// مدخل //

177 13 9
                                    



تساقطت قطرات باردة تلفح وجهي جعلت قشعريرة تسري على طول جسدي رفعت قبعة معطفي احمي بها خسلات شعري الاحمر من التبلل ثم اكملت السير نحو جحيمي

قد يعتبر البعض المنزل مكان للانتماء مكان دافىء ترغب بالركض اليه بعد يوم بارد ومتعب بعد ان ارهقتك الحياة و النظرات بعد ان ارهقتك شياطينك وتفكيرك الزائد تلجأ للدفئ ترتمي في حظن الحنان تنسى همومك و اتعابك تنغمر بالدفئ حولك و تندمج مع صوت الكهكهات و رائحة الطعام والشعور بالانتماء

لكن هذا أبعد البعد عن ماهية منزلي افضل قضاء حياتي في الجحيم فهو ادفئ على الاقل !

امي تعتبرني كعلكة مزعجة التسقت في سروالها تريد التخلص منها لكن لا تستطيع ففي النهاية التساق العلكة بها يعتبر خطأها وعليها ان تكون مسؤولة عن اخطائها

لم اطلب يوما حبا منها لست من يحتاج أما توقظني كل صباح بقبلة على جبيني و بإفطار شهي تصفعني رائحته أو تختار لي ملابسي و تتسوق معي تغمرني بدفئ حضنها عند اكتئابي و تخبرني انني سأكون بخير و أنها ستكون بجانبي دوما

لم اطلب ابدا اهتماما زائدا تعلمت بنفسي كيف انهض عندما اسقط وكيف اركل مؤخرة من اسقطني تعلمت بنفسي كي اتخلص ممن يقف بطريقي و يعرقل تقدمي تعلمت بنفسي كيف احمي نفسي و كيف اعود سالمة الى المنزل

لكن ما اريد ان اطلبه منها هو ان تخرج من حياتي
انا حقا حقا لا احتاج لأم يمكنني ان اكون أما لنفسي لا أحتاج لشخص يذكرني كل يوم كم أنني فاسدة و أنني الظلام في غرفة يملؤها النور و أنني مغطاة باللون الاحمر لا استحق ان اتنفس و امشي على هذه الارض و  انني وحش خطأ تواجده

دخلت جحيمي و جررت خلفي افكاري التي تثقل كاهلي انا متعبة بالفعل واحتاج لحمام بارد يرمي هذه التفاهات عن عقلي

"توقفي مكانك حالا " صرخت هي فازعة وهي ترى مظهري المبلل "اللعنة لقد بللتي المنزل بأكمله ايتها العاهرة لما لا تفلحين في شيء ......" وبلا بلا بلا حديث لا نهاية له "مرحبا بك ايضا امي "قلت غير مبالية لكنها لم تتوقف عن التذمر لذا اكملت سيري فانا لا اعطي لعنة لما تقوله تحب ان تطلق العنان للسانها البليد في كل مرة تراني هذا جزء من روتيني

استدرت قبل ان اصعد الدرج لن اذهب دون ان اترك لمسة " هل تعلمين لما احب لقب العاهرة بين كل الالقاب التي تطلقينها علي ، لأن العاهرة لا تأتي إلا من عاهرة يا أمي العزيزة " نظرت ارسم اكبر ابتسامة باردة ارى ملامحها تسقط واكملت سيري اسمعها تتمتم بكل شتيمة تعرفها

واخيرا اجمل غرفة في هذا الجحيم ، توجهت نحو خزانتي اخرج ثيابا عشوائية و توجهت نحو الحمام اخذ اكثر حمام بارد لانتعش

DARCEY : The Red Flame حيث تعيش القصص. اكتشف الآن