الفصل 2: لاكريموزا!

4.2K 175 297
                                    

"في أغنية الموت
الكلمات لك... و اللحن لي!".

┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈

┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈

┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈

لاس فيغاس السفلية...

حرَّك داجيو يده يرفعها عن ذراع الكرسي الوثير القاتم، و كان ذلك هو عرش منظمة "الويد" الأعلى، الكرسي الذي لوثته الدماء المسفوكة حتى إسودَّ، و تراكمت فوقه أطنان الأرواح المغدورة... حتى ثقُل!

أجلى صوته... و خاطب الثلاثة الذين إتصلت بهم مساعدته مارفل قبل ساعة بنبرة تبدو و كأنها تصدر عن حلق شخص يُحتَضَر:

"إدريك... سيريا... مايلس... أريدُ أن أحتسي نخبي ليلة الغد... و رأس ذلك الوغد تحت قدمي!".

تركَ كأسه تنزلق من بين أصابعه، و لم يكترث لتهشمها و إنتشار الفوضى على الأرضية الزلقة، و كانت تلك كأسه الأولى التي يفتتحُ بها الليلة...

ثم أضاف مستقيمًا عن كرسيه دون أن يترنح:

"... و لا عجبَ أن أضيف قطرةً من دمه في كل كأس أحتسيها حتى أشفي غليلي!".

اندفعت سيريا قائلة بثقة متوحشة، و كانت من أشرس سفاحي المنظمة، شابة فاتحة البشرة، بشعر بني غامق، و عينين باهتتي الزرقة، في الرابعة و العشرين من العمر، بولندية الأصل (حسب تحليل الحمض النووي الذي أجرته مؤخرًا) عُثِرَ عليها قبل ثلاثة و عشرين سنة من طرف إدريك في مكب قمامة بإحدى شوارع لاس فيغاس العلوية، و لا يُعرَفُ عنها أي شيء آخر:

"فقط قُل الإسم اللعين، و سأصنع من دمه شرابًا فاخرًا لك أيها الزعيم!".

بدا على الرجلين مايلس و إدريك الترقُّب نفسه لمعرفة هوية الوغد الذي جعل زعيمهم يظهر بذلك القلق، و السماء وحدها تعرف أنه لم يكن مجرد قلق يطل من عينيه الثاقبتين، بل كان الرعب بعينه يتفاقم داخله، و يطارد روحه ناهشًا إياها بأسوء الخواطر، و أسوء الخواطر في عقله الآن... هو فشل هؤلاء الثلاثة أيضا كما فشل كروفر ليلة أمس!

تذكر داجيو الجثة التي ٱرسِلت له في كيس أسود قبل أن يأمر مارفل بإجراء الإتصال الإضطراري، العفو! لم تكن جثة، بل كتلاً متراصَّة من اللحم البشري المشوه، لا ملامح، لا ثياب مألوفة، و لا أي شيء واضح فيها... عدا خاتم فضي بحجر أسود كبير منقوش عليه حرف «C» إعتاد أم يلمحه حول إصبع السفاح «كروفر»... و هذا إن عنى شيئا... فلن يكون المعنى سوى... أن كروفر قضى نحبه على يدي دارك ريغان... دون أن تكون لديه أدنى فكرة أو صورة ملموسة في خياله عن تفاصيل حدوث ذلك!

و الفكرة الأوضح... أن دارك الوغد تعمَّد ترك الخاتم مع الجثة كبصمة تعريفية... لأن كروفر فقط من كان يمتلكُ واحدًا مثله!

لحن الأصفاد|𝕾𝖍𝖆𝖈𝖐𝖑𝖊𝖘 𝕸𝖊𝖑𝖔𝖉𝖞 (أوركسترا الدم الكتاب الأول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن