الفصل الثاني

14 1 1
                                    

لازالت تلك الجملة تتردد في رأسي "بدئت اللعبة" جملة تحمل الكثير من الالغاز.
ذهبت الى المكتب ثم جلستُ على الارض وضعت رأسي على ركبتاي المنهكتان اشعر بالخوف. ليس الخوف من المجهول و لا من تلك الشقراء الصغيرة اخاف من نفسي الخفية .
لانني لست كباقي البشر.......
   اخذت انظر الى ضوء المكتب الاصفر و الجدران البنية  اشعر و كأن كل شيء مغلق . احاول استرجاع كل ما حدث لعلي اجد الثغرة ما في تلك الزواية المظلمة داخل هذا المكتب المنعزل .
اثناء تحديقي في تلك الزواية و الاشياء التي تتواجد حوالي نهضت مسرعة ثم حملت حقيبتي و من دون اي تفكير خرجت بسرعة الى الميتم و انا اعلم ان القادم لن يروق لي  ...
عندما دخلت للميتم حاولت ان اهدء و لا اجعل هذا الحماس يجعلني اتصرف بغباء.طرقت باب المديرة بهدوء.
المديرة سناء: تفضل؟.
فتحت الباب ببطئ رسمت ابتسامة مزيفة على وجهي .
المديرة سناء: اهلاً اهلاً إيتها المحققة..
غدير: اشكركِ.
المديرة سناء: تفضلي بالجلوس.
غدير: اريد ان القي نظرة على غرفة الضحية.
المديرة سناء: بالطبع.
كان الممر هادئ للغاية كأنه مكان مهجور لا يحوي على احد .
عندما اقتربت اكثر و اكثر من الغرفة سمعت اصوات خافتة غير مفهومة لكن اكتد اشعر بالخوف في اصواتهم الصغيرة ..
غدير: من يسكن في هذه الغرفة؟
المديرة سناء : كانوا يسكنون هنا ثلاث فتيات.. ريما، حرير، هند، سر....
غدير : سر؟؟
المديرة سناء : نعم، سر.
اشعر بضيق و كأن كل ما حاولت الاقتراب من الغرفة يصبح من صعب الوصول إليها .. كنت اظن بأنني سأجد احداً ما في تلك الغرفة استغربت كثيراً عندما وجدتها فارغة و انا للتو سمعت صوت اطفال صغار...
غدير : اريد ان اقم بعملي بمفردي لو سمحتي .
المديرة سناء : بالطبع.
نظرت الى تلك الجدران الزرقاء و تلك الاسرة البيضاء الصغيرة في هذا المكان وجدوا ريما معلقة في الهواء مكسورة الرقبة غارقة في موتها ...
غلقت عيني ثم اخذت نفساً عميقَ لأسمع المجهول.....
اسمع صوت الحبال و هي تُجر على الارض ثم صوت الاقدام الحافية و هي تتحرك ببطء ... اسمع صوت الانفاس و هي تخرج من الرئتين ثم صوت الدموع و هي تتساقط من العينين ...
لفتني صوت اخر.. صوت اقدام اخرى .. صوت انفاس اخرى. انفاس شر....
- ماذا تفعلين هنا؟!
افزعني صوت احدى الفتيات.
غدير: م.. م.. من انتِ؟؟
- أنا سر.
غدير: سر؟
- لم تجيبيني ماذا تفعلين هنا؟!
غدير : أنا احدى صديقات ريما.
- ريما؟؟
غدير: نعم، ريما... اخبرتني عن لعبتكم المفضلة.
- حقاً؟!
غدير : نعم.
- أتعرفين ما لعبتنا المفضلة؟!!
غدير : بالطبع، كنت العبها كثيراً .. الاستغباء.
- لم تكن لعبتي المفضلة لكن كانت ريما تجبرني على لعبها.
غدير : حقاً؟ لماذا؟!!
- تقول بأنها ممتعة و ان من الممتع خداع البشر.
غدير : كانت تقول هذا لي ايضاً... تعالي اجلسي هنا.
- اعتقد بأنها كانت تخدعني ايضاً.
غدير : كيف؟!
- كانت تخبرني بأني صديقتها الوحيدة و ان ليس لديها احد خارج الميتم .
غدير : ربما حقاً انتِ صديقتها الوحيدة.
- اذا كنت كذالك لما تركتني وحدي في تلك الغرفة المظلمة.
غدير : اي غرفة؟!
- تعرفين تلعبين لعبة الاستغباء جيداً ... هذا جيد .
غدير : أتعرفين حرير؟
- أتقصدين الثعلب ؟!
غدير: الثعلب؟؟!
-إنها تجيد لعبة الاستغباء بشكل لا يصدق ... كوني حذرة .
غدير : أيوجد من يجب ان اثق به هنا؟!
نظرت الي بعينيها الرمادية كالفحم الصلب ثم ابتسمت الي ابتسامة خفية ثم رحلت بصمت ...
"ثعلب" تلك الكلمة هي لغز اخر .
خرجت من الميتم و كل اطرافي ترتعش هناك شيء داخلي  اشعر به ليس خوف لكنه شيء ما يذكرني بأن القادم لن يكون سهلا ....
دخلت مسرعة الى المكتب ثم فتحت الباب بقوة  جميع اطرافي ترتعش .رأيت احدى قناني المياه على طاولة المكتب مسكتها  ثم اخذت اشرب من الماء لأرتوي قليلاً .
القيت بجسدي على الارض اغمضت عيناي المتعبتان ... شهيق ...زفير... شهيق .... زفير ....
صوت طرق الباب لا اريد ان ارى احداً . من يطرق الباب بهذه الطريقة؟؟!
نهضت من على الارض و مسحت ثيابي المتربة ..
غدير: ادخل.
علي: كيف ادخل و الباب مغلق؟؟!
غدير : ااا.. نسيت .
فتحت الباب كان ينظري الي بنظرات جانبية و عصبية ...
علي: طرقت الباب الف مرة لماذا لا تفتحين الباب ايتها المديرة؟!
غدير: لا تكبر الامور لم اسمع صوت الباب.
علي: لن اناقشكِ الان لان لدي موضوع اهم معكِ... احضرت لكِ قهوة رأيتك و انتِ تدخلين المكتب تبدين منهكة.
غدير: شكراً لك.. هذه القضية غامضة الى ابعد الحدود كلما اشعر بأنني وصلت الى حل اللغز اجد لغز اخر.
علي :  جميع الاجوبة الان بيدي .
غدير: كيف؟!
علي :  وصل ملف التشريح عن الضحي..
سحبت الملف بسرعة دون ان يكمل كلامه .. فتحت الملف  و بدئت اقرء الى ان .....
غدير : اهااااا اخبرتك بأنها جريمة و ليست انتحار.
علي : كيف؟ ما نتيجة التشريح؟؟!
غدير: تم التعرف على سم مميت داخل جسد الضحية ثم اثار حبال حول عنقها هذا يعني بأنها قتلت ثم احداً ما قام بشنقها لأخفاء الجريمة  ... غبي لا يعرف بيد من وقع.
علي : اشربي القهوة قبل ان تبرد .. ابتسامتك مخيفة.
غدير : اصمت انني سعيدة .
علي : ما بكِ كنتي ممددة على الارض الباردة؟؟!
غدير: لا اعرف ماذا  حدث. كل شيء بات مختلفاً .  كل ما افكر به هو الخروج من ذالك الميتم اللعين .
علي : لماذا ؟! ماذا حدث هناك؟
غدير : حدث الكثير التقيت بفتاة غريبة و سألتها عن طفلة تدعى حرير اخبرتني كلمة غريبة قالت لي "الثعلب"..
علي : الثعلب؟؟ ... أليس لديكِ اي فكرة ماذا تقصد هذه الفتاة؟
غدير : لا اعلم لكنها لن تكون سهلة..
علي : أحقاً تعتقدين بأن يمكن ان تكون الطفلة مجرمة؟!
غدير : ما الغريب؟! يمكن للجميع مَن ليس لديه ضمير  ان يكون مجرماً ..
علي : اتركِ الجرائم و اسمعي..
غدير: ماذا؟
علي : ما رأيك ان نتسلل الى الميتم مثل اخر جريمة قمنا بحلها؟!
غدير : لن اضعك بخطر.
علي : انا اريد الخطر ما شأنك بي ؟... ماذا قلتي؟!
غدير : كلا، هذه العملية اخطر مكان كبير و يوجد حرس تعلم ماذا يحدث ان تم القبض علينا.
علي : لن يحدث ذالك . الليلة الساعة ثانية عشر ليلاً؟؟. ماذا قلتي ؟؟نكتشف سر حرير ..
غدير : لا اعلم.
علي : نعم ؟. تم ..
غدير: حسناً، الان يجب ان اذهب لأجد بعض الحلول.
خرجت من المكتب اتمشى في الشوارع الفارغة .
كنت انظر الى الشمس و هي تميل و تبتعد عن وسط السماء الى جه الغرب  و يبدء القمر بأخذ مكانها ثم شعرت بالرياح و هي تداعبني و تحركني كيفما تشاء سمعت صوت العصفور و هو يرجع الى عشهِ بعد رحلة اليوم الطويلة  . ان لاحظتم شيئاً ما انني اخبركم بالتفاصيل التي لا يهتم إليها احد او ربما لا يعيرون لها انتباه اركز، اسمع، انظر، احدق... لكل شيء سر حتى للسماء اسرار و حتى للعصفور سر و للرياح اسرار اخرى ..
رجعت الى المنزل لأخذ قسطاً من الراحة لان لدي مهمة اكبر في الساعة الثانية عشر .
قفلت باب الغرفة كانت الساعة الثامنة ليلاً . بمجرد ان وضعتُ رأسي على الوسادة لم اشعر الا و انا لست انا....
كنت جالسة على ارضِِ باردة في مكان معتم اسمع صوت الرياح و هو يتضارب بالارجاء أظن أنني بغابة بعيدة المدى او ربما ارض قاحلة ...

احدى ليالي غديرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن