¦ وَهم الرجُل الخريفِي ¦ part 5

501 28 162
                                    

| أقف هناك دائمًا، أحدق في الجميع بتعبير فارغ، كما لو كنت جسدًا بلا روح |

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

| أقف هناك دائمًا، أحدق في الجميع بتعبير فارغ، كما لو كنت جسدًا بلا روح |

_________________________________

أمسَك وجنتيْها بِأصابعه الخشِنه البارِده عندَ سماعِه أصوَات الشرطَه مُبعِدًا إيّاها إلى الورَاء لكيْ يتسنّى لهُ رؤيَة ملامحهَا

-رفعَت عيناهَا المُتعبه تحدّق إليه بينمَا حدّق هو بِبرود ومازالَت مُتمسّكه بِمعطفِه من الخَلف
لِيُبعِد خصلاتَها المُلتصِقه على ثغرهَا أثرَ الدمَاء الجافّه نابِسًا بِصوت خشِن " امسكِي بي من الخَلف"

أدَارَ جسدهُ مخبّئًا إيّاها خلفهُ بينمَا بدأت بِإمساك معطفهُ بِأصابعها الّتي ترتعِش بِقوه

لِيغادروا سريعًا مِن خارج الغرفَه المليئَه بِرائحة الدّماء النتِنَه

توقّف أمامَ الشجرَه الّتي تتوسّط الحديقه مُحدّقًا إليها بِشرود وكأنّه يفكّر في أمرٍ ما ، ومازَالت ليا خلفهُ متشبّثة بِه بِقلق وحدقتيَها تجُول حول الحديقه منتظِره اقتحَام الشرطه المكَان وتقييدهَا من رَسغيهَا بِأصفاد حديديّه

شعرَت بذراع قويّه سمِيكه تُمسك خصرَها رافعَه إيّاها إلى جِذع الشجرَه

أدركَت الأمر حينمَا استدارَت بِرأسهَا إلى الخَلف تحدّق إلى تشان المُمسك بِها ، لِتُقابلها أعيُنهُ البنيّه البارِده شاعِرَه بِأنفاسِه الحارّه المُتناثره حولَ مبسمهَا

استمرّت تحدّق إليه بِخمول تارِكه نفسَها كلوحٍ منحُوت مُعلقًا في الهوَاء بين ذرَاعيه

لِيهمسَ بِكلمات سرِيعه بارده " تسلقّي إلى أعلى الشجَره ، واحذرِي أن تُظهرِي جزءًا من جسدِك او صدُور صوت من ثغرك! "

بلعَت ريقهَا مُحرّكه رأسهَا عدّة مرّات بِنعم
لتستدِير مُمسكه الجِذع الخشبِي مُتسلّقه بِإرتجاف شديد فِي قدميهَا وجسدهَا
- كَان قد لاحظَ ارتِجاف خصرَها النحِيل بين يديه وتنفّسها السرِيع

 التبعثُر |  Scatteringحيث تعيش القصص. اكتشف الآن