الحدوتة السادسة

124 15 0
                                    

_أنا أطلقت
كُنت بتكلم بفرحة وسعادة، فرحة كدا تشبه فرحة الطير الحر اللي صاحبه فتح القفص بتاعه وقاله طير براحتك في الجو وعيش حياتك أنتَ.. أنتَ خلاص بقيت حُر، فرحة تشبه الرقيق زمان لما عرفوا أن في دين جديد بيأمر بحريتهم
قاطع أفكاري وفرحتي صوت زعيقها:
_يعني إيه أطلقتي، يعني أنتِ خلاص بقيتِ مطلقة هودي وشي فين من الناس منك لله يا شيخة
مني لله! مني لله عشان أطلقت منه أطلقت من أسوأ حد قابلته في حياتي، أطلقت من أكتر إنسان تعبني في حياتي وبعد ده كله مني لله أنا
_إيه مش بتردي ليه، طبعًا ما أنتِ عارفة أنك غلطانة، ياريتني ما خلفتك يا بعيدة وكُنتِ ولد على الأقل مكنتش هبقى شايلة هم أنه مطلق، لسة مكملة سنة جواز من شهرين بس وابنك لسة عنده شهريـ....
قاطع زعقها صوت عياط أدهم؛ اللي صحي بسبب صوت زعيقها، روحت شيلته من على الكنبة وحطيته على كتفي وأنا بحاول أهديه وأنايمه :
_عجبك كدا يا ماما أهو أدهم صحي بسببك وهو بينام بالعافية
_أنتِ جايبة البرود ده منين، أنتِ بقيتِ مطلقة
اتكلمت ببرود:
_وفيها إيه يعني هو أنا قولتلك أني بقيت بشتغل رقاصة!
_ أقسم بالله يا هاجر لو ما اتعدلتي لأعدلك أنا بطريقتي
_حاضر يا ماما، ممكن بقى توطي صوتك عشان أدهم يعرف ينام
اتكلمت بتأثر:
_يا حبيبتي ومدام أنتِ حنينة أوي كدا اطلقتي ليه وبعدتي ابنك عن أبوه ليه وهو عنده يادوب شهرين
زعقت فيها واتكلمت بصوت عالي:
_بس بقى حرام عليكِ
أدهم اتنفض على زعيقي وفضل يعيط وفي نفس الوقت كان الباب بيخبط، مشيت وسيبتها عشان أفتح الباب وفي نفس الوقت كُنت بحاول أهدي أدهم، فتحت الباب لقيت عمتو في وشي دخلتها وسابت الباب مفتوح:
_في إيه يا هاجر، صوتكم عالي أوي وجايب أخر الشارع، وأدهم حبيبي بيعيط كدا ليه
_بيعبط بسبب أمه
كانت ماما اللي بتكلم فردت عليها عمتو:
_كفالله الشر في إيه؟
_في أنها اطلقت يا أحلام الطلقة التانية
رقعت عمتو زغروطة وشالت أدهم من على كتفي وحطته على الكنبة وقامت حضنتني :
_أخيرًا يا حبيبي مُبارك يا قلب عمتو مُبارك
ضحكت على رد فعلها، واللهِ الواحد ماليه غير عمتو، وماما بصتلتا أحنا الأتنين بإستحقار:
_أنتِ فرحانة يا أحلام هلاقيها منك ولا من بنت أخوكي
_طبعًا فرحانة مش عارفة أنتِ كُنتِ طالعة بأنور ده السما كدا ليه، يا نهار أبيض أنا نسيت زين واقف برة
جريت تجيب زين، زين هي قالت زين صح! يا ترى بقى شكله عامل ازاي، يا ترى اتغير أكيد اتغير دول سنتين فُراق كاملين قادرين يغيروا إي حد
_شيلي الأوهام اللي في دماغك واعقلي، زين كان قايل أنه مش هينزل غير لو في واحدة حبها وعايز يتجوزها فوقي لنفسك يا هاجر وركزي مع بيتك وابنك وجوزك يا ضنايا
ابتسمت بوجع ورديت عليها الرد بتاع كل مرة:
حاضر يا ماما
_السلام عليكم
كان صوت زين بصتله بسرعة ملامحه متغيرتش لسة هو هو زين الملامح اللي قادرة ترد ليا الروح من تاني، بس باين أنه خاسس ووشه بهتان، وكمان في تحت عيونه سواد فوقت من سرحاني فيه على صوت عمتو، وخدت باللي أني فضلت سرحانة فيه مدة كبيرة فاستغفرت ربنا:
_سرحتي في إيه يا هاجر؟ أوعي تكونى سرحانة في اللي أنور عمله؟
_حصل إيه يا ماما
_الندل طلقها
بصلي بسرعة واتكلم بدهشة وجمود:
_طلقك ليه؟
_كنا بنتخانق زي كُل يوم عادي لقيتها هبت منه ورمى اليمين قدام الجيران وطلقني تاني
اتكلم باستغراب:
_تاني ازاي يعني؟!
_ايوا ما هو كان طلقني قبل كدا من ٤شهور باين وردني بعدها بأسبوع من غير حتى ما يسألني
_هو أخدها لعبة ولا إيه هو فاكر أن معندكيش راجل يقفلك في ظهرك
كان بيتكلم بصوت عالي وأدهم قعد يعيط للمرة اللي معرفش عددها، روحت حطيته على كتفي وقعدت على الكنبة بنفاذ صبر:
_يا جدعان بقى صوتكم مش كل شوية أدهم يعيط بسببه اقسم بالله أنا تعبت، وبعدين أنتَ بتزعق ليه مش أنتَ اللي مشيت وسبتنا كُلنا مع أنك عارف أنك الراجل الوحيد لينا من بعد بابا الله يرحمه، ده حتى أنور مشافكش؛ طبيعي هيعرف أن مفيش راجل في ظهرنا وهيسوأ فيها ، جاي دلوقتي تعيب عليه وعلينا راجع نفسك الأول يا زين
مشيت وسبتهم ورزعت الباب وريا، حطيت أدهم على السرير وغيرت هدومي وبدأت اسرح فاللي حصل:
_شوفتي عمتك بتقولي إيه يا هاجر؟ قال إيه زين هيسافر وهيشتغل في دبي واحد صاحبه جابله عقد عمل هناك
اتنفضت من مكاني بخضة:
_يعني إيه هيسافر يا ماما طب وأحنا طب وأنا
_عشان لما أقول أنك عبيـ.ـطة تصدقيني، أنتِ بقى كُنتِ فاكرة لما يعرف أنك وافقتي على أنور هيعترض بقى ويجي يطلب أيدك وتعيشوا في تبات ونبات، بالله عليكِ اطلعي من جو الرويات والحواديت ده وأنزلي معانا على أرض الواقع، ده الواد ما صدق أنك هتتخطبي وقال يلا يا نفسي وهيمشي من هنا
_لأ يا ماما أكيد أنتِ فاهمة غلط أنا رايحاله
لبست الأسدال ورحت خبطت على عمتو وكان زين اللي فتحلي، حاولت أهدي في نفسي واتكلم بنبرة عادية:
_في إيه يا بنتي؟
_ماما بتقولي أنك هتسافر دبي وتشتغل هناك هو الكلام ده صح؟
_ايوا أن شاء الله
_طب وأنا اقصد وأحنا وعمتو
_ماما معندهاش مشكلة يا هاجر، وأنتِ خلاص هتتخطبي كمان أسبوعين يعني بقيتي مسؤلة من راجل تاني وهيخلي باله منك ومن مامتك وأنا أصلا اللي كان مانعني من السفر أنتوا فخلاص بقى
اتكلمت بجمود:
_آهه فعلًا معاك حق، على كدا هتسافر أمتى؟
_على أول الأسبوع الجاي أن شاء الله
_يعني مش هتحضر الخطوبة؟ في حد مش بيحضر خطوبة أخته يا زين؟ ده حتى لما كنا بنجيب سيرة المواضيع دي كُنت بتفضل تقول أنك أهم واحد ولازم أنتَ اللي تحضر نسيت كل ده!
_كان على عيني واللهِ يا هاجر بس التذكرة اتحجزت خلاص وشرط أني لازم أكون هناك الأسبوع الجاي
_حصل خير ربنا يوفقك يا زين
فوقت من الذكريات وبصيت لأدهم يمكن يكون أدهم أحسن حاجة حصلتلي من السنتين دول، لأ مش يمكن ده أكيد أن أدهم هو أحسن حاجة حصلتلي حبيب قلب ماما الحاجة الوحيدة اللي بتهون عليا كتير ويمكن تكون الحاجة اللي خلتني استحمل أنور وقر.فه
_______________
فات شهر كُنت حابسة نفسي في الأوضة؛ مش عايزة أخرح منها، أصل هخرج منها ليه؟ عشان اسمع تقطيم ماما ليا وأني قد إيه بقيت عار على المجتمع لمجرد أني بقيت مطلقة، طب أنا ذنبي إيه أن حياتي معاه فشلت! ده غير زين أنا مش فاهمة إيه اللي رجعه أنا مصدقت أني طلعته من دماغي بمجرد ما مشي واتخطبت لأنور جاي يحتل حياتي من تاني ليه، ويفتح في القديم من تاني ليه

حواديت هاجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن