قد أتيتُ اليوم أحدِّثكم عن شخصية لاسمها وقعٌ خاص في تاريخ الإسلام، شخصية لطالما برز اسمها منذ بداية الإسلام في أوَّل شعاعٍ له، الصحابي الجَليل «أبو بكر الصديق رضي الله عنه».
لطالما راودتني أسئِلة عن الصحابي الجَليل؛ فما هو اسمه الحقيقي؟ كم كان عمره عندما أسلم؟ كيف كان شكله؟ ماذا فعل في حياتِه قبل موت الرسول، وبعد موت الرسول ﷺ؟
- أولًا: اسمه هو «عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي». ويلتقي مع رسول الله في جده السادس «مُرَّه»، والده يُكنى بـ«أبي قحافة»، وقد أسلم يومَ الفتح. أمه «سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب»، وقد أسلمت مُبكرًا.
وُلِد في مكة المكرمة، وكان تاجرًا، وقد عُرِف بصدقه وأمانته في التعامل، حتى أنه حصل على لقب «الصدِّيق»؛ لصدقه رضيَ الله عنه، وقيل أنه لُقِّب بهذا اللقب بعد حادِثة الإسراء والمعراج؛ كونه أول من صدق رسول اللهﷺ. كانت له شهرة واسعة بين قبائِل العرب؛ بسبب جدارته في التجارة، وحكمته في اتخاذ القرارات، وُلد حوالي عام ٥٧٣ ميلادية، وقد كان يَصغر الرسول ﷺ بعامين وأشهر.
لُقِّب بـ«العتيق»، وقد اختلفت الروايات حول ذلك؛ فيقال أن الرسول ﷺ هو من لقبه بذلك بعد أن قال: "أنت عتيق الله من النار". وقِيل أنه لُقب بهذا؛ لعتاقة وجهه، أي جماله، وقِيل أنه لُقب بهذا؛ لأن أمه كان لا يحيا لها طفلٌ، ولمَّا وُلد أبو بكر استقبلت به البيت، وقالت: " اللهم إن هذا عتيق من الموت فهبه لي". وقِيل أيضًا أنه لُقب بِه؛ لنقاء نسبه، وطهارته مما يعاب به.
- ثانيًا: كان عُمرُ «أبو بكر رضي الله عنه» عندما أسلم حوالي ثمانية وثلاثِين سنة؛ حيث أنّه كان يتبع ديانة الجاهلية، ولكنه كان يتميز بالبحث عن الحق والرشد؛ فكان تاجرًا لم يشرب الخمر قط، ولم يسجد لصنمٍ، وعندما بدأ صلى الله عليه وسلم بدعوة الناس إلى دين الله دعا «أبو بكر»؛ فدخل في دين الإسلام، واستجاب للدعوة بكل رحابة وإيمان، وقد كان أول رجل أسلم بعد رسول الله ﷺ، وفرح النبي ﷺ بإسلام أبي بكر فرحًا شديدًا. وقد كان الصديق -رضي الله عنه- سمح الخلق، وأحبه قومه؛ لسماحتِه وفضله، وأقرُّوا بأنه أعلمهم بأنسابهم وتاريخِهم؛ فلما أسلم حمَل الدعوة مع النبي ﷺ، وقد أسلم على يدي «أبي بكر» العديد من الصحابة، أبرزهم الصحابي «عثمان بن عفان» رضي الله عنه.
- ثالثًا: ورد في صفة وجهه على لسان ابنته أم المؤمنين «عائِشة» رضي الله عنها، أنه رجلٌ أبيضٌ نحيف خفِيف العارضين، وكان بارز عروق الوجه، وغائِر العينين، بارز الجبين، ودقِيق الساقين، ومائِل الظهر، وكان يخضب لحيته ويكتم (يُحَنِّي الشيب). قد تزوج رضي الله عنه أربع نسوة، وأنجَبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث، وزوجاته هن: «قتيلة بنت عبد العزي»، وقد أنجبت له «عبد الله»، «وأسماء» رضي الله عنهما، وطلقها في الجاهلية. «أم رومان بنت عامر»، وكانت مسلمة مهاجرة، وهي والدة «عائشة»، «وعبد الرحمن» رضي الله عنهما. وتزوج «أسماء بنت عميس» أرملة «جعفر بن أبي طالب»، وأنجبت له «محمدًا». تزوج «حبيبة بنت خارجة»، وأنجبت له «أم كلثوم».
رابعًا: لقد دافع «أبي بكر» عن الرسول ﷺ كثيرًا في مكة عندما كان في بداية دعوته، وقد سانده كذلك في الهجرة من مكة إلى المدينة عندما كانت قريش تتآمر لقتل الرسول ﷺ، وقد شارك في كل الغزوات مع رسول الله مثل: بدر، وأُحد، والخندق، وخيبر، وتبوك، وفتح مكة، والكثير غيرها. كما أعطى فِي غزوة تبوك كل ماله؛ لتجهيز الجيش، وهو أول الخلفاء الراشدين، وأول مَن جمع القرآن وأسماه مصحفًا، وقد كان يشتري العبيد ويعتقهم. كان واسع العلم، أحفظ الناس لكتاب الله؛ فقد جعله الرسول إمامًا للمسلمين، وقد بُشِّر بالجنة على لسان رسول الله ﷺ، وقد واجه الروم وغلبهم، وقاتل أهل الردة، ومانعي الزكاة، وقتل «مسيلمة الكذاب» بعد أن ادعى النبوة.
وهذِه يا صاحبِي كانَت من نفحاتِ الصحابِي الجليل «أبِي بكر الصديق» رضي الله عنه وأرضاه.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
والآن ننتقل لفقرتنا المحببة، يومياتُ صائِم، وهاكم سؤال اليوم: - متى ماتَ أبو بكر الصديق؟ - ما هيَ الآية التي نزلت عندما كان أبو بكر الصديق، والرسول ﷺ في غار ثور أثناء هجرتهما؟
والآن إجابات الفصل الماضي! أما عن أول آية نزلَت من القرآن الكريم؛ فكانت، بسمِ الله الرحمنِ الرحِيم: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ﴾ [سُورَةُ العَلَقِ: ١] وأما عن مواقِف الرسول ﷺ مع الصحابة؛ فكانت كثيرة، ويمكنكم البحث؛ لتعم الفائِدة عليكم أكثر، ويمكنكم رؤية تعليقاتِ رفاقِنا بالفصل السابق. والفائِزين اليوم، هم: