تحت شجرة

49 12 7
                                    


في أحدى الدول الأجنبية!

يمسك ذاك رأسه ويصرخ ويقوم ببعثره اشيائهِ التي كانت على طاولة وما يحتويها كتب لتجهيز امتحانه للغد لكنه لايفلح يشعر بالفشل وبالسقوط لايستطيع التركيز عقله مشوش لايعلم كيف وماذا سيفعل!

يستيقظ من نومه بعد أخذ جرعة كامله من التعب والدراسة لوقت متأخر من الليل تلك الهالات السوداء محيطة بعينيه الدخانيتين وشعره المبعثر بشكل عشوائي، يمسك بالمنبه الذي اصابهُ بالصداع وقد تأخر الوقت، رماه للأرض بعصبية و استقام بسرعة يرتب حاجياته في حقيبته وبعدها توجهه للحمام.

بعد مدة قصيرة خرج من الحمام مسرعًا ثم أخذ نظرة خاطفة على شكله بالمرآة وأمسك حقيبته، ارتدى زوج الأحذية الذي كان قرب الباب وخرج من المنزل.

غطى راسه بقبعة جاكتهِ الاسود ليحشر يداه بجيوب بنطاله ثمّ بدأ يحاول تذكرّ ما يدرسهُ، أبعد خصلات غرته من تحت القبعة بتضايق.

وصل للجامعة التقى برفاقهِ حيث كان أحدهم يذاكر والآخر يعبث بالورق بينما يشتم الاستاذ لكثرة الدروس والملازم الذي توجب حفظهن، أخرج من حقيبته الكتاب وبدأ يستعيد المعلومات شيئًا فشيئًا.

.... 
....

يجلس ذاك الذي ناهز عمره الستينات تحت شجرة ينظر للاُفق تارةً وتارة اخرى يعود لقراءة الكتاب الذي بيده، ليس أي كتاب انما كتاب الله، نور الحياة وهداية للأنسان، كلام الرحمن عزّ وجل القرآن الكريم.

بدأت خيوط الشمس البرتقالية بالمغيب تاركه موقعها ليحله القمر، ركضت ثم قبلت جبينهُ ونطقت
"جدي.. لقد حان وقت صلاة المغرب لقد أخبرتني أمي أنك في الخارج تحت شجرتك المفضلة وأتيت تفقدًا لك"

أبتسم الجد بينما يمسك القران بين يديه بحب وأمان ليومئ بهدوء ثم بها تمسك عربته لتجره ناحية المنزل كون جدها لايستطيع المشي دائمًا ما يخرج فقط تحت هذه الشجرة.

وبعد أن توضىء الجميع جلست كل من غيم ووالدتها هدى في الخلف بينما الجد على الكرسي ثم به يبدأ الصلاة بقوله.

"الله أكبر"

ويتلوا بعدها القران..

.......
.......

"أمي أخبرتك سابقًا لا أود المجيء لمنزلكم دعوني لوحدي لا أحب تلك الطقوس التي تقومون بها نهاية الاسبوع أريد أن أقضي هذه العطلة بمفردي اسمعتِ"

"أيها الأحمق هل أنت مجنون أخبرتكَ أنها ليست طقوس أنها صلاة للتقرب للرب فنحن البوذيين من الضرورة فعلها نهاية الاسبوع وان تخلى احد عنها سيعاقب طيلة حياته وستؤثم للأبد"

"سأعاقب سأوثم سأدخل لجهنم ما كل هذه التراهات كفي عن تعبئة عقلي باشياء غير منطقية أمي، وايضًا أن كنتِ تريدين التخلي عنها فكفي عن ذلك كفي"

صرخ بعصبية على والدته ليغلق الخط بوجهها ويشدّ شعره بجنون ثم به يبعثر الاشياء بغرفته في كل مكان.

..

ينظر للساعة وهي 8:30 ثم يعود للنوم، لم يذهب لعائلته بل ظل بمفرده، يتقلب من حين الى آخر بكل الجهات في. سريره، واذا بهاتفه يرن ويتجاهله.

مكالمة آخرى، ويتجاهل ايضًا حتى أصبحت ثمان مكالمات فائتة بينما هو على ذاك الحال، اغمض عينيه للحظة حتى سمع اهتزاز هاتفه معلن عن وصول رسالة، سحب الهاتف ثم بدأ يقرأ بصمت.

"تايلر أنصت والدك في نوبة غضب وأذا لم تحضر مراسم العبادة اليوم سوف يتبرأ منك، لهذا أحذرك عليك بالمجيئ اليوم وأحذرك مره آخر لتأتي والا ستكون منبوذ"

رمى هاتفه للأرض بغضب، سوف تبدأ مراسم العبادة ليلة اليوم.

....
....

"غيم تعالي لتحضري لي كأس ماء"

"حاضر يا جدي الان"

مشت تلك وبيدها كأس الماء لتناوله جدها الذي كان فوق سريره يقرأ القرآن واذا بها تسأله!
"جدي أين وصلت بحفظك للقرآن؟"

"في سورة النساء"
"ليتني أصبح مثلك عندما أكبر"

"يمكنك ان تصبحي أفضل مني يا غيم، الله وهبنا مواهب واعطانا العلم لنتثقف به ونطلبه ويرزقنا من حيث ما يشاء انه عليمٌ بذات الصدور"

"لكن يا جد هل لي بسؤالك عن شيء يراودني دومًا؟"

"ولك عيناي يا غيم"

دخلت والدتها لتفصل نقاشهما بينما تنطق
"غيم حضري الطاولة فالغداء على وشك النضوج"

اومأت الاخرى لتستقم أبتسمت لجدها لتخرج من الغرفة تاركة خلفها فضوله الذي بدأ يأكله عن ماذا ستسأله.

.....
.....

"ماذا قال الن يحضر اليوم"

"هو لم يعطيني إي رد للآن"

"كيف ماذا تقولين؟ ماتبقى للصلاة غير نصف ساعة وذاك الاهوج لم يأتي بعد، أقسم بدمائي أني سأقطع صلتي به كأبني أن لم يأتي اليوم هو فقط يوم واحد في الاسبوع وهو لن يأتي به! سوف يرى ما سأفعله به "

لم يوقف عن الوعيد لابنه و يرمي هاتفه ارضـًا موقفًا محاولته  للاتصال بأبنه لكن باتت محاولاته بالفشل؟

وحين دقت الثامنه ليلًا استقام الاب مع زوجته حيث موقع المراسم تلك لاداءة صلاتهم بها لكن فور دخولهم الى تلك القاعة الصغيرة!

تسائلت احدى القسيسات؟
"أين أبنكم؟ لن تتم الصلاة من دون الوريث! وتعلمون ماهي عاقبتكم أن خلفتم بدينكم سوف تصلون بالنار وستعذبون بها هذا ما تقوله الروح لافينسا"

برزت تلك العروق بجبين الاب لينظر للساعة لكن ريح هبت بالمكان لتتصاعد الستائر ويظهر ظل آحد خلف الباب وتصرخ الأم بخوف

"الروح لافينسا؟"

.......
.......

يتبع

||شخص آﺧࢪ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن