبال ما يجوا
_عويل كمان!
رفع حاجبه:
_إيه!
_بقول اللي بيعتمد على أنسان غيره عويل
_الحمدلله أنا مش كدا أنا بعتمد على مراتي اللي هي أنا يعني
_أنا وأنتَ عمرنا ما هنكون واحد يازين
_هنشوف الكلام ده بعدين يا قلب زين
حدفته بالمخدة :
_اطلع برة يلا
خرج وهو بيدندن بني آدم مستفز
قومت دخلت الحمام أخدت شاور وحضرتله الفطار:
_الأكل عندك في المطبخ حاجة تاني؟
_مش هتاكلي
_لأ مليش نفس ومش بحب أفطر اصلًا
فطر وأهله جم كنت بغسل المواعين لقيت طنط دخلت عليا المطبخ
_عايزاكِ في كلمتين يا هاجر
سحبتلها كرسي تقعد عليه وقعدت جنبها وابتسمتلها:
_أكيد يا طنط
_أنا عارفة أصلك كويس يابنتي وعارفة مش أنتِ اللي اوصيكِ على ابني زين، هو آهه عصبي ودماغه ناشفة بس واللهِ طيب وابن حلال أنا عارفة أن ظروف جوازكم مش أحسن حاجة ومفيش واحدة بتتمنى أن ابنها يتجوز بالأسلوب ده بس لولا أني بحبك كان زماني رافضة، اسمعي مني الكلمتين دول تكسبي زين عيل أهبل سهل تكسبيه واللهِ
_عارفة يا طنط مشكلتكم إيه؟ فاكرني عيلة الكلمتين دول هيهدوني عايزاني اتعامل مع زين عادي ازاي وهو مش راضي علفكرة أنا سمعته وهو بيكلمك أمبارح لما كنتِ معايا في الأوضة قبل الفرح وجالك برا و أنا مقدرة موقفه معايا والشهامة اللي اتعامل بيها معايا بس هو مش راضي.. مش راضي أني مش متعلمة وهو المهندس زين بيحسسني أن أنا اللي طلبت أكون جاهلة، يمكن أمي الله يرحمها لو كانت موجودة كنت بقيت زي ما هو نفسه
كملت وأنا بحاول أكتم دموعي:
_بس الذنب مش ذنبي أن هي سابت الدنيا وسابتني لوحدي مع أبويا
خدتني في حضنها:
_اعتبريني من أنهاردة أنا أمك يا نن عيوني
_حاضر
_اقولك سر يا هاجر؟ زين طيب وحنين آهه بس مش متربي أصل أنا وأبوه كسلنا فربيه أنتِ بقى
ابتسمتلها:
_من عيوني أنا نقطة ضعفي التربية
خرجنا من المطبخ سوى وبعدها مشيوا؛ عشان يسافروا وطلعت على السطح اتمشى على السور لما الدنيا بتيجي عليا بعمل كدا عشان احس أحساس الطير الحر أحساس أني طايرة في السما مفيش حاجة منعاني من الحرية والهوا بيخبط في وشي بكل اريحية قطع أفكاري صوت زين وهو بيزعق:
_أنتِ مجنـ ـونة
_مجنونة!
_آهه عايزة تنتـ ـحري! تموتي كافـ ـرة ليه يعني لكل ده
_امـ ـوت كافـ ـرة! إيه الأفورة دي أنا بتمشى عادي بعمل كدا لما ببقى عايزة اريح دماغي
_ومش خايفة!
فردت درعاتي وكملت ماشي على السور:
_وأخاف ليه!
_عشان ده خطر وتهور
_ الدنيا كلها خطورة، ولو التهور هيحسسني بالحرية معنديش مشكلة
_أنتِ مجـ ـنونة بجد
_الجنان هو أنك تحكم على حاجة من غير ما تجربها
_طب ما أنتِ حكمتي عليا من غير ما تجربيني، يعني مجنونة
نزلت من على السور وقربت منه:
_مظنش أن في جنان أكتر من اللي أحنا فيه يا زين
مشيت وسيبته وهو أتكلم بصوت عالي:
_مش أنتِ بتقولي التهور حلو أنا بقى هثبتلك أن الجنان حلو بردو ومبقاش زين الشافعي لو موقعتيش في حبي
مشيت وسيبته وأنا بضحك فاكرها بالسهولة دي هو!
