الطابق "-3"

13 3 13
                                    

في مكان ليس ببعيد
وفي مبنى تفوح من جدرانه رائحه الكأبة والبرودة رغم فخامة تصميمة

كانت هناك جماعة ترتدي ثيابا رسمية سوداء تتوجه عبر الممرات التي تنيرها الأضواء الفلورية الخافتة الى مصعد كبير

وبعد ان دخلوا واُغلقت ابواب المصعد ظلت تلك الارقام الحمراء الموجوده اعلى المصعد تشير الى النزول

3

2

1

0

-1

-2

-3

بمجد ان ثبت الرقم على الطابق الثالث تحت الارض توقف المصعد وبادر كل من بداخله بالخروج

كانت أصوات خطاهم هي الوحيده المسموعه في ذلك الطابق بالاضافه الى اصوات طنين اجهزة التبريد

أقل ما يُقال عن ذلك المكان هو انه غريب ومليء بالشبهات

إذ كان المكان عبارة عن غُرف زجاجيه معتمه لكن في نفس الوقت يمكنكم ملاحظه ظلال لأناسٍ بداخل تلك الغُرف

استمرت أصوات تلك الخطوات حتى وقفت امام حجرة فتقدم احدهم واخرج بطاقته ليضعها امام الة كانت بجانب الباب
بمجرد ان تعرفت الالة على صاحب البطاقه فتحت الباب

فدخلوا الى غرفه خاليه يتوسطها تابوب عليه صورة رجل يبدوا انه في الثلاثينات مبتسم

وقف الجميع حول التابوت دقيقة حداد ثم توجه بعض منهم لحمل التابوت  نحو الطابق الارضي

كانت من بين تلك الجماعه شابة طويلة ذات شعرٍ اسود طويل وبشرة شاحبة
كانت نظراتها احدَّ من سكين قد تم سنُّه للتو
وخالية من اي لمعان وكان الموت كان يسكن فيهما

توجهوا الى الطابق العلوي الذي كان عبارة عن قاعات كبيرة ومميزة

كانت الثُّريات كبيرة من الكريستال تتلألأ مثل نجوم صفراء
وكانت الكراسي ممتلئة بالناس الذين كانوا صامتين و يرستم الحزن على وجههم

وصل الرجال الذين يحملون التابوت الى المكان ومشوا عبر البساط الذي كان يتوسط الكراسي و يؤدي الى منصه كبير

وضعوا التابوت على طاولة كانت على المنبر ووضعوا صورته على يمين التابوت حيث واجهت الحضور

وضعوا بجانبه إمّا ورودا أو أكاليل

وبعض مضي بضع دقائق دخل رجل بطنه كان أكبر ما فيه ووقف  على المنبر

وجه بيده التي كانت تملأها الخواتم الميكروفون ناحيته ثم بدا بالحديث

"اعزائي الحضور…

بصفتي رئيس منظمه "الانتصار البشري"

اعزي نفسي واياكم في رحيل احد أبنائنا….احد أبناء منظمتنا العريقة

اليوم وببالغ الحزن يؤسفنا أن  نودع ابرز قادة منظمتنا

-يتحول صوته  من الحزن الى صوت تخنقه العبرة-

السيد/ دانييل جرايسون

حيث انتقل الى مكان افضل…نتيجة لحادث اليم
لكنه مات لكي يخدم قضية نبيلة..مات ليحيى اناس اخرون

لقد كان مثل صورته الموضوعه هنا…بشوشًا ومرحا ويحب الحياة

لقد… لقد كان بمنزلة ابني …ولا أُصدق أنني أقف الان أمامكم…كي … كي أودعه

وبينما يستمع الحضور وهم متاثرون  الى صوت اهتزازاته صوته وسكوته ليذرف بعض الدموع نظرت اليه الشابة بنظرة تحكي ان كلامه مملوء بالتمثيل والاكاذيب لكن لم يكن لديها حيلة لفعل اي شيء

اكمل الرجل بنبرة اكثر وضوحا
" جثمانه سينقل صباح  غدٍ عبر الطائرة الى حيث مسقط راسه

اما بالنسبه لابنته فلازلنا نبذل جهودنا للعثور عليها

اما الان لنتناقش بامر المنظمة….."

وبعد فترة طويله من سماعها لخطبته الطويلة التي اثارت اعصابها قال الاتي

"لكن الحياة تستمر ….وكما خلف قادة قبله هناك اخرون سيخلفون بعده…لذا بعد تصويت المجلس…رأو ان العضوة "هيلين ريو" هي الأنسب لكي تتولى القيادة
…يرجى منها القدوم نحو المنبر لتستلم شريط القيادة"

ظلت الشابه في مكانه دون حراك ومحافظه على تلك النظرات التي زادت اشتعالا

نكزها احد الذين كانوا بجانبها برفق فتصحو من ماكانت فيه لتنظر الى من نكزها ثم تعود الى النظر الى الرجل

ثم تتقددم ببطء نحو المنصه ثم المنبر
فيتقدم الرجل ومعه شريط احمر وفي منتصفه شريط ذهبي بمنتصفه شريط ابيض كان ل ….

فيلفه حول ذراعها العليا

"كان ليسعد بهذا…."

تلك الكلمات التي خرجت من فم الرجل كانت مثل الزيت على النار بالنسبه لهيلين
لولا ان الوقت والزمان غير مناسب لاقدمت على فعل شيء به
لكنها اكتفت بالنظر الى الاسفل

كانت نظراتها تعبر عن ما بداخلها  كانت تحاول النظر الى التابوت لكنها لم تستطع

كما لو كانت تخجل من النظر اليه وكانها ملطخه بالعار …

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

|طيور النار|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن