تفاهتي

9 2 0
                                    

مرحبا بكم في فصل جديد من روايتي اللطيفة
اتمنى أن تستمتعوا بقراءتها كما استمتع انا بكتابتها

لا تنسوا ترك تعليق لأعرف رأيكم

دمتم في رعاية الله وحفظه

رمضانكم مبارك ♡

𓂃𓂃𓂃  ᐧ . ᐧ₊𖣘₊ᐧ . ᐧ𓂃𓂃𓂃

رأيت في عينيه خيبة أعرفها جيدا ، رافقها تعجب وتوتر شائك ، شعرت أنه لم يكن الجواب الذي ينتظره ، ربما توقع مني مجاملته كما فعل هو .
بعد دقيقتين
حرك شعره بيده اليسرى وابتسم بمكر أحسست به بوضوح وقال

صحيح أننا أحيانا لا نبلغ ما نريد لكننا في أحيانا أخرى نفعل .

لم أرد عليه وسرت متجاهلة كل ما قاله
أيكلم الجميع بهذه الراحة ؟ أيمكنني الآن أن أتأكد من سخافة إختياري  ؟
حسنا لا يهم لن نلتقي بعد اليوم ، سأحرص على ذلك .

دخلت منزلي وشرعت في حزم حقائبي إستعدادا للمغادرة .
لم أشعر بالوقت حتى صارت التاسعة ليلا ، تذكرت أني لم أتناول طعامي ، حين رفعت هاتفي لطلب الطعام ، دق جرس بابي للمرة الأولى ليلا .

رأيت خلف كمرة الباب أنه عامل توصيل ، أنا لم أطلب شيئا ما الذي يحدث ؟
فتحت الباب وقدم لي طردي وأخبرني أنه لا يعرف شيئا عن المرسل .
أدخلت الطرد وصدمت مما رأيت .

كان لوحة لفنان مجهول مرسوم عليها تسع أجزاء من صور ،  ثمانية على حدود الإطار والأخيرة في المنتصف ، كانت صورا لمناظر طبيعية عادية جدا وأحببتها بصراحة ، جاءت معاها رسالة قصيرة من سطر مكتوب فيها

~ يحمل الجميع قلبه معه إلا أنتِ ، أين تخبئينه ؟ ~

كانت تلك جملة مبتذلة صحيح لكني أحسست أن كل العالم توقف عندما قرأتها .

لم ألاحظ للمرة الأولى لكن الرسالة مكتوبة يدويا بخط عربي جميل جدا ، بطاقة بلون أرجواني و خط بلون أسود ، اللوحة مربعة الشكل إطارها بلون رملي جاءت مغلفة بغلاف رمادي فاتح مع شريطة زهرية رُبطت ثلاث مرات فقط ، لاحظت أيضا أن هناك توقيعا خلفيا للوحة يختلف عن التوقيع الأمامي ولم أعرف تفسيرا لذلك .

كانت هذه المرة الأولى التي تصلني لوحة كهذه من شخص مجهول ، حاولت أن أتوقع المرسل وأتصلت بأهلي أولا .

‏─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ─ׅ

لم أكن بذلك القرب من عائلتي ، كنت دوما أتحاشى التجمعات العائلية ، الجلسات الكبيرة ، والزيارات الدائمة ، معظم زياراتي للأهل كانت في العيد ونادرا ما أدخل بيت أحد أقاربي ، ليس كرها فيهم بل حبا في إنعزالي .
أكتشفت متأخرة أن ذلك رهاب إجتماعي وخوف من الناس
لكن لم يكفني كبري وإعتيادي على العلاج .
عندما تزوجت أكبر أخواتي كنت قد بلغت العشرين توي ، حضرت كل تفاصيل خطبتها وزفافها ، لكن بعد ذلك إنعزلت بنفسي شهرين بلا كلام مع أي أحد ، ظن الجميع أني أفتقدها ولم أعتد غيابها ، لكني كنت فقط أعالج نفسي من الإحتكاك الكبير بالبشر أثناء زفتها ، كان البشر بالنسبة لي مرضا وإعتزالهم علاجي ، لم يفهمني أحد حتى أمي ، ولم تسعفني ، بعد أربع سنوات خرجت من المنزل رسميا وإنتقلت لمدينة بعيدة وهي التي أعيش بها ، كنت أريد إكمال دراستي والإنخراط أكثر في مهنتي ، وانسجمت مع كل ذلك ونسيت رهابي الذي أحيانا أحسبه تلاشى وأحيانا أخرى أحسبه كبر .

فتاة الرواق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن