حقيقة

24 10 1
                                    

"ماذا حدث؟"

نظر تايلر للجد الذي بدات معالم الحزن تغزوا وجهه..
ثم به يطئطئ رأسه ناطقًا..

"لكن عدني اولًا؟"

"لا أعد لأني واثق بأني لا أكثر من الثرثرة"

صمت الأثنان لبرهه ليبدا الأخر بالتحدث يحكي كل ماجرى..
عن عائلته! كوابيسه! وحتى عن صديقة الذي مات..

"والداي الأن يريدان مني الذهاب لأموت ويغفر لي الرب خطيئتي!"

صمت حل بالمكان لينفي الجد برأسه بقلة حيلة ناطقًا بنبرة حسرة! وعتاب!

"وأسفاه عليكَ يابني أني أهديك الى ديني ماداعِ لكل هذا والدايك رافضان في دخولك دين الاسلام لكن قوله تعالى قال:

" وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} لقمان 15"

"اهي من هذا الكتاب؟"

"نعم انها آيه كريمة فـهي كلام الله عز واجل خالق مافي السموات والأرض"

"انني الأن لا أعلم ما أهذي به ياجد لكن انا في قرار صعب للغاية كل أجتهاداتي وتعبي وفي النهاية مصيري الموت؟!!، هذا لايعقل لم يدخل العقل حتى، لقد كان أعز اخ واوفى صديق،ربما هذا ما استحقه.!!!"

"لم تكن أنت الفاعل بل كان قدره مكتوب سبق وأخبرتني انه كان مسلم وكان ينصحك في الاسلام لابد انه شخص طيب معك واسئت في حقه لكن مافات مات ولن يعود، وان كنت تريد ان تعطيه حقه، فأسلم وادعي له سيصله دعائك.. الموتى نذكرهم بالدعاء سيرحمهم الله من عذاب القبر، لعلى وعسى دعائك سيستجيب ان الله يستجيب لدعوة الداعى اذا دعى"

"جدي أعلم أنك تريد نصحي لكني وبحق أخاف والداي سيثوران كثيرًا أذا لم أذهب سيبقى العار يلحقهم اذا هربت"

" لاتخاف والديك بل خاف خالقهما، لن ينجياك يوم الحساب ستحشر معهم"

"انت تذكرني به كثيرًا أيها الجد كلماتك ونصحك لي تشبهه كثيرًا"

"صحيح لم تخبرني ماكان اسم صديقك"

"اسمه غيث"

"ماذا؟، غيث!؟؟!!!"

بداءت معالم وجه تايلر يسودها البؤس لم ينبس بكلمة حين راى الجد حزن حزنًا شديدًا حيث استجمع كلماته ليردف

"اتعرفه؟؟"

"نعم أنه حفيدي الأكبر، لم يخطر ببالي أن غيث هو من تتحدث عنه"

اجاب الجد لينظر له تايلر نظرة مليئة بالدهشة: "حفيدك؟ "

"نعم"

"أعتذر حقًا حقًا لم أقتله أنا أنا أسف"

كان تايلر يتعثر بالكلمات حين أكد له الجد انه حفيده فقد ظن انه سيحمل له ثأر لكن بدا الجد مبتسمًا ثم أردف

"لقد مضت سنين على هذه الحادثة وقد كان قدر الله مكتوب له الموت في ذلك اليوم،أبنتي غيم لم تكف عن الدعاء له "

رن هاتف تايلر ليستقيم ويشير للجد أنه سيذهب للرد حتى ينتظره، مشى تايلر بعض خطوات للأمام ليجيب!:

"ماذا أمي"

"لاتنسى المجيء، أردت أن أذكرك حتى لاتنسى"

أغفل الخط ليعبس بوجهه بضيق وبداء يشتم.

عاد الى الجد بوجهه متشائم..
لينطق الجد..

"بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)
*البقرة*


حول تايلر حدقتاه للسماء ثم نظر  نظرة مليئة بالشغف الشديد لينطق..
"يا جد هل ستسامحني"

"لما ماذا فعلت كي أسامحك؟"

"لقد اسئت إليكَ منذ البداية"

"بني أنا أسامح سريعًا فالاسلام دين تسامح وود وحب"

طئطئ تايلر برأسه بأحراج يرتب كلماته بعقله المبعثر ثم بلع ريقة يتمتم بصوت منخفض: "ما أجمل دينك"

لم يسمع الجد ذلك بوضوح ليضحك ليردف بنبرة هادئة ومتزنه
"الاسلام دين جميل، هل قلت ذلك؟"

نفي تايلر برأسه حتى لايصدقه الجد الذي انتشرت في وجهه أبتسامة عريضة فقد علم انه على حق..

"أتخذ قرارك في أي طريق ستسلك"

"لقد اتخذت القرار"

"ماهو؟"

"____"

......

يتبع

||شخص آﺧࢪ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن