الحدوتة ال١٥

85 12 0
                                    

شاورت على الشرابات اللي مترمية على الأرض وبصتله:
_إيه ده!
ابتسم ببراءة:
_شرابات
_وحياة أمك!
قام لمها وحطها في مكانها:
_خلاص بقى متبقيش قموصة
اتكلمت بصوت عالي:
_أنا قموصة! يعني مش طالع عيني في التنظيف والمسح والغسيل والطبيخ، وفي الأخر يتقال عليا قموصة!
قرب مني عشان يهديني:
_خلاص حقك عليا واللهِ، أنا متربتش
_ابعد عني يا زين
رفع حاجبه:
_في إيه يا هاجر!
_في أنك معندكش دم ومش حاسس بيا، وواقف تتكلم بكُل برود، لو ده بيحصل من أول شهر جواز أومال بعدين هيحصل إيه!
أتكلم بصوت عالي:
_أنتِ بتكلمي كدا ليه بجد ما قولنا حقك عليا! أنتِ طالبة نكد وخناق يعني!
حاولت أمنع دموعي:
_وكمان بتتكلم بصوت عالي وأنتَ عارف أني بخاف منه!
_يا صبر أيوب، أنتِ عايزة إيه؟ عايزة نكد! طب نكد بنكد بقى أنا سيبهالك وماشي
دخل الأوضة وأنا دخلت الحمام عشان مينفعش أعيط قدامه بس عادي أعيط في الحمام وأتلبس؛ المُهم أني مبنش ضعيفة، فضلت حابسة نفسي جوا وخرجت بعد ما فهمت سبب العبث اللي حصل من شوية
_أنا نازلة الصيدلية
كُنت بلبس الأسدال وأنا بتكلم، فرد عليا:
_محتاجة إيه وهجبهولك، كدا كدا أنا غاير
اتكلمت بسرعة:
_لأ شكرًا هجيب أنا
_هو عند لمجرد العند!
اتكلمت بكسوف منه:
_خلاص يا زين انزل وأديني أكلم البنوتة اللي في الصيدلية
نزل فعلًا وأنا كلمت البنوتة وعرفتها النوع اللي عايزه من البادز -الفوط الصحية- ، فضلت قاعدة مستنياه وبعد خمس دقايق لقيته بيفتح باب الشقة ورافع الشنطة لفوق
_بقى دي اللي عملتلنا كُل الوش ده!
اتكلمت بكسوف منه:
_هاتها وأسكت
_أنتِ مكسوفة بجد!
_شايف أن دي حاجة متكسفش!
أتكلم بكُل جدية وهو ماشي ناحية المطبخ:
_أنا مش شايف غير أنك عبيطة!
بعدها بفترة خرج وفي أيده المج بتاعي وقعد جنبي على الكنبة ونولهولي
_إيه دا؟
أتكلم بهدوء :
_يانسون
بصتله بأمتنان:
_شكرًا
_هاجر هو أنتِ بجد مكسوفة!
_طبيعي يا زين أول مرة تيجي وأحنا متجوزين
_بس هي متكسفش في الطبيعي، يعني اللي أعرفه أن دي حاجة طبيعية بتحصل لكُل بنات حوا فليه الكسوف!
_عشان المُجتمع بيتعامل معانا على أن البريود عيب أو أنها حاجة تكسف ولازم نفضل مخبين، وأوعى تنسى الكيسة السودا من الصيدلية وأنتَ بتديها لبنت، ولو تعبانين بنيجي على نفسنا لمُجرد أنه عيب نعبر وأننا كدا عندنا قلة حياء وبندلع، حتى لو أحنا عارفين أنها حاجة طبيعية ومتكسفش، بس في جوانا شيء بيخجل بسبب المُجتمع!
أتكلم بهدوء:
_قلة الحياء دي لواحدة هتمشي في الشارع وتروح مطلعة البادز من شنطتها وتقول هاي أنا عندي البريود وأكيد مفيش واحدة هتعمل كدا! و مينفعش تبقى تعبانة وتيجي على نفسك لمُجرد أنك مكسوفة تقولي أصل أنا عندي البريود، هي شيء طبيعي واحدة محملتش والرحم بيبقى مجهز نفسه عشان يستقبل طفل بس مفيش طفل فبتيجي البريود، بس أنتِ عارفة مُجتمعنا بيحب يحبكها شويتين لكن هي شيء عمره ما يكسف، بالعكس دي من رحمة ربنا بيكم.
ضحكت بفرحة من رد فعله :
_متقولي يا ولا جبت الكلام ده منين
_حماتك ربنا يخليها بعد ما فهمتني، بقت بتشيلني الشقة أسبوع في الشهر، ولما اعترض تسمعني البوقين دول
_أبقى فكرني أبوسها لما أشوفها
_ثواني كدا عايز أعمل حاجة
قام بسرعة ودخل أوضة النوم وجاب المانكير، ورجع قعد في مكانه:
_تعالي أحطلك
مدتله أيدي وبدأ يحط:
_شكله حلو أوي يا زين
_وعشان كدا لو نزلتي بيه هنزعل سوى يا قلب زين
ضحكت ومردتش عليه، وبدأ يحط الأيد التانية
_صحيح أبقى عرفيني معادها عشان اتجنب هبل أنهاردة
رفعت حاجبي:
_مش قادر تستحمل ٥ أيام في الشهر!
شاور على نفسه بأستنكار:
_أنا! ده أنا لو عليا أشيلك بين عيوني! ♥️

"أَصْبَحْت أؤمّن بلقائِكَ فمتى يحِين اللقَاء"
#هَاجر_القَاضِي
#حواديت_هاجر

حواديت هاجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن