الفصل 7: سجينة الظلام!

3.6K 200 163
                                    

❞لا تظن صمتي ضعفًا؛
السافل الذي بداخلي نائم و ليس ميت!❝

┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈
┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈┈

نيفادا| كوخ الصخور
الثامنة صباحًا...

و بينما كان دارك يدير المفتاح في القفل، إلتقط صوت شخص ما ينتحب على بعد أمتار من مكان وقوفه، كان صوت روكسان، و يفِدُ كما هو متوقع من غرفتها المقفلة منذ سفره، هذه عودته من الرياض، و هذه بدايته مجددا في صراعات الكبرياء و العناد مع تلك المصيبة اللعينة!

شتم دارك في أعماقه متسائلاً أي مخطط ترسمه الآن لتلوذ بالفرار من سجنه، أغلق باب الكوخ بعدما دلف، و خطا بهدوء متتبعا النحيب المسترسل بقوة فيما كان كلبة الحراسة خاصته «إيجا» تتبعه و تدور حوله بلهاث كأنها تحاول إخباره بشيء مهم، حتى وجد نفسه يفتح باب غرفتها و يلقي نظرة، كان قد ترك كل الأبواب مقفلة بمفاتيحها، بما أن الشبابيك كانت مسيجة بشكل مبالغ فيه، فقد بدت غرفة رهينته لوهلة كزنزانة حقيقية، و تعذر عليه رؤيتها بوضوح وسط تلك العتمة، غير أنه أمعن النظر و إقترب خطوتين، ليدرك أنها و للعجب نائمة!

كانت روكسان مستلقية على سريرها شبه ميتة، كجثة هامدة، و لولا نحيبها و إرتعاش جسدها... لأقسم أنها فارقت هذا العالم، صدرها يهتز في شهقات متواصلة مزقت هدوء الغرفة، و يداها المصفدتان تقبضان بشدة على الفراش تحتها، أسنانها البارزة تعض شفتيها المرتجفتين بين فينة و ٱخرى، و دون أي كلمة تخرج من حلقها، ظلت تبكي حتى إستفزت أعصابه!

"ما اللعنة التي بك؟".

لو أنها كانت في وعيها آنذاك، فمؤكد كانت ستصرخ به و تجيب: «لا لعنة بحياتي غيرك!»، و الغريب أن دارك أراد سماع ذلك منها، أراد أن تلعنه بشكل ما، أن تخرج عن صمتها المثير للريبة و تنطق بأي شيء كما تعود عليها، لكنها لم تصرخ، و لم تتكلم حتى، بل واصلت البكاء فقط، كأن الدموع و الشهقات هي لغتها الوحيدة المتاحة، أو كأن ما يملأ صدرها الآن أكبر و أفظع من أن تتحدث به!

نال دارك كفايته، فهو لم ينم منذ الليلة الماضية حين سافر إلى المملكة السعودية، و ها هو يعود أيضا عقِبَ لقائه بإيسميراي تايغرز دون أن يضيع لحظة هناك، لذا قرر أنه ليس في جوه المناسب ليشاهد الآن إحدى مسرحيات إبنة فارغاس اللعين، ثم إن صوت البكاء الضعيف هذا يذكره بأشياء لا تروقه، بأنها الضحية و بأنه الوحش، و يبدو أن هذا الإدراك و لسبب غريب مؤخرًا بدأ يزعجه! و في وثبة خاطفة جعلت الكلبة خلفه تتحفز و تنبح بصوت قوي، هجم على السرير، و أمسك كتفيها بقسوة صارخًا:

لحن الأصفاد|𝕾𝖍𝖆𝖈𝖐𝖑𝖊𝖘 𝕸𝖊𝖑𝖔𝖉𝖞 (أوركسترا الدم الكتاب الأول)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن