ترمز هذه الزهرة للسلام..
*************
الشمس أشرقت في الأفق الأزرق ، بين السحب البيضاء في يوم مشرق من فصل الصيف الحار..
في منزل آل موسى ، إجتمعت العائلة لتناول وجبة الفطور ، ترأسهم السيد أيوب بعد أن أخذ مكان إبنه في الطاولة..
كان يأكل ما يوجد أمامه بسكون تام عكر صفو إبراهيم القلق حد الرعب ، يعلم جيدا أن هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة ، والده غاضب جدا منه لتزويج حفيده الأكبر دون علمه..
وضع شوكته ثم أخذ المنديل يمسح ثغره تحت النظرات المترقبة ، أمسك بعكازه يسند نفسه عليه للوقوف بثبات ثم نظر ناحية إبنه قائلا :
- لقد زوجت حفيدي كما تريد يا إبراهيم ، حتى أنك لم ترغب في حضوري لحفل زفافه..
- يا أبي..
قاطعه السيد أيوب برفع كفه بصرامة متابعا حديثه :
- لعبت كيفما تشاء يا إبراهيم ، لكن من هذه اللحظة ، سترفع يدك عن أي شيء يتعلق به و بزوجته ، مسؤوليتهما باتت على عاتقي ، ويلك إذا ما تدخلت يا إبني..
- لكن يا أبي !
خرج السيد أيوب نافضا برنوسه بغضب تاركا خلفه إبراهيم خلفه ، إلتفت إلى زوجته مستنكرا :
- لقد وافقت أنت الأخرى على زواج إبنك ، لما لم يعاتبك أنتِ أيضا ؟
- ربما لأنك أنت إبنه و ليس أنا ؟ كما أنني لم أخبرك أن تخفي الأمر عنه بل ذلك كان قرارك لوحدك !
- لو تم الزواج دون أن يسمع كان سيكون أفضل لنا جميعا ، لا أفهم كيف تمكن من معرفة الأمر و هو في ذلك البلد البعيد !
كانت ورد قد إستحمت و جففت شعرها بالمصفف في الحمام حتى لا تثير الضجة ثم ظهرت من هناك مرتدية فستان رمادي طويل الأكمام مناسب للخروج..
صدح صوت رنين الهاتف الثابت مقاطعا السكون السائد في المكان فخطت نحوه بسرعة ترفعه مجيبة :
- السلام عليكم..
- و عليكم السلام ، معكِ خدمة الفندق ، أردنا الإستفسار إذا ما كنتما ترغبان في تناول الفطور في الجناح أم في المقهى الخاص ؟
رفعت عينيها نحو باب الغرفة تحدق فيه بصمت ثم قالت بهدوء :
- سننزل إلى الأسفل ، شكرا لك..
أنهت المكالمة و عينيها لا تزال ثابتة على الباب ، تنهدت بعمق ثم أخذت من حقيبتها خيمار أبيض تلفه حول رأسها تستره و لبست كعب زفافها ، تريثت يدها على قفل الباب شاردة في أفكارها..
صدح صوت من بطنها مع تزايد شعورها بالجوع الشديد فهي لم تتناول شيئا يوم أمس ، أجبرها ذلك على ضغط القفل لينفتح الباب تخطي نحو غرفة المعيشة..
أنت تقرأ
عبق الزهور
Romanceبين شرارة الحقد و بشاعة الغيرة ، تجدُ نفسها تُزف عروس لأخيه الأكبر بدل منه ، ذلك الرجل الذي يكبرها بعقد كامل ، صاحب السمعة السيئة التي ذاع صيتها في المجتمع ما جعل منه وصمة عار لعائلته.. لكن ماذا لو كان سطح الخطأ الذي سيقودك لنيران الجحيم ، يضم في با...