الحدوتة الخامسة

125 15 0
                                    

-مساء الخير
مسحت الدمعة اللي كانت هتنزل مني واتكلمت بحدة:
-حضرتك عايز حاجة؟
-أنتِ بخير؟
قومت من على الشط وبصتله ملامحه مكانتش باينة أوي بسبب الضلمة
-وأنتَ مالك بيا أصلًا
-ممكن تهدي أنا أسف على تطفولي، بس أنا ملاحظ أنك قاعدة كدا من الصبح وسرحانة وقبل كدا كنتِ هتعيطي، في حاجة اقدر أساعدك بيها؟
اتكلمت وأنا حاسة نفسي تايهة ومعرفش حاجة من حوليا:
-أنا مش عارفة أنا أبقى مين
-يعني إيه مش عارفة تبقي مين!
اتكلمت وانا بحاول أمنع نفسي من العياط:
-معرفش..معرفش أنا كل اللي فاكره أني لقيت نفسي عند محطة القطر، والناس هناك قالولي أنهم لقوني واقعة على الأرض، ومش معايا حاجة حتى غير شنطة الهدوم دي  وفضلت أمشي لحد ما رجلي جابتني على هنا
-طب أنتِ مش فاكرة حاجة خالص ولا حتى اسمك
ضحكت بسخرية:
-بقولك مش عارفة حتى أنا ابقي مين هعرف اسمي ازاي
-أنتِ مش معاكِ شنطة صح؟
-لما الناس فوقوني أدوني شنطة الهدوم دي وقالوا أنها بتاعتي
-طب ما يمكن يطلع فيها حاجة دورتي فيها ولا لأ
-بصيت فيها مفيهاش غير هدوم
-طب هتعملي إيه؟
أتنهدت بحزن وأنا شايلة هم اللي جاي ومعرفش الدنيا ناوية معايا على إيه :
-معرفش
-طب تعالي معايا أنا هتصرف
-أجي معاك فين؟
-البيت
أتخضيت منه ورجعت لورا واتكلمت بعصبية:
-أنا آه يمكن مش فاكرة أنا مين بس مش عبيطة أمشي بدل ما أصوت وألم الناس علينا
-أنا أسف يمكن التعبير خاني وأنتِ فهمتني غلط بس اللي أنا أقصده أنك هتيجي البيت معايا، و
قاطعت كلامه :
- لا ده أنتَ مجنو.ن رسمي
اتكلم بنفاذ صبر:
-ابوس أيدك أديني فرصة أكمل كلامي أنا والدتي عايشة في البيت هسيبك تقعدي معاها يعني ما تقلقيش
-إيه شغل ماما تعبانة في البيت وتعالي شوفيها ده! وبعدين أنا إيه اللي يخليني أضمنك وليه أصلًا تساعدني
-اللي يخليكِ تضمنيني مثلًا إني واقف معاكِ بحاول أساعدك وأفهم مالك وبساعدك ليه سبب كفاية أني شايفك هنا من قبل المغرب والساعة داخلة على ١١ ونص وأنا أكيد اتمنى أن اختي أو مراتي وبنتي مستقبلًا أو إي حد من أهل بيتي في الموقف ده هتمنى أن حد يساعدهم فبعمل كدة عشانهم وعلى العموم أنا هخليكِ تكلمي ولدتي عشان تصدقيني وده طبعًا من حقك
فضلت بصاله وهو طلع الفون ورن على مامته يكلمها ولما ردت فتح الأسبيكر
-ألو يا ماما
-أيوا يا زين يا حبيبي في حاجة
-ماما لو سمحتي حضري أوضة زينة
-هو في حد هيجي معاك ولا إيه؟
-آه هفهمك كل حاجة لما ارجع
-ماشي يا زين
-محتاجة حاجة أجبها وأنا جاي
-لا يا حبيبي ترجع بالسلامة بس
قفل معاها وبص نحيتي
-أتطمنتِ خلاص؟
هزيت راسي بإيجاب:
-بس هي مامتك وأختك مش هيضايقوا
-لا متقلقيش ماما وزينة مستحيل يضايقوا
روحنا ركبنا العربية بتاعته وبعد ربع ساعة وصلنا البيت عنده وطلع المفتاح وفتح الباب، وأنا فضلت واقفة برة بعيد لقيته بيتفتح النور وبيقولي بأبتسامة هادية:
-اتفضلي خشي واقفة بعيد لية؟
دخلت بهدوء لقيت ست كبيرة بتقرب علينا باين عليها أنها في أواخر الأربعينات وباين عليها الوقار والشدة، وفي نفس الوقت الحنية ازاي معرفش
قطع أفكاري صوت مامت زين:
-مين دي يا زين أنتَ اتجوزت من ورنا؟
زين ابتسم بيأس وهو بيمسح وشه
-اتجوز من وراكوا ازاي بس يا ماما دخليها أوضة زينة وأنا هفهمك كل حاجة
هزت راسها بيأس وهي بتبص لينا بشك أحنا الاتنين
- تعالي وريا يا..صحيح اسمك إيه
أتنهدت بحزن:
-معرفش واللهِ يا طنط
-متعرفيش ازاي هو في حد ميعرفش اسمه؟
كملت كلامها وهي بتبص لزين :
-أنا مش فاهمة مين دي وإيه اللي هي بتقوله ده!
-قولتلك ياماما دخليها وأنا هفهمك كل حاجة
دخلت الأوضة معاها تحت نظارات الشك والأستغراب منها، وقعدت علي السرير وفضلت أبص السقف، وقاعدة بحاول أفتكر أي حاجة تخصني، وبعد تقريبا ربع ساعة من محاولاتِ لعصر دماغي عشان أفتكر إي حاجة لقيت الباب بيخبط ومامت زين بتستأذن أنها تدخل، فقومت فتحت ليها الباب لأني كنت قافلة على نفسي من جوا بالمفتاح؛ تحسبًا لأى حركة غدر منهم، وأول ما فتحت الباب لقيت مامت زين بتحضني وهي بتعيط:
-حقك عليا يا بنتِ علي معملتي معاكِ أنا بس مكنتش فاهمة فيه إيه
-ولا يهمك يا طنط محصلش حاجة لكل ده
-خلاص بقى يا ماما، المهم أنا هروح عند خالتو دلوقتي
كمل كلام وهو بيبصلي:
-لو أفتكارتي إي حاجة أبقي عرفني عشان نحاول نوصل لأهلك تمام؟
هزيت راسي ليه بأيجاب:
-سؤال بس، هو أنت هتبات برة بيتكم بسببي؟
-أكيد مش هبات هنا وأنتِ موجودة وعشان تاخدي راحتك كمان
-بس أنا كدا متقلة عليكم جامد بص أنا ممكن أروح أي فندق وأنا هعرف اتصرف
-يا بنتِ تتصرفي ازاي وبعدين أنتِ مش متقلة علينا ولا حاجة هو كدا كدا زين ما بيصدق يروح يبات عند خالته رشا
-بس أنا مش عايزة...
قاطع كلامي:
-خلاص بقى مش عايز كلام ونامي كويس عشان أنا صاحبي دكتور وهنروح ليه بكرة ان شاء الله
-آه نامي وأنا برة لو أحتاجتي حاجة هتلقيني البيت بيتك يا حبيبتي
مشي زين وأنا قفلت على نفسي باب الأوضة ماشي هم ناس كويسة، بس مش ممكن يكونوا عصـ.ـابة وبيمثلوا كُل شيء جايز عادي، غيرت هدومي ولبست بيجامة وفوقيها الأسدال اللي كان في شنطتي، حاولت أنام ومعرفتش والأوفر ثينكنج مسابنيش في حالي فضلت طول الليل أفكر أنا مين، وأهلي فين، وعاملين إيه من غيري، وإيه اللي وداني عند محطة القطر معقول أكون مش من أسكندرية أصلًا! مية فكرة وسؤال كانوا بيدورا في دماغي لحد مالقيت الفجر بيأذن ردّت ورا الأذان وخرجت برا الأوضة وفضلت أدور على الحمام عشان أصلي
_بدوري على حاجة يا حبيبتي
لقيت طنط مامت زين بتكلم وكانت قاعدة على الصالون
_إيه ده هو حضرتك صاحية؟
_آه يا حبيبي بصحى أصلي، وأرجع أنام تاني أنتِ شكلك منمنيش صح؟
_بصراحة آه؛ دماغي مش راضية تسبني في حالي وكل شوية يجي في بالي بدل الفكرة مليون لدرجة أني صدعت
مش عارفة حكيت ليها ليه يمكن عشان حسيت بالراحة ليها وعشان كنت عايزة احكي
..احكي وأفضي شوية أفكار من اللي جوا دماغي
_طب قومي صلي وتعالي هعملك حاجة تريحك وتنيمك، المصلية عندك أهي أدخلي صلي في الأوضة وخدي راحتك في الكلام مع ربنا وأنا هجيلك كمان عشر دقايق، دخلت الأوضة وفرشت المصلية وبدأت الصلاة
يارب أنت عالم بحالي
يارب أنا خايفة
يارب أنا مش خايفة أنا مرعوبة
يارب أنا مش عارفة أنا مين أنا حاسة أني تايهة
يارب ساعدني
يارب أنا عارفة أن ده أكيد خير ليا بس أنا تعبانة
مع كل دعوة كانت دموعي بتنزل خلصت صلاة ورجعت عيدتها من تاني لأن العياط -اللي مش خشوع- بيفسد الصلاة
_خلصتي يا حبيبي
_آه أتفضلي يا طنط
_تعالي بقى نامي على حجري وأقلعي طرحة الأسدال دي؛ كدا كدا زين هيجي بكرة
_أنام على حجرك!
_ايوا يا بنت يلا متخفيش مش هأكلك أنا
_بس..
ومدتنيش فرصة أتكلم وكانت بتشديد من أيدي ونايمتني على حجرها، كنت أقدر أقوامها عادي بس سبت نفسي ليها
_أول حاجة هعملها أني هرقيكِ صدقيني هتبقي بعدها حاجة تانية خالص
بدأت تريقيني وفعلًا بدأت احس بالراحة بدأت احس أن في حجر بيتشال من على قلبي مع كل كلمة بتقولها بدأت احس أني شبه متطمنة، لا أنا فعلًا متطمنة
_أرتاحتي؟
هزيت راسي ليها بآه :
_دلوقتي هعمل ليكِ الحركة المفضلة عند زين مكنش بينام غير بيها لو هو تعبان تقريبًا مفيش حد أتعملت ليه الحركة دي ومانمش
_حركة إيه؟
_هدلك راسك بزيت اللافندر
بدأت تدليك رأسي بزيت اللافندر ومن بعدها وأنا محستش بحاجة

حواديت هاجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن