البدايه من النهاية الحلقه الثانيه

92 11 43
                                    

الساعه 9 صباحاً... أصبحت أستيقظ مبكراً وأحياناً أنام مبكراً أقف في الشُرفة كل يوم أستمتع بأشعة الشمس وأرى المارة والسيارات أرى السماء كم هي جميلة... أصبحتْ لي نظرة مُختلفه عن الحياة... أصبحتُ أعقل وأرزن... أصبحت أحتسي القهوة كل يوم التي لم أكن أُطيق رائحتها حتى...
أسمع فيروز طوال الوقت وأنا التي كونت أعشق الموسيقى الصاخبه...
أصبحتُ أميل للهدوء أكثر وكل شيئٍ هادئ... أعلم أني تغيرت كثيراً، ولكني أُحب نفسي في كل حالآتها... بالطبع أشتاق لنفسي السابقة، الصاخبه، المرِحة، الطفوليه، الفوضاوية، التي لا تُظهر عكس باطنها، التي لاتُنافق...
حولي الكثير من الأشخاص ولكن لا يستطيع أحد ملئ الفراغ المستحوذ علي...
أصبحتُ أبكي كثيراً وطوال الوقت ولا أشعر براحه... كذب الذي قال ان البُكاء يُريح... البُكاء يُذكرك بكل الأشياء التي أحزنتك ويثير تسائل العقل عن كم كان غبياً ويزيد من حرقة القلب إلى أن تتوقف عن البُكاء لعلمك أن البكاء لن يغير الماضي، لن يصحح أخطائنا، لن يُرجع لنا قريب كان عزيزاً ومات، لن يُرجع لنا صديق رحل ولن يعود، لن يُرجع لنا حبيب قد هجرنا...
_______________________
إنتهت مَرام من كتابتها في مُذكراتها وأكملت إحتساء القهوة وهي شبه مُغيبه عن العالم... غارقه في ماضيها... الذكريات تُلاحقها أينما كانت وفي كل وقت...هربت دمعه رقيقه من عيونها الرماديه تُداعب خديها المملوئتين الورديتين... مسحتها مَرام برفق وفي هدوءٍ شديد وبثبات... لقد أعتادت على زيارة الدموع الى عينيها من حين لأخر... إنتهت من إحتساء قهوتها وقررت الدخول من الشُرفه الى غرفتها قررت ان تُبدل ثيابها وتستعد لحفل زفاف حبيبها لان حفل الزفاف صباحاً مثل حفل زفاف الاجانب كما كانت تتمنى أيضاً، أخرجت ثوب لونه أسود من خذانتها كان طويل ولديه ذيل من الخلف زاده فخامه واناقه ومُرصع بزينه تلمع ومن الأعلى يكشف رقبتها وكتفها ويستر يدها كان الفستان غايه ف الروعه ومن يراه ينبهر بجماله وحين إرتدته مَرام زادها جمالاً فوق جمالها ربطت شعرها مثل ذيل الحِصان ومازال طويلاً وجذاباً كعادته بلونه البني الناعم من الأعلى ومن الأسفل ناعم وكان وكأنها ذهبت لتصفف شعرها كانت جذابه وانيقه وجميله بأقل شئ وضعت على فمّها أحمر شفاه باللون الوردي و رسمت عينيها ب ايلينر اصبحت ملِكة جمال ارتدت حذا اسود بكعب كلاسيكي (هيلز ) اصبحت الأن أميره، نزلت مَرام من منزلها كانت قد طلبت اوبر قبل ان تنزل من البيت...
________________
السواق: في حد تاني جاي يا أنسه وله أمشي
مَرام بشرود: لأ أمشي عشان متأخرش
السواق: أليه تشوفيه يا أُستاذه
___________________
انطلقت السياره بسرعه متوسطه وكانت مَرام تجلس بجانب النافذه تُطالع الطريق هي تعرف الطريق جيداّ وتذكر كل شِبر لان خروجاتهم كانت عِند البحر دائماً وكانو يجلسون عادتاً على سور البحر، إستيقظت مَرام من أفكارها وماضيها على صوت السواق قائلاً: وصلنا يا أنسه، مش دا المكان "....'"
مَرام: أه هو شكرا لحضرتك.
وأعطته النقود ثم نزلت من السياره، وقفت امام مكان حفل الزفاف تتأمله بحصره وترى المعزومين
يدلفون الى الداخل قررت وبعد نفس عميق الدخول لعلها حينما تراه يتزوج امام عينيها تكرهه وتستطيع نسيانه بسهوله وعيش حياتها بأريحيه مثلهُ، دلفت مَرام إلى الداخل وحينما رأت شمس تُقبل عليها إرتسمت إبتسامة شاحبه على فمها لمجاملة إبتسامة شمس لها
_________________
شمس: الاخت مَرام بقالي سنتين مشوفتكيش يا جزمه مختفيه فين؟
مَرام لازلات الابتسامه الشاحبه لا تفارقها: اسفه بس مذاكرتي شغلتني شويه عنك وعن صحابي واهلي كونت عاوزه اخد الشهاده بقا واجيب تقدير انتي عارفه قد اي نفسي اكون مهندسة ديكور شاطره.
شمس: أكيد عارفه، وصحيح اللف مبروك التخرج
مَرام: الله يبارك فيكي
شمس: تعالي نروح ل سارة
مَرام: هو انتي اليه عزمتيها!، انتي عارفه انها سماويه ومبتطقنيش وله انا بطيقها.
شمس بضحك: انتي متعرفيش مين العروسه يا مَرام؟
مَرام: مازن مقليش.
شمس بصدمه: هو مازن اليه عزمك؟
مَرام: أه
شمس: غريبه!، بس يلا مش مهم عمتا يا ستي ساره هي العروسه.
وقعت كليمات شمس على مَرام كالساعقه كليماتُها مزقت قلب مَرام، كيف استطاعت تلك الحيه أخذه مني وكيف أحبها ومتى احبو بعض وكيف يُحبُها وهو يعرف كم هي خبيثه وتكره لي الخير وللجميع هو الذي حذرني منها من البدايه كيف حدث هذا؟؟؟ الكثير من التساؤلات شغلت تفكير مَرام والتي لم تجد لها إجابات... إنتشلتها شمس من أعماق أفكارها قائله: مَرام.. مَرام.. مَراااااام!!!
مَرام: هه.. نعم؟!
شمس: بتفكري ف اي، اقولك مش وقتو تعالي نروح ل ساره يلا
مَرام: لا انا هفضل هنا
شمس: تعالي نتصور بس وبعدها اعملي اليه انتي عاوزاه يلا هي عاوزه صحابها كلهم يبقو معاها
مَرام بإستسلام: طيب.
_________________
ذهب كُلاً من مَرام وشمس حيث كان يجتمع أصدقاء ساره وكانت ساره تتوسطهم ويلتقطون الصور، الفيديوهات على الاغاني، ورجل يقف ب كاميرا يلتقط لهم الصور، رأت مَرام الجميع سُعداء ماعدا هي كانت تتحطم كُلما رأت الجميع سُعداء بحفل زفاف حبيبها، انهُ حُبها الأول كانت تحلم بحفل زفافهم كل يوم وكل لحظه في نفس المكان وهذا التوقيت من النهار، تشعر انه فعل كل هذا ليُحصرها ويمرر السكين على جراحها، ولكن لماذا هي لم تفعل له شئ يضره او يحزنه ولم تجرحه مثلما جرحها هي احبتهُ بصدق شديد، كانت كل ما تتمناه هو ان تكون له الزوجه والام والاخت والصديقه وكل شئ وكانت تتمنى ان يكون لها هو الزوج والاب والاخ والصديق
وكل شئ، لم تنظر لحالته الماديه إطلاقاً، كانت كل ما تنتظره منه هو الحب والامان والاهتمام هل هذا كثير، كانت سوف ترضى بحفل زفاف بسيط وصغير إن كان لا يقتدر كانت سوف ترضى ببيت صغير يكفي انه يسترهم فقط لم تكون تنتظر منه اي شئ أخر سوى الحب فقط الحب...التقطت مَرام صورة واحده معهم ثم انصرفت تتخبط ف المعازيم كلما خطت خطوه حتى وصلت امام البحر لم تكن تتحدث كان البحر يفهمها من نظراتها فقط لم تكن تحتاج للكلام لكي يفهما البحر ويشعر بها، خلعت مَرام حذائها وأقتربت من مياه البحر كانت تُداعب أمواج البحر الهادئه اللطيفه قدميها وكأنها تُهون عليها ما تكتمه من ألام وخذلان وأوجاع، رفعت يديها الى أعلى وكأنها تحتضن البحر وأغمضت عينيها قليلاّ لتتمتع برائحته ابتسمت ابتسامه باهته مُجاملتاً للبحر ثم انزلت يديها وضمتهم الى صدرها وقالت بإمتنان أشكُرك لم تُلاحظ من كان يقف خلفها ويُراقبها بصمت حتى أقترب منها وأصبح يقف بمُحاذاتها تماً تفصل بينهم مسافه قليله فقط..
____________________
قال لها: عامله إيه
نظرت له مَرام نظره خاطفه ثم نظرت للبحر مرا أخرى وقالت: الحمدلله على كل حال
قال لها: انا حاسس بقلبك المكسور، انا أسف ليكي
مَرام: متتأسفش على شئ إنت مش مسؤل عنه
قال لها: ولي لأ، انا بس حاسس بيكي وقد اي انتي موجوعه
مَرام: ولي حاسس بيا؟، إنت تعرفني؟
قال لها: الناس اليه قلوبهم مكسوره بيعرفو بعض من نظره واحده مش محتاج أعرف اسمك وهويتك عشان أكون عارفك كفايا اني حاسس بيكي
مَرام بسخريه تكتسحها الحزن: كلام روايات وأقتباسات😒
قال لها: وفي أجمل من كلام الروايات والأقتباسات... كلام بيلمس القلب.. بنحتاج نسمعه دايماً عشان يحسسنا اننا ابطال رواية أحدهم
مَرام: أول مرا أقابل راجل بيحب الروايات
قال لها: يمكن مقابلتيش رجاله قبل كدا، إي معنى الحياه من غير الروايات، نعيش حياه غير حياتنا المؤلمه، نحس اننا ابطال ف روايه خياليه او رومانسيه، نحس ب ان روحنا بتتجدد مع كل حرف بنقرأه...
مَرام: بتفكرني ببطل روايه
قال لها: إسمه إي
مَرام: يوسف
قال لها: بطل رواية أوبال؟
مَرام: أه
قال لها: كان بطل فعلا طول الروايه بيحارب عشان غيره واليه كانت بتقويه حبيبه باليقين اليه مفارقهاش طول رحلتها
مَرام: إسمك إي؟
قال لها: موسى، وإنتِ
مَرام: إسمي مَرام
موسى: طب هتدخلي الفرح؟
مَرام: عاوزه اشوف شخص قبل ما أمشي
موسى: ومشوفتيهوش لي
مَرام: لسه مقابلتوش
موسى: طب ولي عاوزه تشوفيه وتمشي
مَرام: دي أخر مرا هنقابل بعض فيها
موسى: وهيفيدك ب إي بقا لمه تشوفيه غير الوجع والحصره؟
مَرام بشرود: يكفيني اني اشوفه ولو ل أخر مرا حتى لو هيوجعني تاني
موسى: تعالي طيب ندخل
نظرت مَرام للبحر نظره أخيره وكأنها نظرة وداع ثم دلفت إلى الداخل كانت كلمه ابتعدت قليلاً عن البحر شعرت وكأن روحها تبتعد عنها هي تعشق البحر ورمال البحر وأمواجه ورائحته التي تُجدد روحها مرا اخرى

خذلني ولكني أُحبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن