النَّبيُّ يُوسُف «عليْهِ السَّلام»

28 9 3
                                    

قصتنا ليست محض قصة من قصصِ الخيال الملفقة، وليست للترفيه وتنشيط مخيلتِك عزيزي القارِئ!
إنما هي وقائِع ثابتة، وذاتَ عبرة لَن يفقهها إلا المتدبرون؛ فاجعل عقلكَ مستعدًّا لاعتبارها حقيقة؛ فإن فعلت فستنطق شفتيك مُسبحة شاكرةً من رحمة الله وفضله على العباد.

صبي في أوائِل العمر يحلم برؤية جعلته يهرع لإخبار أبِيه عنها؛ ليتبين لـ«يعقوب» عليه السلام أن ابنه «يُوسف» سيكون ذا شأنٍ عظيم.
﴿إِذۡ قَالَ یُوسُفُ لِأَبِیهِ یَـٰۤأَبَتِ إِنِّی رَأَیۡتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوۡكَبࣰا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ رَأَیۡتُهُمۡ لِی سَـٰجِدِینَ﴾
[سُورَةُ يُوسُفَ: ٤]
فأمره بسرها في نفسه، ولا يخبر إخوته؛ خشية كيدهم لأخيهم «يوسف»، وهو يعلم بحسدهم اتجاه «يوسف» وأخيه «بنيامين»؛ لحب «يعقوب» للأخيرين حبًّا شديدًا؛ فوصفوا أباهم بأنه في ضلال مبين، قال تعالى:
﴿إِذۡ قَالُوا۟ لَیُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰۤ أَبِینَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ﴾
[سُورَةُ يُوسُفَ: ٨]
و خص الله «يوسف» عليه السلام بمنزلة، وأفهمه بتأويل الأحلام كما لم يفهمها أحد من قبل.

وبدأ كيد إخوته، وقرروا إبعاده؛ فلا يلقى سبيلًا للرجوع، وتَخْلو لهم محبة أبيهم؛ فأجمعوا على إلقائِه في البئر بعد أن كانوا عازمين على قتله، وأخذوا في إقناع «يعقوب» عليه السلام بأخذ «يوسف» عليه السلام إلى الخارج، وكادوا يفشلون، واصطحبوا «يوسف» بعيدًا عن عينَي أبيه؛ حتى ألقوه في غيابَتِ الجُبِّ؛ ليتعلق «يوسف» بصخرة والدموع أخذت من وجنتيه سبيلًا، كيف لهم أن يفعلوا به ما فعلوا وهم إخوته؟
فأوحى الله إليه ألا تخَف، وسوف يكون لإخوانك يوم يذكرهم بصنيعهم هذا.
﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا۟ بِهِۦ وَأَجۡمَعُوۤا۟ أَن یَجۡعَلُوهُ فِی غَیَـٰبَتِ ٱلۡجُبِّۚ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمۡرِهِمۡ هَـٰذَا وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ﴾
[سُورَةُ يُوسُفَ: ١٥]

وأما عن إخوَته؛ فعادوا في ظلمة الليل متباكين، وقميص ملطخ بدمٍ كذبٍ، وكانَ دماءَ شاتٍ ذبحوها يدعون أنها دماء أخيهم «يوسف»، وقالوا: قد أكله الذئب عند حراسته لملابسهم ليسابق بعضهم بعضًا؛ فشعرَ «يعقوب» بمكر أبنائه، قال تعالى:
﴿وَجَاۤءُو عَلَىٰ قَمِیصِهِۦ بِدَمࣲ كَذِبࣲۚ قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرࣰاۖ فَصَبۡرࣱ جَمِیلࣱۖ وَٱللَّهُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ﴾
[سُورَةُ يُوسُفَ: ١٨]

و«يوسف» الذين ينتظر فرج الله إذ بصوتٍ قادمٍ كان من المسافرين، أرسلوا أحدهم للبئر يجلب ماءً؛ فتعلق «يوسف» بدلوه، و لما رآه استبشر به، وأسروه بضاعة إلى مصر، وباعوه لعزيز مصر بدراهم معدودة، وأخذه إلى امرأته، وأوصاها بإكرامه، قال تعالى
﴿وَقَالَ ٱلَّذِی ٱشۡتَرَاهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِۦۤ أَكۡرِمِی مَثۡوَاهُ عَسَىٰۤ أَن یَنفَعَنَاۤ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدࣰاۚ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ مَكَّنَّا لِیُوسُفَ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأۡوِیلِ ٱلۡأَحَادِیثِۚ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ﴾
[سُورَةُ يُوسُفَ: ٢١]

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 07 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ألم يأنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن